«قبل 14 ألف سنة» كيف حافظ الفراعنة على المناخ في مصر قبل Cop27

«قبل 14 ألف سنة» كيف حافظ الفراعنة على المناخ في مصر قبل Cop27


اكتشف المصريون القدماء أهمية المناخ في مصر، قبل 14 ألف سنة، وقابلهم العديد من الظروف المناخية والأحداث التي أدركوا من خلالها أهمية المناخ، واكتشاف مصطلحات مناخية، ورسم اللوح الفنية التي سردت قصصا عن المناخ وحالات الطقس واختلاف درجات الحرارة، جاء ذلك قبل آلاف السنين من انعقاد مؤتمر المناخ العالمي Cop27.

تزامنًا مع انعقاد مؤتمر المناخ العالمي COP27 في مدينة شرم الشيخ، وجد أن حضارة نبتة بلايا من أولى الحضارات وأقدمها في مصر، التي اكتشفت المناخ، ودون ذلك على البرديات والمعابد، لتروي فيما بعد قصص الملوك وملكات الحضارة الفرعونية وعلاقاتهم بالمناخ وكيف أثر على مصر.

اهتمام المصريين القدماء بالمناخ

قمة المناخ والمصريون القدماء

أدرك المصري القديم أن الطقس والمناخ متغيران، كما عليه الاستعداد الكامل للتعامل مع التغيرات المناخية والطقس المتغير على مدار العام، ليكتشف المصري القديم الفصول الأربعة، وتغير النشاط الزراعي كان الدافع الحقيقي وراء اكتشاف المصريين القدماء تأثيرات المناخ على حياتهم.

وأوضح الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بـ وزارة السياحة، أن الفراعنة هم من قاموا بتقسيم السنة لـ 12 شهرًا، واعتمد الفراعنة في تقسيمهم شهور على حالة الطقس والمناخ، ومن الشهور التي اعتمدوا عليها هو فصل (آخت) وهو فصل فيضان النيل، وفصل (برتهو) فصل الربيع حاليًا، وأما عن فصل (شمو) فكان فصل الخريف حاليًا.

الاسكندرية ايام الفراعنة

وتابع «شاكر» في تصريحاته لـ «المصري اليوم» أن أول بوصلة في التاريخ جاءت من حضارة «نبتة بلايا»، وهي منطقة تقع في جنوب اسوان، وتم حفظها الآن في متحف النوبة بأسوان، وفي موسم الفيضان فكر الفراعنة في كيفية السيطرة على النيل، وذلك من خلال اكتشاف المرصد الفلكي، وهو الموجود حاليًا في منطقتي عين شمس، والمطرية، وسميت عين شمس نسبة لذلك، حيث كان يُرى منها الشمس.

ومن خلال المرصد الفلكي تعرف المصريون القدماء على نجم سويتي والاحتراق الشروقي، وكيفية الربط بينهما وبين ما يحدث من تغييرات بيئية في الطقس والمناخ ودرجات الحرارة، والسبب وراء فيضان نهر النيل، واكتشفوا أنها مياه نهر النيل تتلون بالألوان الزاهية اللامعة عندما يحدث الربط بين نجم سويتي والاحتراق الشروقي.

الاعترافات الإنكارية وعلاقاتها بالمناخ

نهر النيل والمناخ المقدس للفراعنة

«فليحيا الإله الكامل، الذي في الأمواه، إنه غذاء مصر وطعامها ومؤونتها، إنه يسمح لكل امرئ أن يحيا، الوفرة على طريقه، والغذاء على أصابعه، وعندما يعود يفرح البشر، كل البشر»، ترنيمة دوّنها المصريون القدماء في نصوصهم الأدبية تبرز قدر عرفانهم لنهر النيل، جاعلين منه «الإله» الخالق لمصر، واهب الحياة والخُلد لها منذ القدم.

أدرك المصريون القدماء أهمية نهر النيل عند الجفاف الذي كان يأوى بهم إلى النيل، الذي أطلقوا عليه بالهيروغليفي «إيتو رعا» أي النهر العظيم، وهذا لتقديسهم لنهر النيل، وبعد وفاة الفرعون والانتقال إلى الحياة الثانية، ويعرض على الإله، يقسم الفرعون في الاعترافات الإنكارية أمام الإله بأنه لم يؤذ حيوانًا قط، ولم يلحق الضرر بنهر النيل العظيم.

اختفاء الشمس

تأثير المناخ في مصر على الشمس

حدث في عهد الفراعنة أن اختفت الشمس لمدة 3 أيام وعلى حد قول المصريين القدماء «كنا لا نرى أخًا» أي بمعنى لا نرى أحدًا من شدة الظلام الحالك الذي ساد مصر، واختفاء الشمس في ذلك الوقت، كانت الظاهرة الأولى لما يعرف بـ «كسوف الشمس» والتي كان المصريون لم يكتشوفها حتى ذلك الوقت.

اكتشاف الأمطار والثلوج

الأمطار في مناخ مصر

المناخ في مصر القديمة

في واقعة حدثت أثناء زواج الملك رمسيس الثاني من ابنة ملك الشام في ذلك الوقت، حدث انخفاض في درجات الحرارة، وهطول الأمطار والثلوج، وهنا عرف المصريين فصل الشتاء، واكتشفوا أمطار ومناخ ودرجات حرارة فصل الشتاء.

وتابع «شاكر» في 1954 اكتشف العلماء لوحة تاريخية عرفت بـ «لوحة العواصف» أو «لوحة الطقس الأسوأ» والتي فسرت حادث اختفاء جزيرة «فيرا»، وهي الجزيرة التي حدث فيها أيضًا كسوف للشمس لمدة 9 أيام.

وشهدت جزيرة «فيرا» الحوادث الأولى لظاهرة البركان، والذي حدث لأول مرة في مصر داخل جزيرة «فيرا» ومن ثم اختفت.

مدينة الإسكندرية الغارقة تحت الماء

نصف الاسكندرية غارق

[image:5:center]

وأضاف «شاكر» أن نتيجة عوامل تغير المناخ في مصر، خلال العقود السابقة، سبب ذلك في اختفاء مدن وظهور مدن أخرى، ومن المدن التي اختفت، كانت مدينة الإسكندرية، والتي أثبتت المراجع التاريخية أن نصف مدينة الإسكندرية تحت الماء، وأن غرق هذا النصف كان بسبب هطول الأمطار وتغيرات المناخ التي حدثت في العقود الأخيرة.



Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *