«زي النهارده».. وفاة يوسف صديق أحد الضباط الأحرار 31 مارس 1975
في 3 يناير 1910،وفى قرية زاوية المصلوب ببنى سويف ولد، وفى 1933 تخرج في الكلية الحربية، وفى 1945حصل على شهادة أركان حرب، وفى ليلة 23يوليو 1952كان صاحب الضربة الاستباقية التي أنقذت الثورة،حيث تحرك بقوته إلى مقر قيادة الجيش قبل ساعة الصفر بساعة بعدما علم بأمرها قادة الجيش وهموا بالقضاء عليها،وفى 27 أغسطس 1952،وفى مجلة آخرساعة كتب عنه محمد حسنين هيكل يقول: «العملاق الأسمر ذو العينين الحمراوين عملاق طويل عريض لفحته الشمس في معسكرات الجيش فجعلته أشبه ما يكون بتمثال من البرونز لفارس محارب مدرع من القرون الوسطى دبت فيه الحياة بمعجزة.. وهو الذي قاد جزءًا مهماً في عملية القبض على قادة الجيش بمنتهى الثبات والجرأة والسرعة» هذا هو يوسف صديق آخر أرباب السيف والقلم فهو بمعيار زمنه شاعر قدير، توفى أبوه شابا في 1911، وهو برتبة نقيب تاركاً يوسف طفلاً فكفله خاله الشاعر الوطنى محمد توفيق الذي استقال من الجيش في 1912 بسبب خلافاته مع الإنجليز، ورغم نصيحة خاله له بالالتحاق بكلية مدنية، لنبوغه شاعراً،إلا أنه أصرعلى الالتحاق بالكلية الحربية، وبعد فترة من نجاح الثورة استقال صديق بمجلس قيادة الثورة معترضا على اعتقال السياسيين و35 ضابط مدفعية وعودة الرقابةعلى الصحف وحل الأحزاب، ولم يعلن المجلس استقالته،ولكنهم أجبروه على السفر لسويسرا في مارس 1953 بدعوى الاستجمام لثلاثة أشهر،فلما طال بقاؤه بسويسرا طلب العودة وقوبل طلبه بالإهمال فغادرها إلى لبنان، وسافرت إليه زوجته لتعيده إلى مصر دون علم السلطات في أغسطس 1953، وفوجئ عبدالناصر بيوسف يهاتفه من بنى سويف، وتم تحديد إقامته، وفى أزمة مارس وقف في خندق محمد نجيب فلما انتهت الأزمة بهزيمة نجيب واعتقاله اعتقل صديق، ثم اعتقلت زوجته، لـ 14 شهراً، ثم أفرج عنه في يونيو 1955، وعن زوجته بعد شهر وحددت إقامته في بيته، وفى 1960 بثت الإذاعة البلغارية خبراً عن اضطهاد صديق، وكتب هيكل ينفى ثم أشار عبدالناصر إلى دوره في نجاح الثورة، فلما وقعت النكسة ثقل عليه المرض والإحباط، وسافر للعلاج في روسيا في سبتمبر 1970، إلى أن توفى صديق» زي النهارده«في 31 مارس 1975.