«زى النهارده».. إنشاء عصبة الأمم 10 يناير 1920


في بداية القرن العشرين نشأت أحلاف بين القوى العظمى في أوروبا نجم عنها ظهور الهيئات العسكرية التي تطورت فيما بعد، وتنازعت إلى أن قامت الحرب العالمية الأولى التي أسفرت عن أضرار بليغة، وفي عام 1918م، انتهت الحرب وبانتهائها تأسّست منظمة دولية تسعى إلى وقف قيام أي حرب في المستقبل، وتمثّلت أهدافها في نزع السلاح والحث على التعاون الدولي إضافة إلى الدبلوماسية المفتوحة، كما نادت بتقييد حق الدول جميعها في شنّ الحروب، وفرضت العقوبات الرادعة على الدول المخالفة للقوانين الموضوعة.

وكان هذا إيذانًا لظهور عصبة الأمم الناتجة عن مؤتمر السلام فكانت عصبة الأمم التي أسفر عنها مؤتمر السلام الذي أُقيمَ في باريس، وقد تشكّلت عن هذا المؤتمر لجنة مكونة من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإنجلترا وإيطاليا واليابان (وهي الدول التي انتصرت في الحرب)، وكانت مهمّة الدول المنتصرة صياغة مشروع ميثاق عصبة الأمم؛ فضلا عن دعوة الرئيس الأمريكى ويلسون لإنشائها في خطابه الشهير الذي ألقاه أمام الكونجرس في يناير 1918، محددًا فيه المبادئ الأربعة عشرالأساسية التي تقوم عليها هذه المنظمة وتمّت الموافقة على إنشاء عصبة الأمم في عام 1919 مما خلق الأجواء المناسبة لنشأتها لتخرج الفكرة إلى حيز التنفيذ «زى النهارده» في 10 يناير 1920 وذلك بموجب معاهدة فرساي «لتعزيز التعاون الدولي وتحقيق السلام والأمن ولقد مثل إنشاء هذه المنظمة قفزة نوعية في مجال التنظيم الدولى كان مقرها في جنيف، وكان أول أمين لها هو البريطانى» أريك دراموند «وكان عدد الدول الأعضاء فيها عند نشأتها عشرين دولة إلى أن صار ٥٨ دولة.وكانت عصبة الأمم أوّل منظمة تنادي بالسلام العالمي مقرّها جينيف ولغتها الرسمية هي الإنجليزية، إضافة إلى الإسبانية والفرنسية.

لكن العصبة فشلت في واحد من أهم مبادئها وواجباتها إذ لم يحل إنشاؤها دون اندلاع حرب عالمية ثانية كما فشل المؤتمر الذي دعا إلى نزع السلاح في الفترة من 1932 إلى 1934م؛ حيث رفضت الدول الكبرى أن تتخلّى عن أسلحتها. لم تستطع العصبة أن تمنع إيطاليا من احتلال إثيوبيا في الفترة 1935-1936م؛ حيث انسحبت إيطاليا من العصبة وتحالفت مع ألمانيا، فتم إلغاء هذه المنظمة اعتبارًا من 20 أبريل 1946، وحلت محلها الأمم المتحدة وكانت العصبة قد سلمت جميع أصولها إلى الأمم المتحدة، ومنحت الأمانة العامة الجديدة للأمم المتحدة السيطرة الكاملة على المكتبة والمحفوظات.



Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *