«زي النهارده» في 21 يونيو 1318.. انتصار المسلمين في معركة ألبيرة
كانت دولة الإسلام قد انحصرت في الأندلس منذ مطلع القرن السابع الهجرى في مملكة غرناطة التي كانت تضم ثلاث ولايات كبيرة هي غرناطة وألمرية ومالقة، وحملت هذه الدولة الصغيرة مهمة المحافظة على الإسلام في هذه البقعة في وجود عدو يتربص بها، ونجحت هذه المملكة في أن تبقى على الرغم مما يتهددها من أطماع من كل جانب،وظلت تدفع الأخطارعن نفسها بالجهاد والمقاومة حتى طال عمرها أكثر من قرنين ونصف القرن ونجح بنوالأحمرملوك غرناطة في أن يقيموا دولة قوية وحضارةبقى منها ما يدل عليها،وكان إسماعيل بن الأحمرقد صارسلطانا على مملكة غرناطة في١٣١٣ وكان قويًا ومحبًا للعدل ورفع لواء الجهاد لردّهجمات الصليبيين،وفى بداية عهده قام القشتاليون بغزوغرناطة واستولوا على عدد من القواعدوالحصون والتقوا مع المسلمين في وادى فرتونة في ١٣١٧ ولقى المسلمون هزيمة ثقيلة وغر هذا النصر القشتاليين وتطلعوا للاستيلاء على الجزيرة الخضراء ليحولوا دون وصول الإمداد إلى المسلمين،فقام السلطان إسماعيل بتحصينها وحمايتها من البحربالأساطيل،فعدل القشتاليون عما اعتزموه وتحولوا للهجوم على غرناطة مجددا إثر ذلك طلب السلطان إسماعيل الدعم من سلطان المغرب الذي لم يهب لنجدته وواصل القشتاليون زحفهم على غرناطة مدعمين بفرقة إنجليزية يقودها أميرإنجليزى ولم يكن أمام المسلمين خيار سوى المواجهة والثبات وحسن الإعداد وكان جيشهم لا يتجاوزسبعة آلاف جندى بقيادة أبوسعيد عثمان بن أبى العلاء الذي لم يرهبه جيش عدوه ودقت الحرب طبولهاوالتقى الجيشان”زي النهارده” في ٢١ يونيو ١٣١٨، وما هي إلا سويعات حتى حقق المسلمون انتصارا كبيرا وقُتل عدد كبير من القشتاليين من بينهم قادة وأمراء، وأُسر منهم الآلاف، وكان انتصار المسلمين قد شجعهم على استرداد ما خسروه من أرض وحصون وقلاع.