تطلق شركتا AT&T وVerizon العنان لشبكات الجيل الخامس 5G في جميع أنحاء الولايات المتحدة، اليوم الأربعاء، لكن الإطلاق قد يؤدي إلى إيقاف تشغيل أكثر من 9000 طائرة هليكوبتر، من بينها مروحيات الخدمات الطبية المنقذة للحياة، بحسب ما نشرته صحيفة “ديلي ميل” Daily Mail البريطانية.
ويتخوف الخبراء من احتمالات حدوث تعارض وتداخل بين خدمة 5G اللاسلكية ونظم تشغيل المروحيات بما يجعل مقاييس الارتفاع بالرادار، التي تقوم بقياس درجة الارتفاع بالمركبة، غير موثوقة وهو المقياس الذي يتحتم استخدامه بموجب قانون الولايات المتحدة على متن جميع طائرات الهليكوبتر التجارية والخدمية.
جهاز قياس الارتفاع بالرادار
وقال بن كلايتون، الرئيس التنفيذي المؤقت لشركة Life Flight Networks، وفقًا لما أوردته “بلومبيرغ” Bloomberg، إنه بدون أجهزة قياس الارتفاع بالرادار، سيكون الهبوط في المناطق النائية أو على منصات هبوط المستشفيات شبه مستحيل.
وتكمن المشكلة في أن المروحيات الطبية تحتاج إلى الهبوط والإقلاع في المناطق النائية، مما يجعل الاستمرار في القدرة على قياس الارتفاع أمرًا حيويًا لمهمة ناجحة.
وتعتمد أيضًا طائرات الهليكوبتر التجارية الأخرى، التي تقوم بجولات أو المروحيات المستخدمة بواسطة سلطات إنفاذ القانون، التي تحتاج إلى الانتقال إلى مناطق ذات تضاريس وعرة على التكنولوجيا.
تعبيرية
إعفاء قانوني جزئي
وقدمت جمعية طائرات الهليكوبتر الدولية HAI التماسًا إلى إدارة الطيران الفيدرالية FAA في أكتوبر، للمطالبة بإعفاء مركبات الإسعاف الجوي من القانون عند تشغيل شبكات 5G، وبالفعل تلقت HAI ردًا منذ 5 أيام يتضمن الموافقة على منحها موافقة جزئية فقط.
وذكرت إدارة الطيران الفيدرالية أنه “استنادًا إلى الطبيعة غير المسبوقة للتأثيرات الواسعة النطاق على أجهزة قياس الارتفاع الراديوية، ستمنح إدارة الطيران الفيدرالية الإغاثة لعدد 119 من حاملي الشهادات، الذين يقومون بعمليات HAA [الإسعاف الجوي بالمروحيات] في المناطق التي قررت فيها إدارة الطيران الفيدرالية FAA أن تداخل النطاق C وشبكات 5G يؤثر أو يمكن أن يؤثر على مقياس الارتفاع اللاسلكي”.
لكن يبقى أن هناك عدة آلاف من المروحيات التي تقوم بخدمات إسعاف جوي بالولايات المتحدة وتلبي نداءات لما لا يقل عن 300000 شخص سنويًا يحتاجون إلى نقلهم إلى منشأة طبية، والتي تهبط وتقلع في أغلب الأحيان في مواقع خارج المطارات ومهابط المروحيات التقليدية، بخاصة عندما يتم إجلاء ضحايا لكوارث طبيعية أو حوادث المركبات على الطرق السريعة. ويعد مقياس الارتفاع الراداري الموثوق ضروريًا لضمان سلامة المروحية ورجال الإنقاذ والمرضى.
بديل مؤقت
صرحت إدارة الطيران الفيدرالية FAA بأنه خدمات الإسعاف الجوي وإجلاء المصابين والمرضى هو أحد وسائل النقل التي لا يمكن تعطيلها، حتى لو كان جهاز قياس الارتفاع الراداري لا يعمل بشكل صحيح بسبب تداخل النطاق مع شبكات 5G، ولهذا سمحت FAA “باستخدام نظم ملاحية بديلة في عمليات الإسعاف الجوي HAA في مواقع خارج المطارات أو مناطق غير مُحسنة عندما يتعرض مقياس الارتفاع الراديوي للتداخل، من أجل المصلحة العامة”.
إصلاح المشكلات
كان من المقرر في البداية أن يتم إطلاق خدمات شبكات 5G في الرابع من الشهر الجاري، ولكن بسبب المخاوف بشأن كيفية تأثير الخدمة على شركات الطيران، اتفقت شركات الاتصالات على تأخير لمدة أسبوعين لمنح FAA وقتًا كافيًا لإصلاح المشكلات.
تكمن المشكلة في أن التردد من 3.7 إلى 3.98 غيغاهرتز، المعروف باسم C-Band، والذي أنفقت شركتا إيه تي أند تي وفيرايزون للاتصالات اللاسلكية عشرات المليارات من الدولارات للحصول على الترخيص لاستخدامه في تشغيل شبكات 5G فائقة السرعة.
أجهزة الطائرات الحيوية وكوارث الهبوط
حذر المسؤولون أيضًا في FAA وشركة بوينغ من احتمال حدوث تداخل مع أجهزة الطائرات الحيوية، التي تعمل في النطاق المجاور 4.2 إلى 4.4 غيغاهرتز، بما يشمل أجهزة تحديد الارتفاع الراديوية، التي تخبر الطيارين بارتفاعهم في حالة ضعف الرؤية والتحليق ليلًا في ظروف جوية غير مواتية.
باختصار، تتلخص المخاوف في أنه ربما يؤدي أي تداخل في الموجات إلى حدوث أخطاء في قراءات الارتفاع، في حالات نادرة، مما يمكن أن يؤدي إلى إرباك الطيارين أثناء اقترابهم من الهبوط في ظروف الرؤية السيئة، مما قد يؤدي إلى نتائج كارثية.
وعلى الرغم من أن التأخير لمدة أسبوعين منح FAA وقتًا كافيًا لضمان عدم حدوث اضطرابات في حركة الطائرات والملاحة الجوية بشكل عام إلا أنه لا يمكن أن ينطبق الأمر نفسه على حركة طيران المروحيات حتى الآن.