أكدت رباب المحاسن، نائبة رئيس الاتحاد السعودي للرياضات الشتوية، أن المملكة قادرة على تقديم أفضل نسخة من «دورة الألعاب الآسيوية الشتوية» في حال فازت باستضافة الحدث الكبير في 2029.
وقالت المحاسن، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إنّ ترشح تروجينا – نيوم لاستضافة أحد أهم الأحداث الرياضية في القارة والعالم يأتي لكونها تمثل نقطة التقاء الطبيعة الشتوية الخلابة بالتقنية الحديثة، وبالتالي فهي تشكل وجهة لا مثيل لها لعشاق الرياضات الشتوية في آسيا من قلب المستقبل.
وتابعت؛ كذلك ترتفع تروجينا فوق سطح البحر وتكون درجة الحرارة فيها أقل من الصفر في أوقات عديدة، لذلك تعتبر مكاناً مثالياً لاستضافة دورة الألعاب الشتوية الآسيوية.
رباب المحاسن (الشرق الأوسط)
أما عن الخطط المبدئية التي وضعت لاستضافة دورة الألعاب الآسيوية الشتوية في تروجينا، فقالت المحاسن إن الترشح كان بمثابة الخطوة الأولى، ويمثل تقديم الملف تأكيداً على دعم القيادة السعودية وحرصها على دعم القطاع الرياضي بمختلف جوانبه، الذي يتماشى مع «رؤية المملكة 2030» التي تهدف إلى تطوير قطاعات الرياضة بالسعودية في جميع الألعاب والفعاليات.
وفيما يخص أجواء الطقس والمناخ والأسئلة التي طرحها المتابعون فور انتشار خبر التقدم بملف الاستضافة، أفادت نائبة رئيس الاتحاد السعودي للرياضات الشتوية أنها سمعت هذا السؤال كثيراً، لكن ما لا يعرفه كثيرون أن تروجينا ترتفع فوق سطح البحر بما يصل إلى أكثر من 1500 إلى 2600 متر، وهذا الارتفاع أشبه بأماكن كثيرة في أوروبا والعالم الغربي، لذلك فإن طقس تروجينا «ما دون الصفر»، بالإضافة إلى وجود جبال ومرتفعات، ما يجعلها قادرة على إضافة رياضات التزلج واستضافة دورة الألعاب الشتوية.
وتحدثت رباب المحاسن عن أدوار الاتحاد السعودي للرياضات الثلجية، مشيرة إلى أنه تم فصله إلى قسمين، هما الرياضات الجليدية والثلجية، حيث يقوم بالتركيز على رياضة التزلج على الثلج ومثل هذه الألعاب، وقريباً سيتم المشاركة في مسابقة كأس العالم في هذه الرياضة لعام 2023.
وأضافت نائبة الاتحاد السعودي للرياضات الشتوية، عبر «الشرق الأوسط»، أن الاتحاد كان تحت مظلة لحوالي 17 لعبة، لذلك فإن الفصل بين رياضات الجليد والثلج أسهم في زيادة التنسيق وترتيب الأمور من الداخل بشكل أفضل.
وعن الفارق الجوهري بين الرياضات الجليدية والثلجية رياضياً وتنظيمياً، أكدت المحاسن أن الفارق كبير حيث إن رياضات الجليد تكون في مناطق خاصة بالجليد فقط عكس الرياضات التي تقام على الثلج فقط.
{تروجينا ـ نيوم} تقدمت رسمياً بطلب استضافة دورة ألعاب آسيا الشتوية 2029 (حساب نيوم الرسمي على «تويتر»)
وأكدت نائبة رئيس الاتحاد السعودي للرياضات الشتوية أن هناك خطة واضحة لتطوير هذه الرياضات بالمملكة، وكانت البداية بالتعاقد مع المدرب العالمي يوركا من أجل تدريب الرياضيين السعوديين وتقوية الفريق السعودي في الألعاب المختلفة.
وأضافت أن التطوير لا يقتصر أبداً عند تعيين المدرب، بل يقوم الاتحاد السعودي بإقامة معسكر رياضي خارجي في كورشفيل خلال شهر فبراير (شباط)، يتم فيه استقطاب جميع الفئات العمرية المتاحة من الشابات والشباب بالسعودية، لتحسين مستواهم وزيادة معرفتهم باللعبة، لتشكيل فريق سعودي متكامل في مختلف أنواع الرياضات.
وقالت المحاسن إن معسكر كورشفيل ليس الوحيد، ولكن أيضاً سيكون هناك معسكر آخر في مدينة دبي الإماراتية، حيث هناك عدة خطوات لتشجيع الفتيات والشباب على احتراف هذه الرياضة، بعمل المعسكرات الداخلية والخارجية، وعمل 3 مراكز تزلج جديدة في المناطق الشرقية والغربية والوسطى، بالإضافة إلى إنشاء صالة تزلج داخلي في العاصمة الرياض.
يذكر أن اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية أعلنت قبل أيام عن تقدمها بطلب للمجلس الأولمبي الآسيوي أبدت من خلاله رغبة المملكة في استضافة دورة الألعاب الآسيوية الشتوية عام 2029 في «تروجينا» بنيوم، التي أعلن عنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس إدارة نيوم في 3 مارس (آذار) 2022.
وتضمن الطلب استعراض الرؤية الطموحة للمملكة التي ستدعم تروجينا لاستضافة الحدث الرياضي الأكبر في شتاء القارة الآسيوية، الذي يُتوقع أن يشارك من خلاله أكثر من 32 دولة آسيوية في أبرز المسابقات الشتوية، بتقديم بنية مستقبلية تمزج بين التقنية الحديثة والحفاظ على الطبيعة الخلابة التي تميزها، كأول دولة في غرب القارة تستعد لاحتضان هذا الحدث بعد أن استضافته كل من اليابان، والصين، وكوريا الجنوبية، وكازاخستان، ابتداءً من عام 1986.
يذكر أن المكتب التنفيذي للمجلس الأولمبي الآسيوي سيجتمع في كمبوديا مطلع شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل قبيل انعقاد الجمعية العمومية للمجلس الأولمبي الآسيوي، يوم 4 أكتوبر، التي تعتبر الجهة العليا للمصادقة على قرارات منح حقوق الاستضافة لدورات الألعاب الآسيوية بمختلف مسمياتها.
وعلاقة نيوم بالأحداث الرياضية الدولية انطلقت فعلياً عام 2019، وتحديداً بالبطولة الشاطئية الدولية الأولى لكرة القدم، بمشاركة 6 منتخبات دولية، وجرت على الشواطئ البكر في قيال، الواقعة في منطقة نيوم.
وواكبت هذه البطولة 3 فعاليات. هي كأس العالم الخمسون للتزلج المائي، وفعالية لرياضة الرجبي، وأخرى للتنس. علماً بأنه سبقتها فعالية للرياضات الجريئة، ومنها القفز بالمظلات. وسبق لنيوم استضافة مرحلة من مراحل سباق رالي داكار العالمي.
كما احتضنت نيوم انطلاق جولة «ديزرت إكس بري» من السباق الافتتاحي للسلسلة العالمية «إكستريم إي» لسيارات الدفع الرباعي الكهربائية بمشاركة 10 فرق يمثلها 20 متسابقا ًحيث اعتبر هذا السباق العالمي إحدى مبادرات برنامج جودة الحياة في السعودية. وكانت أيام السباق حافلة بقيم المدينة والمنافسة؛ وكان هناك اهتمام بأدق تفاصيل المنافسة، لجعله متناسقاً مع رسالة الصداقة مع البيئة والاستدامة.