«زي النهارده».. وفاة الملك المغربي محمد الخامس 26 فبراير 1961
كان الملك محمد الخامس الملك المغربى الـحادى والعشرين من العلويين وهو مولود في 10 أغسطس 1909 في الرباط، وقد تقلد محمد بن يوسف العرش يوم 18 أغسطس 1927 بعد وفاة أبيه وساند نضال الوطنيين في المطالبة بتحقيق الاستقلال، الشىء الذي دفعه إلى الاصطدام بسلطات الحماية، وكانت سلطات الحماية قد دخلت في مفاوضات منذ فبراير 1955 مع الملك محمد بن يوسف وصلت إلى حد تهديده، وقد اقترح عليه المفاوضون، بمن فيهم طبيبه الخاص الدكتور ديبوا روكبير، الخيار بين أمرين إما التنازل عن العرش والعودة إلى المغرب بسلام، أو تشديد الخناق عليه في المنفى في حالة الرفض، فكان جوابه الرفض، ومع أنشطة الحركة الوطنية، اندلعت أعمال المقاومة المسلحة المنظمة، فيما عرف بجيش التحرير الذي تم تأسيسه بالقاهرة، وحينما لم يستجب السلطان محمد للتنازلات التي طرحها عليه الاحتلال قررت سلطات الحماية تنحيته وتنصيب ملك صورى (بن عرفة) محله.
كان تم إبعاد محمد بن يوسف عن المغرب في 1953 هو وعائلته على متن طائرة عسكرية إلى كورسيكا قبل أن ينقل من جديد، يوم 2 يناير 1954 إلى مدغشقر، غير أن الحكومة الفرنسية انتقدت بشدة هذا الإجراء الذي اتخذه كيوم فأقالته وعينت فرانسيس لاكوست مكانه سنة 1954 كما أن المغاربة لم يعترفوا بتولية بن عرفة ملكا، أما دوليا فقد بدأت أمريكا وبريطانيا بإعلان معارضتهما للقرارات التي كان يتخذها المقيم العام جوان منذ بداية سنة 1951، أما الدول العربية والآسيوية، فقد شنت حملة شرسة عبر الصحافة والإذاعة وبالأخص من خلال«صوت العرب»، ورضخت السلطات الفرنسية لمبدأ قبول التفاوض وعقد لقاء بين الأطراف المغربية والفرنسية في مؤتمر إيكس ليبان بفرنسا عام 1955الذى أسفر عن تنحية بن عرفة عن العرش، إضافة إلى تشكيل حكومة ائتلاف وطنية مغربية ووافقت السلطات الفرنسية على التفاوض على مبدأ الاستقلال مع الملك محمد الخامس، وتم التفاوض في 5 سبتمبر 1955، ولم يجد الفرنسيون بدا من الرضوخ لفكرة إعادة الملك إلى بلده فأعادوه في نوفمبر 1955 واستمرت المفاوضات، إلى أن تم توقيع وثيقة الاستقلال في 2 مارس 1956 وتوحيد أرض المغرب إلى أن توفى محمد الخامس«زي ابلنهارده»فى26 فبراير1961 ليجىء ولده الحسن الثانى خلفا له.