ملتقى القاهرة الأدبي في يومه الرابع يناقش تجربة الإقامة في بيت التلمساني
ناقش ملتقى القاهرة الأدبي خلال يومه الرابع بقبة الغوري «تجربة الإقامة الأدبية في بيت التلمساني»، بحضور عدد من الكتاب الذين خاضوا تجربة الإقامة والمنحة التي أعدتها الكاتبة والناقدة السينمائية المصرية الكندية مي التلمساني.
الإقامة الأدبية في بيت التلمساني هي قائمة على العزلة لإتاحة الفرصة للكتاب على ترتيب أفكارهم والانتهاء من مشروعاتهم الأدبية.
يقول محمد البعلي، الرئيس التنفيذي لملتقى القاهرة الأدبي، والمسؤول عن دار صفصافة للنشر، إن فكرة الإقامة الأدبية تعطى مساحة للكتاب للتنفس لاستكمال مشاريعهم، وإن الإقامة الأدبية في مصر كانت فكرة مطروحة منذ عدة أعوام ومنها مشاريع تم إقامتها بالفعل وأخرى لم تتم.
وروى الكتاب تفاصيل مشاركتهم في الإقامة الأدبية فقال أحمد عايد شاعر ومحرر أدبى «حين ينتهي الكاتب من خطوته الأولى، أعني خطوة أن يتأكد من خيار أن يحيا كاتبًا بقية حياته، بما يعنيه هذا من مميزات وعيوب وأفراح وأحزان، ينبغي له أن يواجه سؤالًا أصعب: ما علاقتي بالكتابة؟ وهو سؤال عصي ويحوي في تضاعيفه عشرات الأسئلة، ومن بينها كيف سأتعامل مع فعل الكتابة؟ هل سأكون كاتب وحي، أم كاتبًا موسميًّا، أو كاتبًا اتفعاليًّا، أم كاتبًا بدوام كاملٍ؟
لا تبدو خطورة هذا السؤال إلا حين نتحدث عن الماديات، أو الكتابة كمصدر دخل للكاتب، حينها فقط تحدث مراجعات قوية للكاتب.
غالبًا يتقاسم الكاتبَ شيء آخر غير الكتابة، وأعني بالكتابة هنا إنتاج نصوصه الشخصية، يُضطر الكاتب للبحث عن المال بأشكال مختلفة تقترب من الكتابة وتبتعد وتبتعد وتبتعد، حتى أنها أحيانًا تُنسي الكاتب هُويته الكتابية.
ما ذكرتُه هذا ينطبق على كتاب العالم تقريبًا، لكن في وطننا العربي تزداد وطأة الأمر، فالكاتب قد لا يجدُ حقًّا ما يسد به رمقه إن اعتمد على الكتابة وحدها. ويزداد الأمر سوءًا حين نرى حياة الكتاب النجوم، وهم يلقون في وجوهنا الكادحة طقوسهم المهملية المرفهة، وصورهم المترفة في مكاتبهم الباذخة.
من هنا تبدو الحاجة ماسةً في بلادنا لوجود منح الإقامة الكتابية، لأسباب كثيرة، منها أن الكاتب هو صوت المجتمع حتى ولو كان يكتب كتابة ذاتية، وتهيئة الجو المناسب للكتابة، إظهار التقدير والاحترام اللائقين بالكتاب.»
وأضاف «من حسن حظي أنني حصلتُ على منحة بيت التلمساني بالتعاون مع دار صفصاصة وبدعم آفاق. وأريد التحدث عن الإيجابيات لا السلبيات، فكل عمل ناشئ ينطوي على سلبيات لا شك، لكن لنتحدث عن الإيجابيات ليكون ذلك دعما للفكرة وتأييدًا.
من مميزات هذه المنحة تنزع الحاصلين عليها سواء على مستوى الجنس أو الأجناس الكتابية (شعر- رواية- مسرح) أو التنوع الإقليمي. وكذلك تهيئة جو مناسب تمامًا للكتابة. والتعامل بجدية مع الكتاب لا بوصاية ولا إشراف فج. وفتح الباب لالتقاء كتاب من حقول مختلفة يصعب التقاؤهم في الظروف الطبيعية.
شخصيًّا أعتبر هذه المنحة هدية من هدايا الشِّعر الشخصية. فشكرا لكل من كان سببا فيها.»
وقالت الكاتبة آية طنطاوى «أول شيء فكرت فيه هو أننى سأفصل أسبوع كامل عن كل حاجة وهذا الأمر لا يحدث، فكنت دائما أسمع عن هذه الفكرة فهو فعلا مشروع حقيقي ومنظم وكانت فرصة لا تعوض، وقد زرت البيت قبل الإقامة بعامين وأحبيته وقولت لمي أننى أشعر بأنى سأعود لهذا المكان مرة أخرى وقد كان، المكان مريح جدا وأخذت حوالى يومان لاستكشافه وبعدها بدأت أفكر، كان لدي الكثير من الشخصيات والخيوط المتداخلة وبدأت أتأثر بهدوء المكان وإيقاع أفكاري أختلف بطبيعة المكان فهو مكان هادئ فقط اسمع فيه أصوات الطيور،و ايقاع جسمي اختلف وكنت سعيدة من هذا ،كنا أحرار في منزلها وكنا فقط نتجمع الساعة 4 وقت الغذاء نتحدث عن مشاريعنا ،وكنت أتمنى الإقامة تستمر لأكثر من أسبوع» .
وقالت الكاتبة مريم وليد «بعد تجربتي الأولى استمريت لمدة عام لا أعرف متى أبدأ ومن أين، ولهذا قدمت في المنحة ،وحتى قبل فترة الإقامة كنت غير مستقرة على الفكرة،وكنت فقط أخطط وأرتب، حتى فزت بالمنحة فالعزلة تعطي دفعة كبيرة، الحوارات والمناقشات كانت دائرة بيننا، فالمكان دافئ جدًا مزارع البرتقال تحيطه من كل اتجاه وتبعد فيه عن إيقاع الحياة السريع والسوشيال ميديا».