كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن أن وزارة الرياضة حصلت على إفادات من مسؤولي النصر والشباب بعد أحداث «مباراتهما الدورية، التي شهدت تبادل اتهامات وإساءات، وتبع ذلك شكاوى رسمية مفصلة من الناديين ضد بعضهما».
وبحسب المصادر، فإن الاتحاد السعودي لكرة القدم طلب تقارير عاجلة من عدة جهات، بشأن الأحداث، وذلك فضلاً عن التقرير الذي رُفع له من قبل المراقب الفني للمباراة والمكلف من رابطة دوري المحترفين.
وأصدر نادي النصر بياناً صحافياً، أمس (الأحد)، أكد فيه أن مجلس الإدارة بعث خطاباً رسمياً إلى الأمير عبد العزيز الفيصل وزير الرياضة، وقدم شكوى إلى لجنة الانضباط والأخلاق باتحاد كرة القدم، مطالباً بالتدخل وإنصافهم.
وكذب نادي النصر عبر البيان الصادر من مركزه الإعلامي الاتهامات الصادرة من رئيس نادي الشباب خالد البلطان الموجهة إلى حسين عبد الغني، المدير التنفيذي لقطاع الكرة بالنادي، مع التأكيد على أن كل ما قيل يعتبر اتهاماً صريحاً ومسيئاً، ليس فقط لنادي النصر، ولكن للرياضة السعودية بشكل عام.
وقال النصر في بيان صحافي: «نطالب بالتدخل بعد الأحداث المخجلة التي ظهرت في مباراة الفريق أمام الشباب والألفاظ المسيئة والاتهامات الباطلة، التي صدرت أثناء اللقاء تجاه حسين عبد الغني، المدير التنفيذي لكرة القدم، ونؤكد أن ما حدث يُعتبر اتهاماً باطلاً ومسيئاً، ليس فقط لنادي النصر ولكن لرياضة كرة القدم السعودية والعاملين فيها ومحاولة لتأليب الرأي العام باتهام لا يمكن أن يقبله مجلس إدارة النادي».
وأضاف البيان: «كما نؤكد أن نادي النصر كان وما زال حريصاً على الحفاظ على الصورة المشرفة للرياضة السعودية؛ فقد نافس في عدد من المباريات وكسبنا وخسرنا ولم نخرج عن المفهوم الحقيقي للروح الرياضية والتنافس الشريف، وشهدنا عقب الخسارة أمام الشباب بأربعة أهداف تصريحات إعلامية وألفاظ نابية خارجة عن الروح الرياضية تجاه النصر، وشاهدنا إساءات متكررة وألفاظ لا تليق وادعاءات واتهامات بلا بينة ولا إثبات تجاه حسين عبد الغني».
وأكد النصر دعمه الكامل لحسين عبد الغني، وتابع: «تبنَّت بعض وسائل الإعلام الرياضية هذه الادعاءات الباطلة، ويبقى السؤال الأهم الذي يؤكد عدم صحة الاتهامات الخطيرة، لماذا لم يبعد حكم المباراة حسين بعد تشاروه مع الحكم الرابع القريب من الحدث؟ ولما اعتذر إداري نادي الشباب أكبر من مرة لحسين والمدرب آلين هورفات، وقت الحادثة، كما صورته كاميرا الناقل الرسمي».
واختتم نادي النصر بيان، قائلاً: «يطالب مجلس الإدارة بتحقيق رسمي تخرج نتائجه للرأي العام وتطبق فيه أقصى العقوبات تجاه كل الأطراف التي ساهمت في تأليب الرأي العام، وأن يكون ذلك في أسرع وقت ممكن وليس كما حدث في قضية (باصات الجماهير)، التي لم تظهر نتائجه حتى يومنا هذا».
وكانت مصادر قالت لـ«الشرق الأوسط» إن التقرير الذي رفع من قبل لجنة المراقبين التي يرأسها المهندس سلمان النمشان، الذي اشترك في إعداده المكلفان سعد الدلال وطلال المعمر ركز على الأمور، التي حصلت في الملعب، خصوصاً بعد خروج اللاعب البرازيلي سيبا مهاجم الشباب والصدام الكلامي بينه وبين عدد من مسؤولي فريق النصر بعد مروره بجانبهم، وما تلا ذلك من أحداث امتدت إلى الملاسنات بين عدد من مسؤولي الناديين، من بينهم الموجودون في منصة ملعب «مرسول بارك» بجامعة الملك سعود بالرياض.
وأشارت المصادر إلى أن هناك استفساراً من إدارة الملعب، بشأن الشخص الذي ظهر في مقاطع الفيديو التي انتشرت بهذا الشأن، وكان قريباً إلى جانب رئيس نادي الشباب، وصدرت منه «ألفاظ مسيئة» حيث تم الاستفسار عن الصفة الاعتبارية لهذا الشخص، وما إذا كان عضو مجلس إدارة بنادي الشباب أو مرافقاً للبلطان، خصوصا أن هناك قراراً سابقاً بمنع دخول أي أشخاص ليس لهم أي صفة رسمية وحتى أعضاء الرابطة.
وبالعودة إلى أحداث مباراة النصر والشباب، فقد أوضحت المصادر أنه تم طلب تقرير من مدير الملعب المعيَّن من قبل الشركة المستثمرة بشأن الشخصيات التي دخلت الملعب بشكل مخالف لتعليمات وزارة الرياضة، التي حددت للفريق المستضيف عشرة أشخاص، ومن الضيف خمسة أشخاص فقط.
وأوضحت مصادر أن لجنة الانضباط يمكنها المبادرة بدراسة القضية والسعي لجمع عدد كبير من المعلومات من بينها التي نشرتها «كاميرات وسائل الإعلام»، وتقوم كذلك باستدعاء جميع الأطراف ذات العلاقة من أجل التحقق، حتى تكون الصورة واضحة لديها قبل إصدار أي قرار.
وأشارت إلى أن لجنة الانضباط يمكنها الحصول على إفادات إضافية بشأن أمور قد لا تكون دُونت من أي جهة قدمت لها تقارير بهذا الشأن، وهذا يعني أنه لا يكون اعتماد كلي على ما ورد في التقارير التي قدمت من عدة جهات إلى اتحاد كرة القدم ومنه إلى لجنة الانضباط، حيث إن رابطة دوري المحترفين تقدم تقريراً واحداً فقط، كما تقدم في العادة لجنة الحكام تقارير في مثل هذه الأحداث. ونوهت رابطة دوري المحترفين السعودي بأنها رفعت التجاوزات التي دونها المراقبون للجنة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم، كما نوهت أيضاً بأنه يجب على مسؤولي الأندية واللاعبين التحلي بالروح الرياضية.
من جهته، خرج محترف نادي الشباب البرازيلي سيبا بمقطع فيديو، أكد فيه أنه تعرض لكلمات عنصرية من المدير التنفيذي بنادي النصر، وأن «هذا التصرف غير مقبول نهائياً، ولم أتوقع أن أسمع مثل هذه الألفاظ في المملكة». وقال: «أطالب بإنصافي، وأرجو ألا أضطر إلى رفع دعوى للاتحاد الدولي، لأن هذا مرفوض ولا يمكن السكوت عنه».
وبالعودة إلى الدوري السعودي للمحترفين، فإن قواعد اتحاد كرة القدم واضحة وثابتة في هذا الشأن، حيث تنص لوائح الاتحاد السعودي لكرة القدم على منع الإساءة للأشخاص واللاعبين بأي ألفاظ خارجة أو مهينة أو عنصرية، ومعاقبة من يخالف ذلك وفق أحكام المادة 57 من اللائحة، والتي تنص على معاقبة اللاعب المخالف في حال ثبوت التهمة عليه لمدة تتراوح بين 6 مباريات حتى عامين، مع غرامة قدرها 100 ألف ريال، ومعاقبة المسؤول الذي يتفوه بكلمات عنصرية بالإيقاف لمدة لا تزيد على عامين مع غرامة قدرها 200 ألف ريال، بل ومعاقبة النادي نفسه في حال اشتراك عد أشخاص لاعبيه أو مسؤوليه في الواقعة بخصم 3 نقاط عند المخالفة الأولى، و6 في حال تكرارها، بل بالهبوط إلى الدرجة الأقل في حال التكرار للمرة الثالثة.