الرياضة لم ولن تكون يوماً مجرد نشاط إنساني هدفه الفوز على المنافسين فقط، بل هي أكبر من ذلك بكثير، فالرياضة جسر للتواصل مع الآخرين ووسيلة للتقارب بين الناس والشعوب حتى دخلت عالم السياسة؛ «بينغ بونغ» التي كسرت جليد العلاقات الأميركية الصينية، و«الشطرنج» التي كانت ساحة تواصل وتنافس أميركية سوفياتية أيام الحرب الباردة، أما الألعاب البارا أولمبية فهي من أهم ما قدمه الإنسان لأخيه صاحب الإعاقة أو ذي الهمة، وكم من حدث رياضي ساهم في فعل الخير ورسم البسمة على وجوه حزينة أو مكسورة…
لهذا شعرت بالفخر وأنا أشارك في تحدي «عيشها بلا حدود»، الذي أطلقه معالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه السعودية مع 15 نجماً ومؤثراً عربياً وسعودياً في بادرة رياضية خيرية، ليس لأبناء السعودية فقط، بل لكل دول العالم الثالث التي تعاني من جائحة «كورونا» ولا تستطيع شراء اللقاح، لهذا انطلق هذا التحدي الذي قد يشارك فيه عشرات الآلاف في لعبة الفيفا، وسط أجواء من التحدي والفرح والمرح في آن واحد يزامن مباريات الأخضر السعودي نحو سعيه للتأهل السادس في تاريخه إلى نهائيات كأس العالم، وبالنظر إلى مستويات باقي المنتخبات، حتى الكبيرة منها، مثل أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية وإيران، أرى أن الأخضر لديه حظوظ كبيرة في التأهل صحبة مدرب داهية هو الفرنسي أرفيه رينارد.
وقد يقول البعض إن لعبة الفيفا ليست رياضة، وهو حتماً مخطئ، لأن ذلك يعني أن الشطرنج ليس رياضة، أو «البي بي فوت» التي تشبه «البينغ بونغ»، أو تنس الطاولة، فكل ما يحرك الذهن والجسد والعقل والحواس هو رياضة بشكل أو بآخر، لهذا هناك شيء اسمه رياضة ذهنية وهناك روح رياضية، فحتى الروح يمكن أن تكون رياضية، وعندما يجتمع الخير بالرياضة بالتنافس والمرح والتواصل العربي والفوز، فهذا يعني تحقيق المعادلة الأصعب، وهو ما يحدث الآن في المملكة العربية السعودية التي انطلقت نحو آفاق جديدة وأكثر رحابة خارج الحدود، ونحو الجميع، وهذا هو جوهر «رؤية 2030» التي ستجعلها أحد مراكز الإشعاع العالمية بكل تأكيد.