يكتنف الغموض مستقبل الأرجنتيني ليونيل ميسي، أسطورة فريق برشلونة الإسباني لكرة القدم، رغم أن هناك شرطا جزائيا ضخما في عقده، وهو ما يجعل رحيله عن الفريق غير مرجح. ويمكن لبرشلونة أن يخفض المبلغ ولكن لا يمكن أن يظهروا أنهم يريدون رحيل أحد أهم لاعبي النادي، فيما يعتقد البعض أن انتقال ميسي من الفريق سيخفض فاتورة الأجور الباهظة.
وعندما التقى الأرجنتيني ليونيل ميسي مع رونالد كومان يوم الخميس الماضي، ووفقا لإذاعة “راك1” الكتالونية المطلعة، قال اللاعب للمدرب الجديد لفريق برشلونة، إنه يرى نفسه أكثر خارج الفريق، ليشعر عالم كرة القدم أن ما لا يمكن تصوره قد يحدث بالفعل.
ورغم الاختلافات الكبيرة مع رئيس النادي جوسيب ماريا بارتوميو، بدا أن ميسي متجها لاستكمال مسيرته في برشلونة، ولكن الهزيمة التاريخية 2 – 8 أمام بايرن ميونخ في دور الثمانية بدوري أبطال أوروبا، أدت بالفعل لإقالة المدرب كيكي سيتيين ورحيل المدير الرياضي إريك أبيدال. هل يمكن لميسي أن يرحل أيضا؟
أحد الأسئلة الأولى التي يطرحها مشجعي برشلونة على أنفسهم خلال ما يتحول لحرب دعائية بين النادي واللاعب هو : من يسرب ماذا؟ إذ إنه لا يمكن لبارتوميو أن يسمح لنفسه بالظهور بشكل شرير وأن يظهر ميسي كضحية وفي المقابل يرغب ميسي أن يظل الضغط مسلطا على بارتوميو، الذي قاوم حتى الآن كل الدعوات التي طالبته بالاستقالة.
وشكاوي ميسي المستمرة موثقة بشكل جيد. إذ لام إدارة النادي الحالية على بيع صديقه نيمار لباريس سان جيرمان الفرنسي، والفشل في إعادة بناء فريق لائق بالأموال. والاختيارات السيئة للمدربين والمديرين الرياضيين من بين أخطاء أخرى.
وعندما ذكرت صحيفة “إسبورتي إنتيراتيفو” الأحد الماضي أن ميسي أبلغ مجلس إدارة برشلونة بأنه يريد الرحيل، كان من الملاحظ أنه لا يمكن إنكار ما هو قادم من اللاعب، وإذا بدت هذه الأنباء صادرة من “معسكر ميسي”، فقد بدت أن تسريبات محتوى الاجتماع بين ميسي-كومان ربما جاء من النادي. واقترح بعض المعلقين في كتالونيا أن بارتوميو ومجلسه سيكونا سعداء برحيل ميسي طالما سيتم تصويرهم بأنهم عاجزون عن منع هذا الأمر.
وهناك فجوة ضخمة في الموارد المالية، إذ أجبرت أزمة فيروس كورونا المباريات لتقام بدون جمهور وغلق صناعة سياحة كرة القدم التي يعتمد عليها برشلونة،وإخراج ميسي من قائمة الأجور وجلب مقابل مادي له، بكل تأكيد سيساعد على إصلاح الأمور المالية.
ولكن لا يمكن أن تبدو أن هذه الفكرة صادرة من الإدارة، وأعلنت صحيفة “الموندو ديبورتيفو” في صفحتها الرئيسية يوم السبت أن ميسي ليس للبيع وأن هذا يجب أن يكون هو الموقف العام، وبالمثل لا يمكن لميسي أن يطلب الرحيل. هذا من شأنه أن يغير الديناميكية وفجأة سيصبح ميسي الرجل الشرير، وحتى الآن تبدو رسالته ترقى إلى دراسة مستقبله، وأنه لا يرغب في توقيع عقد جديد.
وتعتبر فرق باريس سان جيرمان وإنتر ميلان ومانشستر سيتي مرشحة على ضم اللاعب، ولكن لا أحد منهم مستعد للتحرك بينما يتبقى في عقد اللاعب عاما في عقده مع برشلونة، لأن عقده محمي بشرط جزائي بقيمة 700 مليون يورو، وفي يناير المقبل سيكون من حق اللاعب التفاوض للانتقال في صفقة انتقال حر ولكن في ذلك الوقت سيتبقى لبارتوميو ثلاثة أشهر في مدته كرئيس للنادي. حيث سيتنحى في مارس المقبل قبل الانتخابات.