نادي ''الباهية نوتيك": وتيرة تصاعدية وطموحات بلا حدود
وهران – نجح النادي الرياضي الهاوي ”الباهية نوتيك” في فرض نفسه كحامل لواء السباحة الوهرانية، حتى وإن كان هذا النادي، الذي تأسس عام 2005، في طريقه للتألق في رياضة أخرى غير معروفة في الجزائر وهي الترياتلون.
و تشتهر وهران بكونها قطبا لتطوير السباحة في الجزائر، حيث تأمل أن تظل وفية لتقاليدها في هذا المجال بفضل الإنجازات التي يواصل سباحو ”الباهية نوتيك” تحقيقها.
و رغم الإمكانيات المحدودة التي يتوفر عليها هذا النادي، إلا أنه يواصل التشبث بالقمة خلال مختلف المسابقات الوطنية. كما سمح له مستواه التصاعدي بالفوز بلقب نائب بطل الجزائر خلال آخر بطولة وطنية للسباحة والتي أقيمت في الجزائر العاصمة.
و علق رئيس النادي هواري بوراس، في تصريح لوأج على ذلك قائلا: “إنه إنجاز رائع تمكنا من تحقيقه بهذه المناسبة. احتلال نادينا للمركز الثاني في البطولة الوطنية خلف مولودية الجزائر، الذي يفوقنا بكثير من حيث الإمكانيات المالية واللوجستية، يعتبر نجاحا كبيرا بالنسبة لنا”.
و تمكن سباحو النادي الوهراني من التألق في هذه البطولة في سياق صعب كانت السباحة تمر به في عاصمة غرب البلاد حيث واجه ممارسو هذا التخصص كل المتاعب للعثور على حوض لإجراء تدريباتهم.
و أضاف نفس المسؤول في هذا الصدد: ” إن المشكلة الرئيسية للسباحة في وهران تتعلق بالنقص الفادح في أحواض السباحة الأولمبية. فالحوض الوحيد الذي كان لدينا، وهو مسبح حي ”المدينة الجديدة”، كان مغلقا لعدة سنوات لأنه كان يخضع لأشغال إعادة التهيئة تحسبا لألعاب البحر الأبيض المتوسط ??السابقة، وهو الأمر الذي حتم علينا اللجوء إلى أحواض السباحة شبه الأولمبية لتحضير منافساتنا المختلفة”.
و رغم هذه العقبة، تمكن ممثلو ”الباهية” من تحقيق نتائج فاقت التوقعات، بحسب المسؤول نفسه، الذي أعرب عن سعادته بحقيقة أن ناديه أصبح الوحيد في الجزائر الذي ينافس عملاقي السباحة الوطنية وهما مولودية الجزائر واتحاد الجزائر. و مكن هذا التألق أيضا نادي ”الباهية نوتيك” من التحول بدوره إلى خزان لمختلف المنتخبات الوطنية، وفقا لرئيس النادي، الذي يضم في صفوفه ما يقرب من 120 سباحا منخرطا في جميع الفئات.
و أتاح تنظيم الدورة التاسعة عشرة لألعاب البحر الأبيض المتوسط الصيف الماضي بوهران لهذه الولاية الاستفادة من هياكل رياضية جديدة في مختلف الاختصاصات، على غرار المركز المائي التابع للمركب الرياضي الجديد ”ميلود هدفي”، والذي يضم ثلاثة أحواض منها حوضين اثنين أولمبيين، بالإضافة إلى إعادة تهيئة المسبح الأولمبي بحي ”المدينة الجديدة”.
و من المفروض أن يساهم هذان المرفقان المهمان في مزيد من التطور للسباحة في وهران ” إذا تم استخدامهما على الوجه اللائق، لأنهما حتى الآن لا يزالان مغلقين أمام سباحينا”، مثلما أبرزه هواري بوراس.
الترويج للترياتلون … التحدي الآخر
و بالإضافة إلى السباحة، افتتح هذا النادي أيضا ثلاثة تخصصات أخرى، على رأسها الترياتلون وهي رياضة تسعى إدارة ”الباهية نوتيك” للترويج لها بشكل أكبر في البلاد.
و لعل ما يحفز على ذلك أن أولى إنجازات الجزائر في هذا الاختصاص جاءت بفضل رياضيين من هذا النادي، وهما أسامة بروان ونزيم بن يلس اللذان نجحا في الفوز بملتقى الرباط (المغرب) في عام 2017 بمناسبة أول مشاركة للجزائر في هذه الرياضة على الساحة الدولية، ليتبع ذلك بعد عام وفي نفس المدينة تتويج بروان بالميدالية الفضية في الألعاب الأفريقية.
و تابع رئيس ”الباهية نوتيك” يقول: “نظرا لتوقف الكثير من الرياضيين في السباحة والدراجات عن ممارسة هاتين الرياضتين، يمكننا استعادتهم من خلال توجيههم إلى الترياتلون، وهو اختصاص يضم، بالإضافة إلى هاتين الرياضتين منافسة الركض . علاوة على ذلك، وبفضل النتائج التي حققها رياضيونا على الساحة الدولية، نشأت فكرة تأسيس اتحادية وطنية للترياتلون قبل أن تصبح حقيقة منذ عامين تقريبا، فيما نسعى حاليا لإنشاء الرابطة الوهرانية للترياتلون”.
و يغذي رئيس النادي الوهراني طموحا آخر يتمثل في إنشاء فرع خامس داخل ناديه، وهو كرة الريشة التي ستضاف إلى السباحة والترياتلون والدراجات والسباحة بالزعانف.
في هذا الصدد، يعول هذا المسير الرياضي على مساعدة السلطات المحلية، خاصة وأن ناديه لم يستفد من أي إعانة على حد قوله، مشيرا إلى أنه بسبب المشاركات المختلفة لسباحيه على وجه الخصوص في المنافسات الوطنية، ارتفعت ديون ”الباهية نوتيك” التي ترغب إدارتها في تسويتها بفضل المساعدة التي تأملها من طرف المصالح المختصة في وهران.