عشب احتياطي وشتاء صناعي ومياه محلاة… هكذا تستعد ملاعب قطر لكأس العالم

عشب احتياطي وشتاء صناعي ومياه محلاة… هكذا تستعد ملاعب قطر لكأس العالم


سيحل الشتاء قبل الأوان على ملاعب كرة القدم في قطر التي تشهد درجات حرارة عالية، عندما يقوم المسؤولون عن أرضية الاستادات بضخ الهواء البارد، بدءاً من سبتمبر (أيلول)، لضمان الحفاظ على جودة العشب في البلد الصحراوي، استعداداً لكأس العالم 2022.

وخلق أجواء شتوية في الدولة الخليجية التي قد ترتفع فيها دراجات الحرارة إلى 40 مئوية في فصل الخريف، مجرد حيلة ابتكرها خبراء على مدى السنوات الـ14 الماضية، لتحسين جودة العشب وزيادة عدد ملاعب كرة القدم.

ويعكف خبراء حالياً على صيانة 144 ملعباً متنوعاً، منها 8 استادات، و136 ملعباً للتدريب، ويضخون الهواء البارد مباشرة من أجهزة خاصة على العشب، لتظهر الخضرة الزاهية وسط الصحراء والمباني في قطر.

وقال هيثم الشريف، وهو مهندس مدني سوداني يعمل في ملاعب قطر منذ 2007: «حالة الجو إلى جانب معايير الأداء العالية التي وضعناها لأنفسنا تجعل من الصعب للغاية تطوير المنتج الذي نحتاجه. لكننا نجحنا».

وتجهيز العشب لملاعب كأس العالم التي تقام لأول مرة في الشرق الأوسط عملية مكلفة للغاية من الناحية البيئية. وقال الشريف إن قطر تنقل 140 طناً من بذور العشب سنوياً من الولايات المتحدة، على متن طائرات مجهزة خصيصاً لهذا الأمر. ويتم ري الملاعب بمياه البحر المحلاة، في عملية كثيفة الاستهلاك للطاقة، تعتمد على ثروة البلاد من الغاز الطبيعي. وأضاف أن كل ملعب يحتاج إلى 10 آلاف لتر من المياه المحلاة يومياً في الشتاء، و50 ألف لتر في الصيف.

وتنطلق بطولة كأس العالم لمدة 28 يوماً في نوفمبر (تشرين الثاني)، في أكثر فترات العام تحدياً للعشب؛ حيث يتحول الطقس في قطر من الصيف القائظ إلى الشتاء المعتدل. وتتضرر بعض أصناف العشب مع ارتفاع درجات الحرارة، وأيضاً من تغير الأجواء مع حلول فصل الشتاء، ما يجعل النمو الكافي تحدياً بين المباريات.

لذلك يأتي خبراء الملاعب بفصل الشتاء مبكراً في سبتمبر، في حيلة أسفرت على مدى السنوات الثلاث الماضية عن ملاعب يمكن الاعتماد عليها لفترة طويلة. وقال استشاري ملاعب في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) إن قطر تصدت لخطر انتشار الفطريات والأمراض، من خلال نظام صيانة يشمل مزيجاً من المواد الكيميائية وجزازات عشب خاصة، إضافة إلى نظام تحت الأرض يمتص الرطوبة الزائدة.

وتقول قطر إنها مستعدة لمواجهة أي طوارئ تتعلق بالعشب. وهناك احتياطي من العشب تبلغ مساحته 425 ألف متر مربع، يكفي لفرش نحو 40 ملعباً لكرة قدم، تتم زراعته في مشتل في شمال الدوحة. وقال محمد العطوان الذي عمل مديراً لملعب «974» إنه يمكن حصاد العشب ونقله وفرشه في الملعب، في أقل من 8 ساعات.

ورفض المنظمون الكشف عن تكلفة برنامج العشب في قطر التي أنفقت المليارات على البنية التحتية على مدى العقد الماضي، استعداداً لاستضافة الحدث الكروي الكبير.





Source link

إعلانات مجانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *