بونجاح يبقي على حظوظ “الخضر” قائمة في التأهل
بواكي (كوت ديفوار) – نجح المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم في الإبقاء على حظوظه قائمة في التأهل إلى الدور الثاني لكأس أمم إفريقيا-2023 (المؤجلة إلى 2024) بكوت ديفوار (13 يناير-11 فبراير)، إثر إفتكاكه تعادلا صعبا في الرمق الأخير ضد بوركينا فاسو بنتيجة (2-2 /الشوط الأول: 0-1)، عشية يوم السبت، بملعب “السلام” ببواكي، لحساب الجولة الثانية للمجموعة الرابعة.
و عقب تعثره “غير المتوقع” في الخرجة الأولى ضد أنغولا (1-1)، دخل الفريق الوطني بنوايا هجومية من أجل السيطرة مبكرا على أطوار اللقاء بتشكيلة تميزت بتواجد صاحب الخبرة سفيان فغولي، وهو ما منح تنشيطا أكثر للرواق الأيمن بمعية القائد رياض محرز، مقارنة بلقاء الجولة الأولى.
أول فرصة صريحة في هذا اللقاء كانت من جانب “الخضر”، بعد عرضية متقنة من الظهير الأيمن يوسف عطال نحو دفاع الخصم، يوسف بلايلي يستلم الكرة ويوجه تسديدة مقوصة جميلة تصدى لها الحارس البوركينايبي (د 12).
و تواصلت مجريات اللعب دون خطر يذكر إلى غاية الدقيقة 21، حينما أخفق حارس الفريق الخصم كوفي في إعادة الكرة نحو سط الميدان، استغلها الهجوم الجزائري في عمل جماعي بين زروقي و بونجاح، الكرة تصل إلى بلايلي لكن دفاع المنافس أنقذ الموقف بصعوبة.
ضغط تشكيلة “الخضر” لم يتوقف حيث كان هداف نادي السد القطري بونجاح، قريبا من افتتاح بوابة التهديف عند الدقيقة 26، حينما استغل تمريرة زميله بن سبعيني، إثر هفوة من وسط دفاع بوركينافاسو، بونجاح ينجح في مراوغة الحارس كوفي، لكن تسديدته الزاحفة مرت بجانب القائم الأيسر للمرمى.
آخر فرصة سانحة للفريق الجزائري خلال الشوط الأول جاءت بفضل زروقي الذي استرجع كرة من منطقة الخصم إثر ضغط عالي، استغلها المخضرم فغولي الذي صوب نحو المرمى والحارس كوفي يردها بصعوبة لترجع في أقدام بلايلي، هذا الأخير يقذف دون تركيز نحو المدرجات.
و عكس مجريات اللعب، تمكن البوركينابيون من صنع أول فرصة خطيرة بواسطة هجمة مرتدة من الجانب الأيسر وتوزيعة عرضية طويلة استغلها المهاجم كوناتي (د 45+3) برأسية ليسجل هدف السبق بعد مصادقته من طرف حكم اللقاء بالرجوع إلى غرفة تقنية الحكم المساعد (الفار). وبهذا انتهى الشوط الأول لصالح بوركينا فاسو (1-0).
هذه الوضيعة أجبرت الناخب الوطني جمال بلماضي على التحرك وإجراء أول تغيير مع بداية الشوط الثاني بإقحام الشاب محمد الأمين عمورة مكان فغولي، في سبيل تنشيط أحسن للخط الهجومي و بلوغ فعالية أمام المرمى بخطة تكتيكية : 4-4-2.
و عند الدقيقة 51 أثمرت جهور تشكيلة “محاربي الصحراء” بهدف التعديل من القناص بغداد بونجاح، فبعد مخالفة نفذها بلايلي من حدود الـ30 متر، وصلت الكرة الي أقدام بن طالب الذي تصد الحارس البوكينابي لتسديدته، لكن بونجاح، وجها لوجه مع الحارس يقذف في الشباك ويعيد رفاقه في أجواء اللقاء.
بضع دقائق بعدها بونجاح كان أمام فرصة تسجيل الهدف الثاني للفريق الوطني لولا أن رأسيته مرت جانبية إثر توزيعة محكمة من البديل عمورة (د 56).
ردة فعل منتخب بوركينا فاسو، لم تتأخر كثيرا حيث استفاد من ركلة جزاء عقب خطأ فادح من المدافع الأيسر ريان آيت نوري بسبب تدخله القوي على المهاجم البوركينابي داخل منطقة العمليات، نفذها طراوري بنجاح (د 71) مانحا التقدم مجددا لتشكيلة “الخيول”.
بونجاح القناص، ينقذ الجزائر من شبح الخسارة
و في سبيل العودة في النتيجة على الأقل، لا بديل للمدرب الوطني بلماضي من القيام بالتغييرات لإعطاء نفس جديد، حيث أقحم الثنائي الشاب وناس وشايبي مكان القائد محرز و بلايلي (د 72)، لتمنح هذه التغييرات حيوية ظاهرة للخط الهجومي، تلتها أيضا دخول الهداف التاريخي للمنتخب الوطني سليماني مكان بن طالب بأمل إنقاذ الموقف.
غير أن بونجاح ارتدى مجددا ثوب المنقذ حينما نجح في تعديل الكفة لصالح الفريق الوطني في الرمق الأخير من المقابلة، وذلك إثر ركنية نفذها البديل آدم وناس على الجهة اليمنى من الحارس البوركينابي، إبن مدينة وهران يرتقي فوق الجميع وبضربة رأسية محكمة يسجل الهدف الثاني للجزائر (د 90+5) والثالث في رصيده، منصبا نفسه هدافا للمنتخب الوطني في دورة كوت ديفوار (3 أهداف في لقاءين).
و بفضل ثنائية بغداد بونجاح انتزع المنتخب الوطني الجزائري نقطة تعادل مهمة قد يكون لها وزن ثمين في حسابات التأهل، حيث سيكفي الخضر الفوز ضد موريتانيا يوم الثلاثاء المقبل (سا 00ر21)، لحساب الجولة الثالثة والأخيرة للدور الأول من أجل ضمان بطاقة الصعود إلى الدور ثمن النهائي من العرس القاري.
و بفضل هذا التعادل تحتل بوركينا فاسو المركز الأول للمجموعة الرابعة برصيد 4 نقاط أمام كل من الجزائر (2 ن) و أنغولا (1 ن)، بينما تأتي موريتانيا في الصف الرابع بدون رصيد (0 ن) قبل المواجهة بين الأخيرين الجارية في الوقت الحالي.
و خلال الجولة الثالثة لنفس المجموعة المقررة يوم الثلاثاء 23 يناير، ستواجه الجزائر منتخب موريتانيا ببواكي (سا 00ر21) بينما تلعب بوركينافاسو أمام أنغولا بمدينة ياموسوكرو (سا 00ر21).
و يتأهل إلى الدور ثمن النهائي صاحبا المركزين الأولين عن كل مجموعة رفقة أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث في مجموعاتها من ضمن المجموعات الست لهذه النسخة من كأس أمم إفريقيا (كان-2023).