حوار ساخن بالمركز الثقافي اليمني حول واقع اليمن فى ظل حكم الحوثي ومستقبله

حوار ساخن بالمركز الثقافي اليمني حول واقع اليمن فى ظل حكم الحوثي ومستقبله


قال المفكر وأستاذ الفلسفة السوداني، عبدالسلام نور الدين، إن جماعة الحوثي المسيطرة الآن في اليمن، هي الأكثر شراسة في التعامل مع خصومها، وأنها تعتبر «الشوافع» أي أهل السنة في اليمن كفارًا بالتأويل، حتى تجد مبررًا شرعيًا لفرض الخراج عليهم، بما يجعل 20% من الدخل القومى يصب في خزانة تلك الجماعة.

وأضاف «نور الدين»: «أهل اليمن لديهم شعور قوى جدًا بالكرامة يصل إلى حد أن المثقف البارز الدكتور أبوبكر السقاف، وصفهم بأنهم مرضى بالكرامة، وهذا الشعور يزيد بصفة خاصة عند المرأة اليمنية، وكون الحوثى لا يزال مهيمنًا رغم قوة هذا الشعب، يوضح مدى العنف الذي يتعامل به مع خصومه، خاصة من الليبراليين، والقوميين، والناصريين، وكل القوى الحديثة، وهو العنف الذي يتستر دائما براية المقاومة ضد إسرائيل».

وأكد في الندوة التي عقدت مساء أمس، بالمركز الثقافي اليمني بالقاهرة، أن اليمن مكتوب عليه أن يمشى دائما في طريق دائري يهيمن عليه القوى التقليدية، أي الملوك أو الحكام، وهم الآن الحوثيون، والقضاة والمحاربين، أي القبائل، ثم المهمشين الذين لا يجوز لهم أن يحاربوا، والخدم والمنبوذين، بحيث أن كل المحاولات التي جرت لكسر هذه الحلقة، تحطمت وكانت الحقبة الأهم فيها هو فترة حكم إبراهيم الحمدي، الذي تولى رئاسة الجمهورية اليمنية، في الفترة من 1974 إلى 1977، وتم أغتياله في ظروف غامضة.

وتابع «نور الدين»، أن تلك الفترة شهدت ازدهار الفكر والثقافة والحريات في اليمن، حتى أن ما كان يدرس في كليه الآداب وفي قسم الفلسفة بشكل خاص هناك، كان مثله مثل أي قسم فلسفة في العالم العربي، والعالم، وكان حماس الطلبة لهذا النوع من الدراسة قويًا، لكن بعد اغتيال الحامدي بدأت الجماعات الإسلامية تشهر بأساتذة الفلسفة، وبعلم الفلسفة ذاته، وتكفر من يدرسها أو يتلقاها، وتحاصر كل الأفكار الحديثة، وتضمر العداء لها فكرًا وتجمعات، وهناك قصص كثيرة عن مقاومة وتضحيات القوى الحديثة لهذا التيار الرجعى في الجامعة وخارجها.

وأوضح في اللقاء، الذي أدارته الدكتورة آمنة النصيري، أن الأمريكيين يريدون إعادة اليمن إلى بيت الطاعة، بحيث تنتفي كل مظاهر الاستقلال والسيادة التي حازها منذ ثورة 1962، مضيفًا أن ما لا تستطيع الولايات المتحدة عمله مع اليمن تتركه لبعض الأطراف العربية، كما أن الأمريكيين يعرفون جيدًا أن إيران هي التي تدعم الحوثي، وأن ضباط الحرس الثورى هم من يقف وراء إطلاق الصواريخ والمسيرات لأن مثل هذا النوع من المهارات ليس موجودا في اليمن، مضيفًا: «يعرف الأمريكيون جيدًا أن إسرائيل ليست الهم الأول لإيران، وأن وجودههم في اليمن هو فقط لمناكفة السعودية، وكورقة تفاوضية.

واختتم أستاذ الفلسفة اليمني، بأن القات لن ينتهي من اليمن إلا بإطلاق الحريات والديموقراطية لأن جانبًا كبيرًا من الإقبال عليه يعود إلى أن جلسات تعاطيه أصبحت الساحات الوحيدة للنقاش الحر في اليمن، بعد أن حوصر التنوع الفكرى والسياسي في اليمن، وانكمشت بفعل عوامل عديدة، فالخريطة اليمنية معقدة للغاية، ولذلك فإن محمد حسنين هيكل، نصح الرئيس عبدالناصر، بان يجعل الضباط المصريين في اليمن يقرأون كتاب الدكتور سيد مصطفى سالم، أستاذ التاريخ، الذي جاء بعنوان: «تكوين اليمن الحديث»، ويعد من اهم المراجع حتى الآن في فهم اليمن واليمنيين.




Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *