قطعت رياضة البادل السعودية شوطاً كبيراً نحو إيجاد قدم بين الدول المتمرسة والمهتمة بهذه اللعبة، وذلك بعد نجاحها في تسجيل 450 لاعباً ولاعبة عبر سجلات التصنيف المحلي، في إطار سعيها نحو التميز وتحقيق التصنيف الدولي.
وتسير هذه الرياضة محلياً في الطريق الصحيح تماشياً مع رؤية 2030 والتي تهدف إلى رفع مستوى الكفاءة والنجاح في مختلف الرياضات والألعاب داخل المملكة.
اللجنة السعودية للبادل نجحت في تسجيل 450 لاعباً ولاعبة حتى الآن (الشرق الأوسط)
وتعتبر رياضة البادل من رياضات كرة المضرب، لكنها تختلف بعض الشيء عن رياضة التنس الأرضي، حيث تُلعب هذه الرياضة بشكل زوجي في ملعب مغلق أصغر من ملاعب التنس الطبيعية. كذلك فإن الملعب يضم مجموعة من الجدران ويمكن لعب الكرات عليها كما هو الحال في لعبة الإسكواش، لكن يجب في المقابل أن يكون ارتفاع الكرة عند مستوى الخصر أو أقل أثناء الضربات.
وبدأت رياضة البادل في دولة المكسيك، لتنتقل فيما بعد إلى مختلف بلدان العالم مثل إسبانيا وإيطاليا والأرجنتين، وبعدها في الدول العربية والخليجية «السعودية وقطر والكويت والإمارات» لتنتشر هذه اللعبة في منطقة الشرق الأوسط خصوصاً بالمملكة العربية السعودية، وسط تزايد واضح في عدد اللاعبين واللاعبات بالفترة الأخيرة.
وأولت اللجنة السعودية لرياضة البادل اهتماماً مضاعفاً بنشر هذه اللعبة في مختلف مناطق المملكة، من خلال تأسيس معسكر الأطفال الصيفي للبادل الذي انطلق يوم 24 يوليو (تموز) وسيستمر حتى 17 أغسطس (آب) القادم، بواقع حصتين تدريبيتين في الأسبوع. وسيقام المعسكر في ملاعب بادل رش المغلقة في البوليفارد.
ويحتوي المعسكر أيضاً على حصتين تدريبيتين في الأسبوع، مقسمة إلى 3.5 ساعة كل يوم (ساعة واحدة للغداء)، لمدة 3 أسابيع، حيث سيقوم الطفل بأداء التمارين الفنية والتنسيق والقواعد وفهم البادل، والقيم الرياضية، والألعاب، والتنشئة الاجتماعية، والعمل الجماعي.
البراك أكدت سعيهم للوصول إلى نصف مليون ممارس (الشرق الأوسط)
وأبدى الإسباني إيفان لينارس، مدرب المنتخب السعودي للبادل، ثقته في انتشار هذه الرياضة التي تنمو بمعدل ممتاز في المملكة، خلال تصريحات أدلى بها لوسائل الإعلام في فترة سابقة، موضحاً أنه يتوقع مزيداً من التحسن والتطور للبادل السعودي خلال البطولات المحلية والدولية القادمة.
وتؤكد اللجنة السعودية للبادل عبر موقعها الرسمي أنها تهدف إلى تعزيز المسؤولية والتعليم، من خلال دعوة الأطفال لتعليمهم قواعد هذه الرياضة، ومعرفة كيفية الوعي بأهمية التغذية والتربية على ثقافة تحضير الأدوات الشخصية للتدريب والغذاء. كذلك ستتاح لهم الفرصة للتدرب مباشرة مع مدرب المنتخب الوطني، وانتقاء المواهب في لعبة البادل لبدء التدريب مع المنتخب السعودي للناشئين.
وأكدت منيرة البراك، المدير التنفيذي بلجنة البادل السعودية في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن رياضة البادل تشهد إقبالاً كبيراً سواء من خلال البطولات الرسمية التصنيفية، أو من خلال الممارسين الهواة بالمراكز الرياضية التي انتشرت بشكل سريع بكل مناطق المملكة. وصرحت أيضاً بأن رياضة البادل تعتبر رياضة اجتماعية وهي من أمتع اللعبات التنافسية حيث تلعب بشكل زوجي ما يخلق جواً من المتعة والتنافس.
وأوضحت البراك عبر «الشرق الأوسط» أن الخطوة القادمة تشمل تسجيل 5 آلاف لاعب ولاعبة في المنافسات المحلية، ونصف مليون ممارس بحلول عام 2030، بالإضافة إلى إعداد رياضيين مميزين لدخولهم التصنيف الدولي لقائمة أفضل ١٠٠ لاعب بالعالم، علماً بأن البادل السعودي انضم للاتحاد الدولي في أبريل (نيسان) الماضي، في خطوة مهمة من أجل استضافة البطولات العالمية نهاية هذا العام أو بداية 2023 بحسب تصريحات المدير التنفيذي باللجنة.
ويضم بادل السعودية 450 لاعباً ولاعبة بواقع 424 لاعباً و26 لاعبة، حيث يتصدر اللاعب فهد السعد الترتيب المحلي لتصنيف الرجال بجمعه 105 نقاط، بالتساوي مع حسن آل عبد الله بنفس الرصيد، فيما يتواجد منصور الربدي ثالثاً وعبد الله الفرج رابعاً وسطام الشهراني خامساً، بينما يتواجد اللاعب عبد الرحمن العزام في المركز السادس وكل من مساعد العزام وحسام الناصر في التصنيف السابع. أما على مستوى تصنيف السيدات، فتأتي غادة المرمش في المركز الأول بـ17 نقطة، بالتساوي مع منى الخميس بنفس عدد النقاط، فيما تحل اللاعبة أريح فارج في المركز الثالث، وكل من ياسمين فارح ورنا الشهري في المركزين الرابع والخامس.
في المقابل، قال مساعد العزام، اللاعب المصنف رقم 7 في رياضة بادل السعودية، في تصريحات حصرية أدلى بها لـ«الشرق الأوسط» أنه يملك طموحاً كبيراً في الدخول إلى التصنيف الدولي، لكن الطموح الأهم الذي يجمعهم الآن هو تحقيق النجاح في بطولة كبيرة مثل كأس العالم، الذي يطمح للمشاركة فيها خلال الموسم القادم.
وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن التصفيات الحالية للوصول إلى كأس العالم ليست بالسهلة، لوجود منتخبات من آسيا وأخرى من أفريقيا. وأشار اللاعب السعودي إلى أن معظم الدول والفرق لديها مستوى متقارب في الوقت الراهن باستثناء بعض المنتخبات مثل الأرجنتين وإسبانيا.
ووعد اللاعب بأن القادم سيكون أفضل بالنسبة للمنتخب السعودي للبادل، مؤكداً في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الفريق سيحاول التطور أكثر في هذه الرياضة من أجل الالتحاق بركب المنتخبات الخليجية التي سبقتهم في هذا المجال مثل الإمارات والبحرين على سبيل المثال، مطالباً بزيادة عدد البطولات الداخلية والتصنيفية داخل المملكة خلال الفترة القادمة.
وتطرق العزام لنقطة هامة عبر «الشرق الأوسط» فيما يتعلق بشركات الرعاية، موضحاً أن هناك دولاً أخرى تتقدم في هذا المجال مثل الكويت وقطر والبحرين والإمارات، لكن الشيء الإيجابي أيضاً هو زيادة عدد البطولات في الفترة الأخيرة، لذلك فإن هناك تطوراً لكنه ليس سريعاً كما ينبغي ويطلبه اللاعبون والمهتمون بهذه الرياضة.
وتواجدت رياضة البادل أيضاً ضمن منافسات دورة الألعاب السعودية، التي تعد أكبر حدث رياضي محلي بجوائز مليونية، خلال الفترة من 27 أكتوبر (تشرين الأول) وحتى 7 نوفمبر (تشرين الثاني) القادم، بعد تأجيلها سابقاً بسبب جائحة كورونا، لذلك ستكون هناك فرصة جديدة لإثبات تطور وانتشار رياضة البادل بالسعودية عبر دورة الألعاب الوطنية المنتظرة.