صدور أول أعداد «المصري اليوم».. «زي النهارده» 7 يونيو 2004

صدور أول أعداد «المصري اليوم».. «زي النهارده» 7 يونيو 2004


رغم توقع بعض الصحفيين الكبار عدم نجاح تحربة إصدار صحيفة مستقلة في بداية الألفية الثانية إلا أن المهندس صلاح دياب قررخوض التحدي بإصدارصحيفة «المصري اليوم»التي خالفت كل التوقعات وحققت نجاحا لافتا واختلافا في الشكل والمنهج والمحتوي عن الصحف الأخري مما حدا بالأستاذ محمد حسنين هيكل أن يكتب عن هذه التجربة أكثر من مرة في أعياد ميلادها المتعاقبة وفي كل مقال كتبه ذكر ملمحا مختلفا في هذا النجاح فوصفها بأنها ستظل واحدة من أبرزالعلامات المستجدة على الصحافة المصرية وأنها حلم جسور،وجد إرادة تنفذه. كما وصفها بقوله «جريدة كبيرة تملأ الأفق على اتساعه»وفى 21 يونيو 2014 وبعد مرور عشرسنوات على صدورها كتب صلاح منتصرمقالا اعترف فيه بأنه كان من المتخوفين من مغامرة المهندس صلاح دياب، وكان المقال بعنوان «المصرى اليوم»: «هكذا رأت الفكرة، التي رفضناها جميعًا، النور».

ومما يذكرأن الصحافة المصرية قد ولدت كصحافة خاصة، لكنها لم تكن تعرف مصطلح «المستقلة» إذ كانت تعبر عن توجهات سياسية مختلفة. وبمرور الوقت صارت صوت الأحزاب، وعندما تأممت الصحافة وألغيت الأحزاب صارت الصحف حكومية ذات خطاب أحادى تقتصر وظيفتها ورسالتها على تجميل وجه النظام. ومع عودة الأحزاب بصحفها أصبح المشهد الإعلامى المكتوب منقسمًا إلى وجهين، الأول رسمى والثانى معارض.وفى منتصف تسعينيات القرن الماضى ظهرت الصحف الخاصة على استحياء بالتحايل على الإجراءات، إذ كانت تحصل على تراخيص قبرصية وأكثرها كان موصوماً بأنه صحف بير السلم إذ كانت تخاطب الغرائز وتتاجر في فضائح ملفقة إلى أن بدأت تلوح في الأفق تجارب فردية متفرقة لصحف خاصة مثل«الدستور»فى تجربتها الأولى، لكنها أغلقت بعدما اجترأت على بعض التابوهات السياسية وكانت أقرب إلى الصحافة المعارضة ثم ظهرت«الأسبوع»وتحققت الانفراجة الحقيقية بصدورمجموعة من الصحف الخاصة، التي أثرت المشهد الصحفى غير أن بعضاً من هذه الصحف تبنى الخطاب المعارض وبعضها الآخر تبنى الخطاب الحكومى.

وفى هذه الأجواء كان مشروع إصدار «المصرى اليوم» يسعى إلى تحقيق معادلة تقديم صحيفة مستقلة تعتمد على المعايير المهنية. وكان العدد التجريبى الزيرو برئاسة تحرير الراحل مجدى مهنا، أحد المشاركين الأوائل في تأسيس الجريدة، غير أن المشروع ظل متوقفا، حتى صدر العدد التجريبى الثانى في 24 مايو 2004وقد صدر العدد الأول«زي النهاده» في 7 يونيو 2004 بمساعدة هشام قاسم وأصبحت «المصرى اليوم» مدرسة للصحافة المستقلة،وقدمت وجوها شابة نابغة، وفتحت صفحاتها للرأى والرأى الآخروحققت العشرات من الانفرادات المشفوعة بالقرائن، وحظيت باحترام كل التيارات ليس في مصر فقط، بل في العالم العربى وبالأخص مع تأسيس موقع إلكترونى للصحيفة.




Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *