من شعر نزار قباني – ١
بقلم : جهاد الخازن
عندي شعر نزار قباني في ثلاث كتب متلاحقة من أول شعره الى آخره. أخترت من شعره اليوم:
تراني أحبك؟ لا أعلم
سؤال يحيط به المبهم
وإن كان حبي افتراضاً… لماذا
إذا لحت طاش برأسي الدم
وحار الجواب بحنجرتي
وجف النداء ومات الفم؟
وله أيضاً:
زيتية العينين لا تُغلقي
يسلم هذا الشفق الفستقي
رحلتنا في نصف فيروزة
أغرقت الدنيا ولم تغرق
في أبد يبدأ ولا ينتهي
في ألف دنيا بعد لم تخلق
وقال عن مصطفاة:
أأنت على المنحنى تقعدين
لها رئتي هذه القاعدة
مشاوير تموز عادت وعدنا
لننهب دالية راقدة
لنسرق تيناً من الحقل فجّاً
لننقف عصفورة شاردة
وله:
تقول: حبيبي إذا ما نموت
ويدرج في الأرض جثماننا
الى أي شيء يصير هوانا
أيبلى كما هي أجسادنا؟
أجبت: ومن قال إنا نموت
وتنأى عن الأرض أشباحنا؟
ففي غرف الفجر يجري شذانا
وتكمن في الجو أطيابنا
وأيضاً:
وأخيراً… أخذت منك رسالة
بعد عامٍ لم تكتبي لي خلاله
عرّشت وردة على الهدب لما
رحت أتلو سطورها في عجالة
أبريد الحبيبة الغضّ هذا
أم ربيع مجرر أذياله؟
وله أيضاً:
لا تسألوني ما اسمه حبيبي
أخشى عليكم ضوعة الطيوب
زق العبير إن حطمتموه
غرقتم بعاطر سكيب
والله لو بحتُ بأي حرف
تكدس الليلك في الدروب
وقال:
لا تدخلي
وسددتَ في وجهي الطريق بمرفقيكَ
وزعمت لي
أن الرفاق أتوا اليكَ
أهم الرفاق أتوا اليك
أم أن سيدة لديكَ
تحتل بعدي ساعديكَ؟
وأخيراً اليوم:
مطر، مطر، وصديقتها
معها ولتشرين نواح
والباب تئن مفاصله
ويعربد فيه المفتاح
شيء بينهما يعرفه
إثنان أنا والمصباح
وحكاية حب لا تحكى
في الحب يموت الإيضاح
قد يهمك ايضا