أكد مدربو حراس مرمى سعوديون أن عودة عبد الله المعيوف للدفاع عن شباك المنتخب السعودي الأول في نهائيات كأس العالم المقبلة في قطر يمثل أهمية بالغة لكونه الحارس الأول في المملكة، ويتفوق حتى على الأسماء الأجنبية الموجودة في الدوري، وخبراته المتراكمة التي كسبها، خصوصا من مشاركاته مع الهلال في البطولات القارية والمحلية، وحتى المشاركة في المونديال الماضي بروسيا.
وقال علاء رواس مدرب حراس المنتخب السعودي السابق إنه لا يوجد حاليا أي منافس لعبد الله المعيوف، فهو الحارس السعودي الوحيد الأساسي في ناديه بدوري المحترفين، حتى إن حارس المنتخب الأول نفسه محمد العويس يجلس احتياطيا له، وهذا يعني أن المعيوف هو الأفضل بلا منازع.
ويذود عن شباك 15 ناديا سعوديا منافسا في دوري المحترفين السعودي 15 حارسا أجنبيا تم التعاقد معهم هذا الموسم، فيما يبدو الهلال الوحيد الذي يحمي شباكه الحارس السعودي عبد الله المعيوف، فيما يبقى حارس المنتخب السعودي الأساسي محمد العويس احتياطيا للمعيوف على مستوى فريق الهلال، ولم يحظ بفرصة المشاركة محليا منذ فترة طويلة.
هيرفي رينارد… هل سيستعين بالمعيوف في كأس العالم 2022؟ (الموقع الرسمي للمنتخب السعودي)
ويرى متابعون آخرون أن المعيوف اعتزل اللعب دوليا بعد كأس العالم 2018، وبالتالي مهم الاستمرار مع الحراس الذين أوصلوا الأخضر إلى كأس العالم 2022، بدلا من استعادة حارس فضل الاعتزال عن المساهمة مع اللاعبين في الوصول مجددا لمونديال قطر.
وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط» المعيوف هو الحارس الذي يشارك ويملك الخبرة والثقة، وهذا جدير أن يُستدعى مجددا؛ لأنه الأفضل ويشارك، ولديه حساسية الوجود في المباريات الكبيرة ولديه ثقة في نفسه، وبات يزرع الثقة في شريحة واسعة من أنصار ناديه، ولذا لا يمكن تجاهل أن هذا الحارس هو الأنسب لحراسة المنتخب السعودي في المونديال المقبل الذي تبقى عليه قرابة «70» يوما.
وشدد رواس على أن المشاركة هي من تزرع الثقة وتعطي الإمكانية في التطور والاستفادة من الأخطاء، على العكس تماما من الحراس الذين يبقون كثيرا على مقاعد البدلاء، وهذا لا يعني أن الحارس محمد العويس ليس جديرا بالوجود أساسيا في المونديال، بل إنه يملك أيضا الخبرة، ولكن الحساسية للمباريات لا يمكن استعادتها في المباريات الودية فقط.
ورأى أهمية الاستفادة من الرغبة التي أبداها عبد الله المعيوف في العودة لصفوف المنتخب والتي أعلنت قبل أشهر قليلة حينما اجتمع مع مدرب المنتخب هيرفي رينارد، وهذه الرغبة هي عامل إيجابي باستعداده للعودة وتقديم كل ما لديه بعد أن كان قد أعلن الاعتزال الدولي قبل أن يعود عن قراره.
واعتبر رواس أن لكل مدرب وجهة نظر، ولكن ما يراه شخصيا أن عودة المعيوف هي في مصلحة المنتخب السعودي بناء على معطيات موجودة وليست عواطف، حيث إن الجميع تهمه مصلحة المنتخب بعيدا عن الأسماء، بل إن الحكم في النهاية يقوم على أساس المستويات الفنية والجاهزية الذهنية.
عبد الله المعيوف الحارس السعودي الوحيد في دوري روشن وسط 15 حارساً أجنبياً (تصوير: عيسى الدبيسي)
من جانبه قال خالد الدوسري الشهير بـ«خالدين» الحارس الدولي السابق ومدرب الحراس الحالي إن وجود حارسين دوليين في فريق واحد سبق وأن حصل في نادي النصر بوجود مبروك التركي وسالم مروان وكنت حينها معهما.
وأضاف أنه كان من أسباب تطور الحارسين لمصلحة المنتخب هو المشاركة بالتناوب ومنح مدرب حراس المنتخب الفرصة لكليهما حتى لا ينخفض الأداء، وهذا الواجب أن يحصل في الهلال إذا ما كانت هناك إرادة بتطور أداء الحارسين عبد الله المعيوف ومحمد العويس، حيث إن توزيع الجهد والفرص بينهما أمر مهم.
وشدد على أهمية أن يكون هناك تحرك من قبل الاتحاد السعودي ولو كان بطريقة الحديث الودي من أجل أن يتقاسم المعيوف والعويس المشاركة حتى نحافظ عليهما سويا لمصلحة المنتخب والنادي.
واعتبر خالدين أن المعيوف لا ينافسه حاليا أي حارس في المملكة، حيث إنه الحارس الأفضل والأكثر خبرة وقدرة وثقة في حماية شباك فريقه والمنتخب، ولذا من المهم أن يعود للمنتخب في المونديال القادم.
وبين أن المعيوف نال ثقة كبيرة واكتسب خبرات متراكمة من مشاركاته سواء مع الأهلي ثم الهلال وتحقيق بطولتين آسيويتين والمشاركة في كأس العالم للأندية وكذلك حصد «3» دوريات محلية والعديد من المنجزات، وهذا يحصل في ظل وجود إمكانية الاستعانة للأندية بحراس أجانب، ومع ذلك يظل هو حارس الثقة لناد جماهيري كبير لا يمكن أن يقبل أقل الأخطاء من أي لاعب من لاعبيه.
وأشار إلى أن أرقام المعيوف وآخرها حفاظه على شباكه نظيفة في الجولات الثلاث الماضية من الدوري تؤكد أنه يحافظ على أدائه بل ويطوره، والأهم أنه لا يزال في أجواء المباريات، وهذا جانب بالغ الأهمية.
من جانبه قال حمد اليامي مدرب حراس المنتخب السعودي المشارك في مونديال روسيا إن المعيوف هو الأفضل حاليا بلا منافس ولم تكن أفضليته وليدة هذا الموسم، بل إنه كان منذ سنوات حتى في الفترة التي تعاقدت فيها إدارة الهلال مع العماني علي الحبسي صاحب الخبرة العريضة في الدوري الإنجليزي كان المعيوف هو الحارس الأساسي، ولا يزال مع استقطاب حارس المنتخب الأساسي محمد العويس.
وبين أنه يرى أن خبرة العويس تمنحه أيضا أحقية الاستمرار في صفوف المنتخب السعودي، خصوصا أنه منسجم مع الأسماء الموجودة، ومع ضم المعيوف مجددا وبقاء العويس ستكون المنافسة قوية، إلا أن اليامي اعتبر أن بقاء العويس أساسيا في المنتخب أفضل نسبيا، لكن هذا لا يعني أن إعادة المعيوف وإشراكه أساسيا سيكون خيارا خاطئا.
وأوضح أن الهلال هو النادي الوحيد الذي لم يستعن بحراس أجانب في هذا الموسم والذي سبقه، وهذا تأكيد على الثقة الكبيرة في الأسماء الموجودة لديه والتي تتفوق حتى على غالبية الأسماء الأجنبية الموجودة.
أما تيسير آل نتيف حارس المنتخب السعودي السابق والذي مثل فرق الاتفاق والأهلي والاتحاد وغيرها، فقد «تيقن» أن عبد الله المعيوف عائد بشكل مؤكد لتشكيلة المنتخب السعودي التي تستعد للمشاركة في المونديال، مشددا على أنه يثق في ذلك تماما. وأضاف أن المعيوف قيمة فنية كبيرة، وهذا لا يعني التقليل من محمد العويس، إلا أن الخبرة التي اكتسبها الأول من جراء المشاركات في البطولات الكبيرة سواء مع ناديه أو المنتخب تمنحه أفضلية، وإذا ما اختار المدرب رينارد المعيوف يكون لهذا القرار مبرراته، ويمكن الاعتماد على العويس لما لديه من الخبرة والإمكانيات، ويمكن أن يؤهل ويجهز للمنافسة العالمية الكبرى من خلال المباريات الودية التي تسبق المونديال.
وأخيرا قال فؤاد المقهوي حارس الاتفاق السابق إن عودة الحارس عبد الله المعيوف للمنتخب يفرضها المنطق والأرقام التي يحققها لكونه أفضل حارس سعودي في السنوات الأخيرة، ويجب الاستفادة من رغبته وحرصه واستعداده للعودة لتمثيل المنتخب بعد أن تراجع عن قرار اعتزاله الدولي، واجتمع فعليا مع مدرب المنتخب.
وبين المقهوي أن المعيوف احتفظ بمركزه الأساسي مع الهلال رغم التعاقدات مع حراس أجانب وكذلك ضم حارس المنتخب محمد العويس، وهذا يؤكد أنه الحارس الأفضل حاليا وعودته للمنتخب ضرورية.
وأشار إلى أن ضم حراس آخرين عدا العويس لا يشاركون حاليا مع فرقهم في التشكيلة الأساسية لا يعد أمرا منطقيا؛ لأن وجود الحارس أساسيا يعطيه ثقة وقدرة أكبر، فيما يلاحظ أن الأندية التي كان يستعان بحراسها للمنتخب السعودي تعاقدت مع أسماء أجنبية مثل الشباب والأهلي، وإن كان الأخير قد هبط لدوري الأولى حتى بوجود حراسه الدوليين.