في ذكرى وفاته.. ماذا قال «العقاد» عن فريضة صوم رمضان؟

في ذكرى وفاته.. ماذا قال «العقاد» عن فريضة صوم رمضان؟


في مثل هذا اليوم، عام 1964 رحل عن عالمنا الأديب والمفكر«عباس محمود العقاد»، بعد مسيرة أدبية حافلة قدم خلالها أكثر من مائة كتاب في مجالات متنوعة بين الأدب والتاريخ واجتماع والدراسات اللغوية والإسلامية فضلًا عن الدواوين الشعرية.

وتحل ذكرى رحيل صاحب العبقريات هذا العام بالتزامن مع شهر رمضان الكريم الذي يؤدي فيه المسلمون فريضة الصيام، الذي وصفه بالفريضة المثلى بين ألون الصيام الدينية.

ماذا قال العقاد عن صوم رمضان؟

في كتابه «الإسلام دعوة عالمية»، يقول «العقاد»: «هذه الفريضة هي الفريضة المثلى بين ألوان الصيام الدينية، لأنها تجيء في شهر معلوم فيشمل العالم الإسلامي كله وتصبح هذه العبادة فيه عبادة فردية وعبادة إنسانية عامة في وقت واحد».

وأضاف واصفًا الصوم بالرياضة النفسية: «وهي تجيء في شهر قمري يختلف موقعه من فصول السنة، فلا تقتصر الرياضة النفسية على موسم دون موسم ولا تختص بالصيف دون الشتاء ولا بالشتاء دون الصيف، وما دام المعول في فريضة الصيام من أساسها أن تكون قدرة على ضبط النفس فالأوفق أن تتقرربموعد محدود وألا يملك الصائم إرجاءها مع الكسل والتسويف ايثارًا لوقت على وقت أو لحالة على حالة، فمن ثم يبدو أن صيام شهر رمضان فريضة مثالية بين ألوان الصيام التي أوجبتها الأديان».

واستشهد صاحب العبقريات بقول الله تعالى في سورة التحريم: «عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا»، وكذلك بقوله تعالى في سورة التوبة: «التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ».

وقال إن الآيتين تحملات معنى جميل يدل على حقيقة الصيام الجوهرية وأنه سياحة من عالم الجسد إلى الروح فلا يكون قصاراه الإمساك عن شهوات الجسد ساعات اليوم، ولا يزال الغالب عليه أنه سمو عن تلك الشهوات كأنها رحلة إلى مكان قصي منه وانتقال من مكان إلى آخر.

وعن ليلة القدر، يقول العقاد إن «ليلة القدر لخير من ألف شهر كما جاء في القرآن الكريم ولكنها لم تكن خيرًا من ألف شهر لأنها فرصة أو أكازيون كما نقول أيضًا لاصطلاح هذه الأيام وإنما خيرًا من ألف شهر لأنها فاتحة عهد جديد في تاريخ الضمير، هدى للناس وبينات».

وأضاف هي ليلة القدر لأنها ليلة التقدير والتمييز بين الخير والشر والتفريق بين المباح والمحظور، والأمر بالدعوة والتكليف، وهو أشرف ما يشرف به الإنسان لأنه هو المخلوق المميز بالتكليف والمخصوص بالتمييز بين جميع المخلوقات، ومن أجل هذا فضل على الملائكة لأنها لا تتعرض لما يتعرض له الإنسان من فتنة التمييزبين المباح والمحظور وفضيلة الوصول إلى الخير والامتناع عن الشر بمشيئة الحي المكلف المسؤول.




Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *