«زي النهارده».. تعريب الجيش الأردنى وإقالة قائده البريطانى جلوب باشا 1مارس 1956م
عرف جلوب باشا (أو كلوب باشا) لدى العرب باسم أبوحنيك لرصاصة أصابته فى فمه وتركت أثرا عليه وهو مولود فى 1897 وكان عسكريا بريطانيا قاد الجيش الأردنى بين عامى 1939 و1956.
كما خدم فى فرنسا ثم تم نقله إلى العراق عام 1920، حيث كان العراق مستعمرة بريطانية فى ذلك الوقت، وفى العراق عمل على بناء علاقات مع القبائل ولعب دورا مهما فى شكل العلاقات البريطانية العربية.
درس فى كلية تشلتنهام وأصبح ضابطاً فى الجيش العربى عام 1930وفى العام التالى أسس حرس البادية، وهو قوة مكونة من البدو، وفى سنوات قليلة استطاع أن يوقف الغزوات المتبادلة بين القبائل البدوية.وفى عام 1939 تولى قيادة الجيش العربى بقى فى منصب قيادة الجيش العربى حتى 2 مارس 1956 على أثر قرار الملك حسين بتعريب الجيش الأردنى”زي النهارده”فى 1مارس 1956م، وفى اليوم التالى أعفاه الملك من مهامه وأمضى بقية حياته فى تأليف الكتب التى كان معظمها حول الشرق الأوسط وتجربته مع العرب، ولجلوب باشا عدة مؤلفات عن تاريخ العرب، ومذكرات نشرها فى كتاب.
وكان جلوب يدّعى دائماً أنه ترك ولاءه لبريطانيا، وأنه موال ومخلص للقضايا العربية. إلا أنه افتضح أمره فى الدور الذى لعبه فى حرب 1948م بين العرب وإسرائيل.وكان جلوب باشا ومعه عدد من الضباط الإنجليز، قد سيطروا على الجيش الأردنى، وبدأ الملك حسين بن طلال ملك الأردن فى بداية ولايته للعرش رحلة المتاعب التى لا تنتهى، وبلغ الخلاف بينه وبين جلوب مداه عام 1956م، حينما عجز الملك حسين عن إقناعه بترقية عدد من الضباط الأردنيين وتهيئتهم لقيادة الجيش فى المستقبل، فكان أول قرار تاريخى يتخذه الملك حسين هو طرد الجنرال جلوب ومعاونيه من الإنجليز، وتعريب قيادة الجيش الأردنى، وبعد عام واحد ألغى الأردن معاهدته مع بريطانيا التى كانت قد أبرمت عام 1948م.
وقوبل قرار الملك بارتياح عربى وتأييد شعبى وكتب عنه هيكل فى كتابه «العروش والجيوش»وعن تواطئه فى حرب 1948وكانت الخطة العربية فى حرب فلسطين تقضى بأن تهاجم الجيوش العربية مواقع الجيش اليهودى ومستعمراته عن طريق شطر فلسطين إلى شطرين بحيث يقطع الاتصال بين المستعمرات المتناثرة ويؤمن طريق الوصول بالجيوش العربية إلى حيث المراكز الصهيونية فى حيفا وتل أبيب، لكن هذه الخطة تغيرت بخطة وضعت من قبل جلوب باشا قائد الجيش الأردنى فوجئت بها الجيوش العربية قبل دخولها فلسطين بثمان وأربعين ساعة.