حورية عمور تكتب فصلا جديدا من قصتها الجميلة على البساط العالمي
وهران – في سن السابعة والخمسين، تواصل لاعبة الجيدو الجزائرية حورية عمور كتابة قصتها الجميلة مع البساط، بعدما حققت مؤخرا اللقب العالمي الثالث على التوالي في بطولة العالم للكهول، لتضيف إلى سجلها ميدالية ذهبية أخرى في وزن أقل من 57 كلغ.
و يتمثل الأمر في إنجاز جديد للبطلة الجزائرية تم تحقيقه خلال البطولة العالمية التي جرت في الفترة من 31 أكتوبر إلى 3 نوفمبر بأبو ظبي (الإمارات العربية المتحدة)، حيث يعتبر هذا اللقب العالمي الثالث لها من نوعه على التوالي، بعد لقبي كانكون (المكسيك) عام 2018، ومراكش (المغرب) عام 2019.
و حققت حورية عمور بالمناسبة حلما كان يراودها منذ عام 2021، حيث كانت هذه المسابقة مقررة في ذلك العام قبل تأجيلها. لكن هذا لم يثن من عزيمتها، حيث واصلت العمل بكل قوة من خلال الحفاظ على نسق التحضيرات الجدية والمتواصلة، على الرغم من التزاماتها الأخرى، سواء في الحياة الخاصة أو المهنية.
و بأبو ظبي، أجرت الرياضية الجزائرية ثلاث منازلات ضد منافسات ذات مستوى عال، مثل الإيطالية ديانا أريغوني، والفرنسية أنطوانيت بيركين، صاحبة الميدالية الذهبية في النسخة السابقة لعام 2019 لوزن أقل من 52 كلغ.
و بتأهلها إلى النهائي، كان على حورية عمور اجتياز عقبة مصارعة فرنسية أخرى، ويتعلق الأمر بليلى بيرتراند، حيث فازت عليها بالعلامة الكاملة (إيبون)، مما سمح لها بافتكاك اللقب العالمي للمرة الثالثة تواليا وبجدارة واستحقاق.
و عادت المصارعة الجزائرية، في تصريح لوأج، للحديث عن هذه البطولة العالمية، حيث قالت: ”هذه الذهبية الثالثة هي ثمرة العمل الجاد الذي قمت به منذ وقت طويل. حددت لنفسي هدف الفوز بلقب عالمي جديد منذ فترة طويلة، وكنت أدرك أن ذلك يمر ببذل جهود هائلة في التحضيرات. لم يكن الأمر سهلا، خاصة وأن الطريق كان مليئا بالصعوبات”.
و أوضحت أنه بعد فشلها في إبرام عقود رعاية أو الحصول على الدعم، قررت التشبث بحلمها باللجوء إلى أموالها الخاصة ”رغم محدوديتها” من أجل تمويل مشاركتها في هذه المسابقة العالمية.
الخبرة في خدمة المواهب الشابة
و عرف موعد أبو ظبي مشاركة ما لا يقل عن 973 مصارعا، (852 عند الرجال و121 عند السيدات)، ممثلين ل 63 دولة من بينها الجزائر التي شاركت بنخبة مكونة من 13 رياضيا من بينهم رياضية واحدة عند السيدات، وهي حورية عمور، الأمر الذي زاد في وزن الإنجاز الذي حققته بالمناسبة، على حد تعبيرها.
و برز تعلق هذه المصارعة، الحائزة على الحزام الأسود (درجة خامسة)، برياضة الجيدو منذ نعومة أظافرها، مما جعلها تخوض مشوارا طيبا في هذه الرياضة، بدليل أنها تمكنت من ارتداء القميص الوطني في سنوات التسعينيات.
و لأنها مولعة بالرياضة عموما والجيدو بوجه خاص، فإنها توجهت، بعد نهاية مشوارها، إلى الدراسة في هذا المجال على مستوى معهد التربية البدنية والرياضية بعين الترك (وهران)، حيث حصلت على شهادة إطار في سلك الشباب والرياضة. كما نالت شهادة أخرى في ميدان التدريب، مما سمح لها بتسخير خبرتها لصالح المواهب الشابة.
و في هذا الصدد، استفادت عدة أندية وهرانية من تجربة البطلة العالمية للكهول، سيما وأن حورية عمور توجهت بشكل خاص إلى تدريب الفئات الشابة، حيث جعلت من هذا المجال اختصاصها الأول.
و في عام 2014، أسست إبنة ”الباهية” ناديها الخاص، أطلقت عليه تسمية “جيدو نجوم وهران”، والذي تولت رئاسته لفترة معينة، قبل أن تصبح مدربته إلى غاية اليوم، وهو النادي الذي قالت بأنها تسعى إلى تجنيبه الاندثار، سيما وأنه يواجه صعوبات عديدة، سواء من الناحية المالية أو البيداغوجية.
و عبرت نفس المتحدثة في الأخير عن أملها في تجاوز هذه العقبات والتغلب عليها لمواصلة تحدي أخر، المتمثل في المساهمة في إهداء الجيدو الجزائري جيلا جديدا من المواهب القادرين على رفع الراية الوطنية عاليا في المحافل الدولية، سيما عند العنصر النسوي، حيث تعمل جاهدة ”على تطوير هذه الرياضة عند الاناث، بعدما تراجعت، حسبها، ممارستها لدى هذا الجنس”.