خبير آثري: «توم وچيري» يعود لأصول مصرية قديمة
يعشق الجميع صغارا وكبارا الصراع بين القط توم والفأر چيري، في الكارتون الأمريكى الشهير «توم آند جيرى» لمبتكرها وليم حنا وجوزيف باربيرا، سنة 1937، ولكن المفاجأة أن هذا الكرتون الكوميدي هو من أصل مصرى خالص، يعود إلى 3300 عاما، وفقا لما أكده كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار مجدى شاكر.
أوضح شاكر، في تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»، أن صراع القط والفأر نقلته جدران المعابد المصرية القديمة، وكل التفاصيل توجد في البرديات بشكل مثير للدهشة، حتى أن العبارات في «توم وجيرى» كانت مكتوبة على أوراق البردى مثل: (تصبح القطة عبدة لدي مدام فأرة) و(يهاجم جيش من الفئران فرقة القطط المسكينة المحبوسة في القلعة).
وروى أن «هناك منظر يعود إلى عصر الاضمحلال الثالث، ويصور مجموعة من الفئران قد كونوا جيشا ويهاجمون حصنا منيعا مملوء بقطط مذعورة والفئران ترمى عليها السهام وتحطم الحصن بالدروع ويقوده فأر سمين يقود عربة حربية. ورسمة أخرى الفئران تصعد سلم وتقتحم الحصن والقطط مذعورة ولا تعرف كيف تصد الهجوم، ورسمة أخرى لفأر سمين يرتدى ملابس رائعه ويجلس على كرسى فخم، وقط هزيل يخدمه ويقدم له الشراب عن طريق «شفاط» حتى لا يتعب الفأر نفسه ويحمل الكوب بأيديه، ورسمة رابعة لسيدة أنيقة برأس فأر تجلس على الكرسى وتحت رجليها قطط كثيرة تخدمها.. وكثير من الرسومات التي تصور الفأر المعروف عنه الجبن والضعف ملك تخدمه قطط ضعيفة مسكينة».
وأكد أن الحضارة المصرية من أكثر الحضارات التي أهتمت بالضحك والسخرية، ويوجد مواقف ساخرة مسجلة حتى في المقابر ومسجلة مواقف كوميدية على جدران المعابد، منها أشياء خاصة بالكسل في الزراعة، ونوم حارس معبد، وأمور أخرى عن الحلاقة والحلاقين وحتى عن النحاتين وهم ينحتون تماثيل من الحجر أو الخشب ويسخرون من عملهم ليلا نهارا وأجورهم الضعيفة.
كما أشار إلى أن «القط» من أكتر الحيوانات المقدسة عند القدماء المصريين وأكثر حيوان مذكور في النصوص والقصص المسجلة فوق جدران المقابر والمعابد وأوراق البردى، ومصر عرفت نوع من القطط البرية اسمه «شوس» جسمه ممتلئ وذيله قصير وصياد شرس وكان يعيش قرب حدود الصحراء.
ولفت إلى أن هناك «القط العظيم» المذكور في كتاب الموتى بأنه «يحمي الناس ويمزق الأفعى الشريرة إربا أسفل جذع الشجرة المقدسة»، أما القط المصري الأليف الودود المبهج نجد رسومات أشارت له على المعابد من سنة 2100 قبل الميلاد، ويقال إن القط المصرى هو الجد الأكبر لكل القطط الموجودة في أوروبا الآن.