تكللت بالنجاح أول تجربة لإطلاق البحرية الروسية لصاروخ “زيركون” فرط-صوتي من غواصة نووية، بحسب ما نقلته وكالة أنباء سبوتنيك الروسية عن بيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية اليوم.
قالت الدفاع الروسية في بيانها: “اختبرت البحرية الروسية لأول مرة صاروخ زيركون فرط-صوتي من على متن الغواصة النووية “سيفيرودفينسك”، وتمت عملية الإطلاق على هدف بحري في مياه بحر بارنتس” بنجاح.
ميزة لا يمكن إنكارها
في منتصف أغسطس الماضي، أقر قائد القيادة الاستراتيجية الأميركية تشارلز ريتشارد، متحدثًا في الندوة السنوية حول الدفاع الفضائي، بأن التكنولوجيا الروسية التي تفوق سرعة الصوت تمثل تحديًا خطيرًا لحلف الـ”ناتو”.
وبحسب قوله، فإن منظومة صواريخ “زيركون” ستوفر للبحرية الروسية ميزة لا يمكن إنكارها في أي نزاع بحري مسلح محتمل.
أضاف ريتشارد: “قد لا يكون نظام الاستشعار الأرضي والفضائي الحالي لدينا قادرًا على التعامل مع اكتشاف وتتبع هذه الصواريخ. لذلك يجب الاعتراف بأن روسيا هي الدولة الرائدة في العالم في تكنولوجيا تفوق سرعة الصوت. وإذا لم تتمكن مصانع الدفاع (الغربية) لدينا، وفي وقت قصير، من معرفة كيفية مقاومتها، فإن سفن أساطيل دول الناتو ستصبح عرضة للخطر”
قلق كبير في الناتو
بحسب ما نشرته وكالة “سبوتنيك”، فإن بعض العسكريين والمحللين المتخصصين الغربيين تطرقوا في عدة مناسبات إلى مميزات صاروخ “زيركون”، وكيف أن أنباء الاختبارات الناجحة له تمثل مصدرًا للقلق الكبير لحلف شمال الأطلسي.
نسخ أميركية غير نووية
على سبيل المثال، في وقت سابق، وصف المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، المنظومات الروسية، التي تفوق سرعتها سرعة الصوت مع احتمال وجود معدات نووية، بأنها “عامل مزعزع للاستقرار، ويشكل تهديدًا ملحوظًا”. مضيفا أنه يتم تطوير هذه الأسلحة في الولايات المتحدة فقط من خلال نسخ غير نووية.
غير قابل للاعتراض حتى الآن
تبلغ سرعة “زيركون”، وكرقم قياسي، أكثر من 10 آلاف كيلومتر في الساعة، أو حوالي تسعة ماخ. وتصل لمدى يصل ألف كيلومتر، برا. أما بحرا فيصل لـ30-40 كيلومترًا، حيث تكون مقاومة الهواء منخفضة. ويزن الرأس الحربي حوالي 450 كيلو غراما.
يوضح إيغور كوروتشينكو، مدير مركز تحليل تجارة الأسلحة الدولية، أن “أساطيل الدول الغربية ليس لديها حتى الآن أنظمة دفاع جوي قادرة على اعتراض زيركون”.
ويضيف: “سيسمح نطاق الرماية الكبير لسفننا (الروسية) بتدمير الأهداف السطحية والأرضية تقريبًا دون أن يتم الرد علينا، فمدى الصاروخ أبعد من مدى دفاع العدو”.
تهديد داهم لحاملات الطائرات
يتميز صاروخ “زيركون” بالقدرة على الانطلاق من نفس قاذفات صواريخ “بي-800 أونيكس” و”كالبير” المضادة للسفن. من الناحية النظرية، يمكن أن تكون سفن الصواريخ الصغيرة لمشروعي “Buyan-M” و”Karakurt” حاملة أيضًا لهذه المنظومة الصاروخية. وبالتالي، حتى السفن الصغيرة ستصبح تهديدًا لحاملة طائرات العدو، لأن ضربة رأس حربي واحد تحت خط الماء كافية لغرق المطار العائم.