جناح الأزهر يحتفى بأطروحات «زقزوق» حول التجديد فى الفكر الإسلامى المعاصر
نظم جناح الأزهر الشريف، بمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ55، أولى ندواته التثقيفية بعنوان «أطروحات التجديد فى الفكر الإسلامى المعاصر (د. محمود زقزوق أنموذجًا»، حاضر فيها الدكتور حسن الشافعى، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، والدكتور محمد يسرى، أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف، والأستاذ الدكتور رضا الدقيقى، أستاذ العقيدة والفلسفة جامعة الأزهر الشريف، وأدار الندوة الإذاعى القدير سعد المطعنى، مدير إذاعة القرآن الكريم سابقًا، حيث ناقش المحاضرون أطروحات التجديد فى الفكر الإسلامى المعاصر، وملامح المشروع الفكرى التجديدى للدكتور زقزوق.
وقال الدكتور حسن الشافعى، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن مشروع التجديد الخاص بالدكتور حمدى زقزوق هو مشروع لمفكر وناشط ثقافى فريد، عمل على مدى ستين عامًا فى مجال تجديد الفكر والثقافة، وساعده تكوينه الأزهرى على اعتدال فكره؛ مؤكدًا أن أبرز ما ميز شخصية الدكتور زقزوق التعمق فى فهم واستيعاب التراث الإسلامى فى مجالات الفكر والعقيدة، وتفهمه المتعمق لطبيعة الشريعة الإسلامية التى لا تعتبر التاريخ الإنسانى لحظة واحدة بل قرونًا متتابعة تتغير بتغير الفتوى والأحوال والعصور والأزمنة والأماكن المتجددة.
وأوضح الشافعى أن الدكتور زقزوق انطلق من أرضية إسلامية تجمع بين العقل والنقل والأصالة والمعاصرة، وكان مثالًا فى التجديد، مشيرًا إلى أن أبرز ملامح المشروع التجديدى للدكتور زقزوق فى الفكر والثقافة، هى التجديد المقاصدى، والتركيز على الحاضر والمستقبل، وحماية كرامة الأمة وهيبة الشريعة.
من جانبه، بينّ الدكتور محمد يسرى، أستاذ العقيدة والفلسفة، بكلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف، أن الدكتور حمدى زقزوق طوال تاريخه لم يترك الدرس الفلسفى والكلامى فى كلية أصول الدين، وهو ما يؤكد أصالته وانتماءه للأزهر الشريف وعلومه الوسطية، وأنه كان مهمومًا بقضايا الأمة الإسلامية، واعتبر أن بناء المجتمع الإسلامى على العلم وقضية المقاصد منطلق التجديد.
كما أنه توجه إلى الفرائض الغائبة، والتى من أهمها الاجتهاد فى الأمور الشرعية، والتفكير الدائم والمستمر، وأيقظ الدكتور زقزوق همم المسلمين نحو الحضارة الإسلامية، وفريضة العلم بمختلف أنواعه التجريبى والتكنولوجى والفلسفى، كما رفض زقزوق فكرة اجترار الماضى والتركيز عليه فقط دون اجتهاد أو تجديد؛ بل أوصى بضرورة الأخذ من الماضى ما يحفزنا للعمل والتجديد لأن الإسلام دين إنسانى عالمى للماضى والحاضر والمستقبل.
من جانبه أوضح الدكتور رضا الدقيقى، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن الدكتور زقزوق اتخذ مشروعًا ملهمًا للتجديد الفكرى، واستطاع طيلة سنوات أن يجمع بين التراث والحضارة، ومن أهم معالم مشروعه الفكرى: رفض الجمود الفكرى إزاء التراث، والتأكيد على التعامل النقدى الواعى، وقبول المشترك الإنسانى العام، والبحث عن نقاط الالتقاء مع الآخر، والنظر للتاريخ الإسلامى نظرة نقدية واعية؛ كما نوه الدقيقى إلى أن الدكتور زقزوق لم يغفل وجود تيارات تريد اقتلاعنا من جذورنا التراثية، ويطالبون بالتركيز على الحضارة المعاصرة، ودعا فى مشروعه إلى ضرورة وجود تفاعل بين الفكر الثقافى والفكر الإنسانى والتنوير، .
ويحتفى الأزهر هذا العام بمعرض القاهرة الدولى للكتاب بالفيلسوف والمفكر الإسلامى الراحل محمود حمدى زقزوق، عضو هيئة كبار العلماء السابق، وزير الأوقاف الأسبق، أحد أبرز علماء الأزهر الذين جمعوا من علوم الشرق والغرب؛ ليكون «شخصية الجناح» هذا العام، تقديرًا لجهوده وإسهاماته العلمية والأكاديمية فى مجال الفلسفة والتجديد فى الفكر الإسلامى.