أعرب السويسري مانويل نافارو، مدير دائرة الحكام بالاتحاد السعودي لكرة القدم، عن ثقته في أداء الحكم السعودي، مشيدا بما قدمه الحكام خلال الجولات الماضية من منافسات دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، لافتًا إلى أن الأخطاء التي حدثت خلال هذه الجولات الأخيرة لم تكن في مجملها مؤثرة على نتيجة أي مباراة، لكنه شدد في الوقت ذاته على ضرورة العمل من أجل تقليل هذه الأخطاء.
وأكد نافارو في مقابلة نشرها الموقع الرسمي للاتحاد السعودي لكرة القدم يوم الجمعة على أنهم حرصوا على إعداد العديد من الدورات عبر الإنترنت وتحدثوا في كل الموضوعات المتعلقة بالحالات التحكيمية في الجولات السابقة بالدوري السعودي للمحترفين. “عندما تمكنا من تجميع كل الحكام مرة أخرى في شهر يوليو، قمنا بالإعداد البدني لهم مع اختبارات اللياقة والتدريبات وغيرها ثم عقدنا ندوات أخرى تم خلالها مناقشة كافة الموضوعات التي سبق مناقشتها خلال الندوات السابقة التي أقيمت عن بعد”.
وأشار إلى أن عملية إعداد الحكام تشبه إلى حد ما فريق كرة القدم، مضيفا “لدينا نوعان من الإعداد البدني الإعداد الفني والتكتيكي وهو أمر أساسي لحكام الدرجة المحترفة في الوقت الحالي”.
وعن ابتعاد الحكام السعوديين عن إدارة المباريات في دوري المحترفين طوال الموسمين الماضيين وإعادتهم للتحكيم مرة أخرى، أكد: خلال الموسمين كان الحكام يقودون مباريات بدوري الدرجة الأولى، وبعضهم تحول خلال الفترة ذاتها لقيادة مباريات بدوري المحترفين، ولكن بعدد أقل، لذلك كان التحضير ذهنيا من أجل استعادة الثقة للأداء في دوري المحترفين، وهذا يتضمن الحديث فقط مع الحكام حيث جرت العديد من النقاشات الفردية والإعداد لإعطاء الحكام الثقة ليكون أداؤهم على أعلى مستوى.
وعن كيفية إعداد الحكام لاستخدام تقنية حكم الفيديو المساعد (فار) قال “قام جميع الحكام بالعملية التعليمية بأكملها وهو أمر إلزامي، وقد تم تنفيذه من قبل الاتحاد الدولي (فيفا) ومجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم ومر كل الحكام المحليين به ويشمل هذا أيضا الإعداد للمباراة الذي يعني تدريب المحاكاة، الإعداد الفني، لكن هناك مباريات خارج الملعب ومباريات داخل الملعب، لذلك كل هذه المتطلبات جاءت لتمكين حكم الفيديو من تحقيق هذه الأمور، لذلك هناك الكثير من الإمكانيات للعمل بتقنية (فال) في الدوري السعودي”.
وعن تقييمه لأداء الحكام في الجولات السبع التي لعبت من دوري المحترفين أكد: بشكل عام بعد مرور سبع جولات نحن سعداء جدا بأداء الحكام السعوديين، بالطبع أمر طبيعي أن تحدث أخطاء، فالحكم بشر يمكن أن يخطئ مثله مثل اللاعب الذي يهدر هدفًا أو ركلة جزاء، ولكن بشكل عام نحن راضون عن أداء الحكام السعوديين، لأن الإعداد كان جيدًا جدًا”.
وبسؤاله عما إذا كان تم توقيع عقود مع الحكام ليصبحوا شبه محترفين، قال: لدى الحكام الآن عقود مع الاتحاد السعودي لكرة القدم، وسبب اتخاذ هذه الخطوة بالغة الأهمية أن كرة القدم لعبة احترافية، ولدينا لاعبون محترفون ومدربون محترفون، كل شيء احترافي لكن الحكام لم يكونوا محترفين”.
وأضاف: إذا نظرت إلى حياة الحكم تجد أنه اليوم لديه مباراة ولديه مباراة أخرى بعد 5 أيام، ماذا يفعل إذن بين هاتين المباراتين؟.. يجب عليه أن يقيم أداءه، ويجب أن يستعد ويتعافى وكل هذا يتطلب الكثير من الوقت مثل اللاعب المحترف، لذا فالحكم في الدوريات الاحترافية على مستوى العالم، لديه عقد أو نوع من الدخل حتى يتمكن من تقليص أعماله تمامًا أو جزء معين من العمل، ويتسنى له تخصيص معظم أو كل عمله للتحكيم إن الهدف الرئيسي من احتراف الحكام هو أن يكونوا مستعدين للتفاني كليًا للتحكيم”.
وعند سؤاله عن رواتب الحكام قال: “يتقاضى الحكام حاليًا 7 آلاف ريال شهريًا، بالإضافة إلى أتعاب المباراة التي يقومون بتحكيمها”.
وبسؤاله عما إذا كان يرى العدد المحدد للأندية لاستقدام حكام أجانب، أجاب: “القرار اتخذه الاتحاد السعودي لكرة القدم بموافقة رؤساء ومسؤولي الأندية خلال اجتماع، ونرى أن العدد مناسب ونريد أيضًا أن يكون أقل”.
وعما إذا كانت الأخطاء المتكررة للحكام واحتجاجات الأندية لمضاعفة عدد الحكام الأجانب، أكد: “بعد كل جولة نحلل كل المباريات وكل الحالات وحتى شبه الأخطاء؛ للوقوف على ما إذا كان هناك خطأ بالفعل، لأنه أحيانا يتوجب علينا النظر في قوانين اللعبة، وأنا أيضًا أشارك معهم مناقشة بعض الحالات، وفي النهاية نحصل على قرار نهائي، ولأكون صادقا معك فالأخطاء ليست كبيرة جدًا، وليست مرتفعة كما يقال وينشر في وسائل الإعلام”.
وأردف: “الأخطاء هي ما يؤثر على النتيجة النهائية حينها يتوجب على حكم تقنية (فار) المساعدة، وليست لدينا مثل هذه الأخطاء، فقط لدينا واحد في موقف تسلل وخطأ آخر مثل بطاقة صفراء لم تشهر ومخالفة لم تحتسب أو تسلل ليس له أي تأثير في تسجيل هدف أو عدم المرور أو إلغاء هدف، مثل هذه الأخطاء لم تحدث”.
وعن تعليقه بشأن وجود اقتراحات بأن يكون حكم تقنية (فار) أجنبيا وأن يكون حكم الساحة سعوديا أكد: “ليست فكرة سديدة، حيث إنه كانت هناك الكثير من المرات التي تواجد فيها حكام سعوديون مع حكام تقنية (فار) سعوديين وأهم ما يميز هذا التعاون هو التواصل، وإذا كنت تتحدث نفس اللغة فالأمر يكون سهلًا على مستوى وصف الحالات على العكس من وجود حكم أجنبي”.
وبسؤاله عمن يتحكم في اختيار اللقطات التي تعرض في غرفة (فار) قال: “ما تلتقطه الكاميرات المتواجدة في الملعب يذهب مباشرة إلى غرفة عمليات الفيديو، ويقوم كل من مسؤول التشغيل وحكم تقنية (فار) باختيار الزاوية التي تعطي أفضل رؤية ممكنة للأحداث الفائتة، وتعرض هذه اللقطات عبر جهات البث التليفزيونية، لكن في النهاية حكم تقنية (فار) والمشغل معًا يختاران الزاوية الصحيحة لرؤية الأحداث التي من الممكن أن تكون قد فاتتهم. وأشار إلى أن الحد الأدنى للكاميرات في الملعب هي 13 كاميرا وأن الحد الأقصى 32 وهو العدد الذي كان موجودا في المباراة النهائية بكأس الملك.
وقال: “كل الدوريات الكبرى تستخدم نفس الكاميرات تماما كما تعرضها جهة البث مثلما يوجد في السعودية، لدينا على الأقل 13 كاميرا، وفي غرفة (فار) يستخدمون نفس كاميرات البث التلفزيوني في الملعب”.
وعما إذا كان هناك جديد في مشروع ابتعاث الحكام السعوديين، أكد نافارو: “نحن على تواصل مع الاتحادات لنحصل على نوع من التعاون ومشاركة الأفكار المختلفة وبرامج التطوير المختلفة، وأنا على يقين أننا سنصل إلى تعاون مثمر مع أعضاء الاتحادات المختلفة في المستقبل”.
وعن رؤيته لمستقبل الحكام السعوديين في الخمس سنوات القادمة، قال: “أعتقد أن الحكام السعوديين لديهم هذه الرؤية بعيدة المدى، وأنا واثق أنهم سيحكمون بشكل لائق في الدوري الخاص بهم، وهو ما نراه الآن في دوري أبطال آسيا، لدينا ممثل هناك عن الحكام السعوديين، وفي المستقبل إذا واصلنا العمل على هذا المنوال يمكن أن يكون لدينا حكام سعوديون في اللقاءات النهائية بدوري أبطال آسيا وأيضًا في المنافسات العالمية مثل كأس العالم”.