نهائي كأس العالم… «مارادونية» لميسي أم «استثنائية» لمبابي؟

نهائي كأس العالم… «مارادونية» لميسي أم «استثنائية» لمبابي؟


نهائي كأس العالم… «مارادونية» لميسي أم «استثنائية» لمبابي؟

الديوك الفرنسية للدفاع عن اللقب الكبير أمام جموح التانغو الأرجنتيني

الأحد – 25 جمادى الأولى 1444 هـ – 18 ديسمبر 2022 مـ رقم العدد [
16091]

ميسي خلال تدريبات المنتخب الأرجنتيني (إ.ب.أ)

الدوحة: فارس الفزي وفهد العيسى

باندفاع وحماس وحتى غضب غير مألوف أظهره في ربع النهائي ضد هولندا، حمل ليونيل ميسي منتخب الأرجنتين إلى نهائي مونديال قطر، وبات اليوم على بعد فوز من الجلوس عن يمين الأسطورة دييغو مارادونا آخر من قاد بلاده إلى اللقب عام 1986، وذلك عندما يواجه وكتيبته المنتخب الفرنسي «حامل اللقب» بقياده المهاجم الاستثنائي مبابي.
وفي مشاركة خامسة وأخيرة له في النهائيات، أظهر ميسي شخصية مختلفة عن أي من مشاركاته السابقة بألوان المنتخب الأرجنتيني ولعب بأهدافه الخمسة وتمريراته الحاسمة الثلاث، الدور الرئيسي في منح فريق المدرب ليونيل سكالوني فرصة تاريخية على استاد لوسيل اليوم، في مواجهة منتخب حالم بأن يصبح أول من يحتفظ باللقب منذ برازيل بيليه عام 1962.
وحتى إن مدرب فرنسا ديدييه ديشان أقر بأن ميسي الجديد مختلف عما كان عليه حين تواجه المنتخبان عام 2018 في ثمن النهائي، عندما فاز «الديوك» 4 – 3 في طريقهم إلى لقبهم العالمي الثاني.
كأس وحيدة تنقصه ليصبح الأعظم، وربما أعظم من الأسطورة الراحل مارادونا. في قطر. حلم ميسي بتتويج عنقه بالغار وقيادة الأرجنتين للقبها الثالث بعد 1978 على أرضها و1986 في المكسيك الذي صبغه «الفتى الذهبي» بتحفته الكروية الشهيرة أمام إنجلترا.
بعد أيام قليلة من وفاة مارادونا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، سجّل ميسي هدفاً مع برشلونة أمام أوساسونا في الدوري الإسباني ليخلع قميص الـ«بلاوغرانا» ويكشف عن آخر لفريق نيويلز أولد بويز تكريماً لمواطنه، حمل الرقم 10 مع اسم دييغو.
في هذا النادي في روساريو، مسقط رأسه، تلقّن ميسي فنون كرة القدم. وفي طفولته، قبل انضمامه إلى برشلونة في سن 13 عاماً حيث بنى أسطورته الكروية، أُعجب «البرغوث» الصغير بمارادونا العائد من أوروبا لإنهاء مسيرته في الأرجنتين بألوان فريقي نيويلز ثم بوكا جونيورز.
مذاك، فاز ميسي بكل شيء: 7 كرات ذهبية لأفضل لاعب في العالم، 4 ألقاب في دوري أبطال أوروبا، جملة من الألقاب في الدوريين الإسباني والفرنسي؛ مع برشلونة ثم باريس سان جيرمان الفرنسي، كما أضاف إلى سجله لقب «كوبا أميركا» الصيف الماضي، في أوّل تتويج قاري لـ«راقصي التانغو» منذ عام 1993.
وسجل ميسي مئات الأهداف وسحر عالم كرة القدم بمراوغاته وتمريراته وابتكاراته وسرعته. هو قائد المنتخب الأرجنتيني وأفضل هداف في تاريخه (96 هدفاً) والأكثر ارتداءً للقميص (171 مباراة دولية). غير أن ساحر الكرة صاحب الرقم 10 لم يفُز بكأس العالم، حيث لامس المجد بأطراف أصابعه قبل تبخر الحلم بخسارته نهائي مونديال البرازيل 2014 أمام ألمانيا صفر – 1 بعد التمديد.
ومن جانبه، سيكون الفرنسي كيليان مبابي على موعد مع التاريخ، وذلك حين يقود منتخب بلاده للدفاع عن لقبه وسيصبح مبابي الذي يحتفل بميلاده الرابع والعشرين بعد يومين فقط من المباراة النهائية، أصغر لاعب يحرز اللقب العالمي مرتين منذ الأسطورة البرازيلية بيليه الذي توج به عام 1962 عن 21 عاماً.
موقعة استاد لوسيل التي ستكون إعادة للدور ثمن النهائي قبل 4 أعوام حين فازت فرنسا على الأرجنتين 4 – 3، تشكل بداية حقبة مبابي كالنجم الكبير الأبرز على الساحة العالمية بما أن زميله في سان جيرمان ميسي يخوض مشاركته المونديالية الأخيرة، على غرار البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي ودع النهائيات من الدور ربع النهائي.
وفي ظل لعنة الإصابات التي لاحقت فريق المدرب ديدييه ديشان وجرّدته من كريم بنزيمة أفضل لاعب في العالم ولاعبي الوسط نغولو كانتي وبول بوغبا والظهير لوكا هرنانديز والمهاجم كريستوفر نكونكو والمدافع بريسنيل كيمبيمبي والحارس مايك مينيان، بدا أن الفرنسيين مهددون بتكرار سيناريو 2002 حين تنازلوا عن اللقب بخروج من الدور الأول.
لكنهم دافعوا عن لقبهم بذكاء وحسموا الأمور لصالحهم في اللحظات المهمة، مظهرين غريزتهم القاتلة عندما يكون هناك الكثير على المحك.
ويعود الفضل في ذلك أكثر من أي شيء آخر إلى مبابي، اللاعب الأكثر رعباً على هذا الكوكب الذي ساعدت أهدافه في وضع فرنسا على بعد فوز واحد كي تكون أول بلد يحتفظ بكأس العالم منذ البرازيل عام 1962.
أعلن مبابي عن نفسه على المسرح العالمي عام 2018 بهدفين أمام الأرجنتين في ثمن نهائي المونديال الروسي الذي توج فيه بجائزة أفضل لاعب شاب.
في سن الـ19، أصبح أصغر لاعب يسجل في نهائي كأس العالم منذ بيليه في 1958 حين كان في السابعة عشرة من عمره، وتفوق على رونالدو والأسطورة الأرجنتيني دييغو مارادونا، من حيث عدد الأهداف في النهائيات.
وسجل مبابي 4 أهداف في نسخة 2018 التي كانت أول بطولة كبرى له، بينها الهدف الرابع لبلاده في الفوز على كرواتيا 4 – 2 في المباراة النهائية.
ووحده جوست فونتين الذي سجل 13 هدفاً في نسخة السويد 1958، يتفوق على مبابي على لائحة أكثر اللاعبين الفرنسيين تسجيلاً في النهائيات.
وسجل مبابي 250 هدفاً في 362 مباراة خاضها في مسيرته حتى الآن على صعيد الأندية والمنتخب الوطني، في مجموع يفوق بكثير ما سجله ميسي ورونالدو حين كانا في العمر نفسه.
ومن أجل التركيز على تحقيق حلمه، تهرّب مبابي من المقابلات الإعلامية في بداية النهائيات، معرّضاً اتحاد بلاده لغرامة من قبل الاتحاد الدولي (فيفا)، قبل أن يظهر أمام الإعلام بعد الدور ثمن النهائي.
من المؤكد أن فرنسا لا تفتقر إلى المواهب، لكن مبابي ببساطة من مستوى آخر لدرجة أن المدرب ديدييه ديشان منحه حرية التمركز في الملعب وغالباً ما يستفيد على أكمل وجه من هذه الحرية، ونادراً ما يعود للمساعدة في الدفاع خلال هذا النهائيات.
ولهذا السبب أيضاً، قام سان جيرمان بكل ما يمكنه من أجل التمسك بخدماته عندما حاول ريال مدريد الإسباني التعاقد معه.
وسيكون ماكرون حاضراً مجدداً الأحد، على استاد لوسيل، حيث سيحاول مبابي أن يهدي فرنسا اللقب الثاني توالياً والثالث في تاريخها، وبدء مرحلة سد الفراغ الذي سيخلفه ميسي ورونالدو على المسرح العالمي، وبالتالي تعزيز حظوظه بنيل جائزة الكرة الذهبية لأول مرة.
وستكون هذه هي المواجهة الـ11 بين منتخبات قارتي أميركا الجنوبية وأوروبا في نهائي المونديال، حيث شهدت اللقاءات العشرة السابقة تفوقاً ساحقاً للمنتخبات اللاتينية التي حققت اللقب 7 مرات على حساب منتخبات القارة العجوز، التي فازت بثلاثة ألقاب فقط على حساب منتخبات أميركا الجنوبية.
ورغم ذلك، فإنه خلال النسخ الـ21 السابقة في كأس العالم، حصلت المنتخبات الأوروبية على 12 لقباً في المونديال، في حين نالت منتخبات أميركا الجنوبية 9 ألقاب فقط.
وقدم المنتخبان الأرجنتيني والفرنسي مسيرة رائعة في المونديال، الذي يجري للمرة الأولى في الوطن العربي، استمرت على مدار الأيام الـ28 الماضية، وأصبح كل منهما على بعد لقاء وحيد من أجل معانقة لقب البطولة الأهم والأقوى في عالم كرة القدم.
وتصدر كلا المنتخبين ترتيب مجموعتيهما برصيد 6 نقاط، حيث صعدا للأدوار الإقصائية بعدما حقق كل منهما انتصارين وتلقى خسارة وحيدة في الدور الأول.
ووجد منتخب الأرجنتين على قمة المجموعة الثالثة، ورغم خسارته المباغتة1 – 2 أمام السعودية في مستهل لقاءاته بالبطولة، فإنه سرعان ما استعاد اتزانه، عقب فوزه 2 – صفر على منتخبي المكسيك وبولندا في الجولتين التاليتين، ليضرب موعداً في دور الـ16 مع منتخب أستراليا، الذي تغلب عليه 2 – 1.
وكان المنتخب الأرجنتيني على موعد مع مواجهة بالغة الإثارة ضد منتخب هولندا في دور الثمانية، حيث اجتاز عقبة منتخب «الطواحين» بركلات الترجيح، عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 2 – 2، قبل أن يقدم أقوى عروضه بالبطولة حتى الآن، وذلك في الدور قبل النهائي حينما تغلب 3 – صفر على منتخب كرواتيا، يوم الثلاثاء الماضي.
أما منتخب فرنسا، الذي يطمح لأن يصبح أول منتخب يحتفظ بكأس العالم في نسختين متتاليتين منذ منتخب البرازيل الذي حقق الإنجاز ذاته عامي 1958 بالسويد و1962 في تشيلي، فقد صعد لمرحلة خروج المغلوب إثر تربعه على صدارة المجموعة الرابعة.
وبدأ منتخب فرنسا حملة الدفاع عن لقبه بالفوز 4 – 1 على أستراليا، قبل أن يتغلب 2 – 1 على الدنمارك بصعوبة بالغة، ثم تلقى خسارة غير مؤثرة صفر – 1 أمام منتخب تونس في الجولة الأخيرة.
وفي دور الـ16، انتصر منتخب فرنسا 3 – 1 على بولندا، ليضرب موعداً نارياً في دور الثمانية مع منتخب إنجلترا، الذي تغلب عليه 2 – 1، قبل أن يفوز 2 – صفر على منتخب المغرب، في الدور قبل النهائي.


قطر


كأس العالم





Source link

إعلانات مجانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *