منتخبا الإمارات والعراق يسعيان لاقتناص آخر فرصة للوصول إلى كأس
بعد مشوار طويل ومُثير في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى التي أسفرت عن بلوغ 8 منتخبات المونديال حتى الآن، تدنو هذه المنافسات من نهايتها مع بقاء فرصة أخيرة مؤهلة إلى الملحق العالمي ستُنمح إما للإمارات أو العراق.
ويتنافس “الأبيض” الإماراتي مع “أسود الرافدين” على بطاقة واحدة، وسيكون المنتخب الفائر من مجموع نتيجتي مباراتي الذهاب والإياب ممثلاً وحيداً للقارة الآسيوية وللعرب في الملحق المؤهل إلى المونديال.
وتستضيف أبوظبي اللقاء الأول على ملعب محمد بن زايد يوم الخميس، فيما تقام مباراة العودة في مدينة البصرة في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
ويتقاسم المنتخبان الطموح نفسه مع سعيهما للمشاركة للمرة الثانية في تاريخهما في كأس العالم المقرر في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك صيف العام المقبل.
وبعدما احتلا المركزين الثاني في مجموعتيهما في الدور الرابع – الملحق الآسيوي الذي عبرت من خلاله السعودية وقطر إلى المونديال الشهر الماضي – بلغ المنتخبان العراقي والإماراتي هذا الدور الخامس.
ويدخل المنتخب الإماراتي (المصنف 67 عالمياً) المباراة الأولى أمام نظيره العراقي (المصنف 57 عالمياً)، فيما لم يُهزم في آخر 4 مباريات خاضها على أرضه في التصفيات الآسيوية.
لكن تاريخ مواجهات المنتخبين في تصفيات كأس العالم، يميل لصالح العراق الذي حقق في 6 لقاءات سابقة ثلاثة انتصارات مقابل تعادلين وخسارة واحدة.
ورأى المحلل في كرة القدم السعودي عيسى المسمار، أن المواجهة “متكافئة من حيث الجودة الفنية”، لكنه قال إن “أفضلية الذهاب في أبوظبي تمنح الإمارات فرصة لبدء اللقاء بثقة”.
وقال المسمار، “العراق يمتلك قوة بدنية وحماس جماهيري في الإياب في البصرة، ومع ذلك أرى أن الإمارات الأقرب للتأهل بفضل توازنها الدفاعي وخبرة لاعبيها في التعامل مع المباريات الحاسمة”.
وأعلن الاتحاد الإماراتي لكرة القدم نفاد تذاكر المباراة أمام العراق التي تقام في ملعب محمد بن زايد بسعة نحو 37 ألف متفرج، كما أطلق حملة واسعة عبر حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي لحث المشجعين على دعم المنتخب.
وتحت قيادة مدربه الروماني، كوزمين أولاريو، الذي يعرف كرة القدم الإماراتية جيداً، خسر “الأبيض” مرة واحدة في 5 مباريات رسمية كانت أمام قطر التي تأهلت من خلال تلك المباراة إلى كأس العالم.
ويسعى المنتخب الإماراتي بلوغ نهائيات كأس العالم للمرة الثانية بعد أولى في عام 1990.
وقال أولاريو في مؤتمر صحفي عشية المباراة الفاصلة، “نحن أمام أهم المباريات في تاريخ منتخبنا. نعرف جيداً أهمية هذه المواجهة وندرك أننا يجب أن نقدم أفضل مستوى ممكن دون أن نتأثر بضغوط المباراة وأن نركز فقط على خطتنا”.
غير أن تشكيلة منتخب الإمارات شهدت استبعاد فابيو ليما، مهاجم فريق الوصل، وماجد حسن لاعب وسط الشارقة، للإصابة.
وليما هو هداف الإمارات في التصفيات برصيد 8 أهداف.
واعتبر المسمار أن غياب ليما “سيؤثر على فعالية الإمارات الهجومية، لكنه فريق منظم قادر على تعويض النقص بالعمل الجماعي”.
في المقابل، استدعى المدرب الأسترالي لمنتخب العراق، غراهام أرنولد، 25 لاعباً للمباراتين بينهم عدد من الوجوه الجديدة، فيما قرر استبعاد خمسة لاعبين ممن سبق وأن استدعاهم الشهر الماضي في تصفيات الملحق الذي أقيم في مدينة جدة السعودية وخاض خلالها مواجهتي إندونيسيا والسعودية.
وسيخسر العراق جهود لاعبيه إبراهيم بايش ويوسف الأمين للإصابة ومنتظر الماجد “بسبب شعوره بالمرض”، فضلاً عن لاعب وسط زاخو، أمجد عطوان، الذي أصبح خارج حسابات أرنولد، في وقت استبعد أيضاً، بشار رسن، المحترف في باختاكور الأوزبكي من القائمة.
وقال المسمار إن “العراق سيفتقد الحلول الفردية واللمسة الإبداعية لبايش والأمين، وهو ما قد يحد من قدرته على صناعة الفرص”، موضحاً أن “الغيابات مؤثرة” بشكل عام “لكنها لا تغيّر ملامح التكافؤ بين المنتخبين”.
بيد أن “أسود الرافدين” سيستعيد خدمات مهاجمه القناص أيمن حسين الذي غاب عن منافسات الدور الرابع، إضافة إلى علي الحمادي.
وقال أرنولد إن عودة الثنائي الهجومي تمثل أنباء سارة بعد التعافي من الإصابة “في منطقة مهمة من الملعب من أجل تسجيل الأهداف”، علماً بأن المنتخب العراقي لم يسجل إلا هدفاً واحداً في الدور الرابع من التصفيات.
المسمار رأى من جانبه أن “عودة أيمن حسين تمثل إضافة قوية للعراق”، مشيراً إلى أن “وجوده يمنح العراق خياراً هجومياً واضحاً وقد يكون العامل الحاسم إذا حصل على الإمداد المناسب من الوسط”.
ويتطلع أردنولد، الذي قاد بلاده أستراليا إلى كأس العالم 2022 في قطر حين بلغ منتخبها دور الـ 16، إلى مساعدة العراق على بلوغ النهائيات للمرة الثانية في تاريخها بعد تحقيق التأهل الأول عام 1986.
وقال أرنولد: “هدفنا الرئيسي هو ضمان تأهل العراق لكأس العالم، وهو أهم إنجاز بالنسبة لنا”.
وأضاف: “سنختار اللاعبين الأكثر جاهزية بدنية وقدرة على القتال داخل الملعب. ستكون المباراة كمعركة، ونحن بحاجة إلى أن يبذل اللاعبون قصارى جهدهم للفوز”.
وأعلن الاتحاد العراقي توزيع تذاكر مجانية على جماهيره في دبي.
وقال رئيس اللجنة الأمنية في الاتحاد العراقي لكرة القدم، اللواء محمود أبو التمن، إن نسبة العراقيين في الملعب تصل إلى 2134 تذكرة.
مقعد إضافي للعرب؟
وتستضيف الولايات المتحدة وكندا والمكسيك نهائيات المونديال من 11 يونيو/حزيران إلى 19 يوليو/تموز 2026، وقد حسم 25 منتخباً التأهل حتى الآن إضافة إلى المنتخبات الثلاثة المستضيفة.
ويسعى كلا من الإمارات أو العراق إلى اللحاق بالمتأهلين عن قارة آسيا سلفاً: أستراليا وإيران واليابان والأردن وكوريا الجنوبية وقطر والسعودية وأوزبكستان.
وبعد توسعة المونديال المقبل ليشمل 48 منتخباً بدلاً من 32، بات لقارة آسيا ثمانية مقاعد في كأس العالم على الأقل وقد يصبح عددها 9 إذا نجحت الإمارات أو العراق في التأهل عبر الملحق.
كما أن تأهل أحدهما سيمنح العرب مقعداً إضافياً في المونديال، بعد ضمان 7 منتخبات تأهلها في رقم غير مسبوق.
ما هو نظام الملحق العالمي؟
بعد تحديد الفائز من المباراة الفاصلة بين الإمارات والعراق التي تشكل فرصة أخيرة لكليهما لمعرفة من سيمثل قارة آسيا في الملحق العالمي، سيتعين على المنتخب المتأهل مواجهة منتخبات من قارات أخرى من أجل المنافسة على واحد من مقعدين مؤهلين إضافيين.
وستشهد بطولة المباريات الإقصائية المؤهلة لكأس العالم تنافس ستة منتخبات على آخر مقعدين في المونديال.
وستشمل البطولة منتخبين من منطقة الكونكاكاف، ومنتخباً واحداً من كل من الاتحاد الآسيوي، والاتحاد الأفريقي لكرة القدم، والكونميبول، واتحاد أوقيانوسيا، وستقام في مارس/آذار 2026 خلال فترة التوقف الدولي التي تمتد من 23 إلى 31 الشهر نفسه، وفق الموقع الإلكتروني للفيفا.
من بين المتأهلين الستة، ستلتقي المنتخبات الأربعة الأقل تصنيفاً عالمياً في الدور نصف النهائي من التصفيات. وسيتأهل المنتخبان الأعلى تصنيفاً مباشرة إلى المباراة النهائية، بينما سيتأهل الفائزان في نهائي البطولة إلى كأس العالم.
وفي زيورخ في سويسرا، ستُجرى قرعة الملحق العالمي يوم الخميس في 20 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وفق الفيفا.
وفي السياق، قال المسمار إن “الملحق العالمي دائماً تحدٍ صعب بسبب الفوارق البدنية والتنظيمية، لكن ممثل آسيا لا يُعد خارج المنافسة”، لافتاً إلى أن “التحضير الجيد والالتزام التكتيكي يمكن من خلاله تحقيق التأهل، خصوصاً أن الفوارق تقلصت كثيراً في السنوات الأخيرة” على حد وصفه.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :