150 عامًا في حضرة التاريخ.. «الأهرام» صفحات تُروى وذاكرة لا تغيب

150 عامًا في حضرة التاريخ.. «الأهرام» صفحات تُروى وذاكرة لا تغيب


بمقتطفات من واجهة الأعداد البارزة في مشوارها، احتفلت صحيفة «الأهرام» بذكرى مرور 150 عامًا على صدور عددها الأول، لتسطر بذلك فصلًا جديدًا من الحكاية الصحفية التي بدأت منذ عام 1876، ولا تزال حتى اليوم شاهدة على كل ما جرى في مصر والعالم، ومن بين صور العناوين والمانشيتات البارزة التي تصدّرت عددها الخاص بهذه المناسبة، حرصت الصحيفة على إحياء كلمات خالدة قيلت عنها، لا تزال تحفظ لها قدرها ومكانتها في الضمير الجمعي المصري.

أعلى الصفحة الأولى من العدد التذكاري، تزينت الزاوية اليمنى بعبارة مؤثرة للإمام محمد عبده وصف فيها «الأهرام» قائلًا: «يالها من جريدة أرست قواعدها في القلوب وامتدت لتكشف الغيوب.. والفارق كبير بين أهرام خوفو وأهرام الصحافة.. تلك أهرام وأشباح وهذه غذاء للأرواح.. تلك مساكن وأموات وهذه لسان السماوات».

في المقابل، وعلى يسار الصفحة، جاءت شهادة عميد الأدب العربي طه حسين لتكمل المشهد: «الأهرام هي ديوان الحياة المعاصرة، حفظت دقائق الحياة المصرية على اختلاف ألوان هذه الحياة وتباين فنونها ومذاهبها.. منذ أواخر عهد إسماعيل.. ما كان من الأحداث الجسام التي تتابعت إلى الآن».

استعرضت الصحيفة في عددها التذكاري مجموعة من أهم العناوين التي زينت صفحاتها على مدار قرن ونصف، بدءًا من صورة الصفحة الأولى للعدد الصادر عام 1876، والتي احتلت موقعًا وسط الصفحة، مرورًا بتغطيتها لإعلان اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914، وخبر إعلان الجمهورية في مصر وسقوط الملكية سنة 1952، ثم تأميم شركة قناة السويس عام 1956.

ولم تغب عن الذاكرة مانشيتات ملحمية من طراز «بنينا السد» إشارة إلى بناء السد العالي عام 1960، أو ذلك العنوان الذي وثق لحظة عبور القوات المسلحة قناة السويس وتحطيم خط بارليف، كما استُعيدت العناوين التي أرّخت لبداية المفاوضات من أجل السلام بعد 30 عامًا من الحروب العربية الإسرائيلية، ورفع علم مصر على أرض طابا في 1989، إضافةً إلى الغزو العراقي للكويت، وختامًا بلحظة انتخاب عبدالفتاح السيسي رئيسًا لمصر، واحتفالات الملايين في الميادين.

150 عامًا من إصدارت صحيفة «الأهرام»

في الصفحات التالية، انتقل العدد إلى عرض قصة «الأهرام» من الداخل، حيث سردت ثلاث محطات شكلت عصب تطورها: البداية على يد الأخوين سليم وبشارة تقلا عام 1875، ثم فترة قيادة إبراهيم نافع، وأخيرًا محطة محمد حسنين هيكل الذي وصفته الصحيفة بـ«المؤسس الثاني»، مشيدةً بدوره في إنقاذ الصحيفة من تراجع المبيعات وقيادتها إلى ذروة التأثير والتحقيق الصحفي.

تحت عنوان «صاحبة المقام الرفيع»، روت الأهرام في الصفحة الثالثة من ملف الاحتفال، سرديتها الخاصة التي امتدت عبر الزمان والمكان، فيما حمل الهامش الأيسر مقال رأي بعنوان «الأهرام.. ذاكرة وطن»، عبّر عن دور الجريدة في توثيق تاريخ مصر الحديث، ليس فقط من خلال الأخبار، بل من خلال حفاظها على روح الثقافة الوطنية.

150 عامًا من إصدارت صحيفة «الأهرام»

خصصت الصحيفة صفحتها الرابعة من الملف لتسليط الضوء على الكتاب والمفكرين الذين أثروا صفحاتها بمقالات رأي وتحليلات صنعت وعي أجيال، معتبرةً نفسها على الدوام منبرًا حرًا لكل الأصوات والتيارات، ونافذة أطلّ منها الفكر المصري على العالم.

تحت عنوان «الأهرام.. اصطفاف مع إرادة الشعب»، استعرضت الصحيفة في صفحتها الخامسة من الملف كيف انحازت منذ اللحظة الأولى لصوت الوطن في مواجهة جماعة الإخوان المسلمين، وكيف وثّقت ثورة 30 يونيو 2013، واحتفت بلحظة تلاحم الجيش مع الشعب التي أعادت مصر إلى أبنائها، وفتحت الباب أمام الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.

150 عامًا من إصدارت صحيفة «الأهرام»

امتدت الصفحات بعد ذلك لتضم عشرات مقالات الرأي التي كتبها مثقفون ومسؤولون وشخصيات عامة، من بينهم وزير الثقافة أحمد هنو ووزير التربية والتعليم محمد عبداللطيف، تحدثوا عن الأهرام كواحدة من أهم المؤسسات الثقافية في تاريخ الوطن، وسردوا شهاداتهم عن تأثيرها المستمر منذ 150 عامًا.




Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *