رائدة أعمال مصرية أمريكية تعلّم أجهزة الكمبيوتر كيفية فهم المشاعر الإنسانية

رائدة أعمال مصرية أمريكية تعلّم أجهزة الكمبيوتر كيفية فهم المشاعر الإنسانية


دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– تتمتع أجهزة الكمبيوتر بذكاء اصطناعي كبير، فهي تخزن وتعالج كميات هائلة من البيانات في رمشة عين، كما أنها تترجم اللغات بشكل فوري، وتُشغّل الآلات. ورغم ذلك، إلا أنها لا تتمتع بذكاء عاطفي كبير.

وترغب عالمة الكمبيوتر المصرية الأمريكية، رنا القليوبي، بتغيير ذلك.

وشاركت القليوبي، البالغة من العمر 43 عاماً، في تأسيس شركتها “Affectiva” أثناء حصولها على درجة الدكتوراه في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT).

تعلم رائدة الأعمال هذه أجهزة الكمبيوتر كيفية فهم المشاعر الإنسانية
رائدة الأعمال رنا القليوبي في قمة “Emotion AI” لعام 2019 في بوسطن، الولايات المتحدة.
Credit: Iulia Nandrea-Miller

وتهدف القليوبي، التي تتخصص في قسم فرعي من الذكاء الاصطناعي يُدعى “Emotion AI”، أو الذكاء الاصطناعي العاطفي، إلى تعليم أجهزة الكمبيوتر كيفية التعرف على المشاعر البشرية.

تعليم أجهزة الكمبيوتر كيفية الشعور

وكانت إحدى التطبيقات المبكرة للذكاء الاصطناعي العاطفي التي استكشفتها القليوبي هي النظارات المزودة بتقنية تساعد الأطفال المصابين بالتوحد على التعرف على تعابير الوجه.

وقالت القليوبي: “بدأنا نرى الكثير من التحسينات الإيجابية حقاً لدى هؤلاء الأطفال، وكان الأمر قوياً حقاً”.

وبعد أعوام من البحث والتطوير، أُطلقت التقنية رسمياً في عام 2017، ودُمجت بالنظارات الذكية مثل “Google Glass”.

تكنولوجيا منقذة للحياة

تعلم رائدة الأعمال هذه أجهزة الكمبيوتر كيفية فهم المشاعر الإنسانية
يُستخدم نظام “Affectiva” للتعرف على المشاعر لمراقبة السائقين، والكشف عن النعاس.
Credit: Affectiva

وتعتقد القليوبي أن صناعة السيارات تُعد من المجالات التي يمكن فيها للذكاء الاصطناعي العاطفي امتلاك تطبيقات منقذة للحياة.

ويمكن لأنظمة مراقبة السائق، التي تستخدم الكاميرات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، في السيارات أن تكتشف تشتت انتباه السائق، ونعاسه، ما يمنع وقوع الحوادث.

وفي مايو/أيار من عام 2021، استحوذت شركة “Smart Eye”، الرائدة في تكنولوجيا تتبع العين لمراقبة السائقين، على “Affectiva”. 

وتقوم الشركتان الآن بدمج تقنياتهما.

ووفقاً للمفوضية الأوروبية، فإن نسبة 90% من حوادث الطرق ناتجة عن الخطأ البشري.

ويُعد ذلك إحدى أسباب قيام الاتحاد الأوروبي بإدخال لوائح جديدة لجميع المركبات الأوروبية لتتضمن هذا النوع من التكنولوجيا بحلول عام 2022.

المراقبة أم السلامة؟

تعلم رائدة الأعمال هذه أجهزة الكمبيوتر كيفية فهم المشاعر الإنسانية
شاركت رنا القليوبي في تأسيس “Affectiva”، ولدى الشركة مكاتب في بوسطن، والقاهرة.
Credit: Remi Carlioz

ومع ذلك، فقد يكون استخدام الذكاء الاصطناعي العاطفي لمراقبة الأشخاص مثيراً للجدل.

ويُعد التحيز العنصري والجنسي مشكلة متكررة، إلى جانب مخاوف تتعلق بالخصوصية.

وفي هذا العام، تم تغريم مُشغّل المترو البرازيلي “ViaQuatro” بمبلغ مقداره 20 ألف دولار لالتقاط بيانات التعرّف على الوجه دون موافقة المستخدمين.

وركّبت شركة “ViaQuatro” نظام كاميرا للكشف عن المشاعر في مترو “ساو باولو” في عام 2018 لمراقبة ردود أفعال الناس تجاه الإعلانات.

وتدّعي الشركة أن النظام لم يقم بتطبيق نظام التعرّف على الوجوه، وأنه امتثل لتشريعات حماية البيانات.

كما يشكك بعض العلماء في فعالية استخدام الذكاء الاصطناعي للتعرف على المشاعر.

ووجدت دراسة أُجريت في عام 2019 لأكثر من ألف ورقة بحثية أدلة غير كافية لدعم مفهوم وجود “تعابير وجه عالمية”.

ووفقاً لدراسة من عام 2020، يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي المخصص للتعرف على المشاعر أقل دقة من البشر.

وأكَدت القليوبي أن لدى “Affectiva” سياسة صارمة لجمع البيانات، والشفافية حول كيفية استخدام البيانات، وتخزينها.

وتحاول “Affectiva” إنشاء قاعدة بيانات متنوعة تزيل التحيزات المتعلقة بالعمر، والجنس، والعرق من نظامها، بحسب ما ذكرته القليوبي.

وتأمل القليوبي أن يساعد الذكاء الاصطناعي العاطفي في إنشاء تجربة رقمية أكثر إنسانية وتعاطفاً في الأعوام القادمة.



Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *