الهوس بالملك توت عنخ آمون في معرض بريطاني
- تيم ماستر
- مراسل بي بي سي
يظهر معرض جديد لتوت عنخ آمون أن اكتشاف المقبرة الملكية لذلك الصبي في 1922 كان له تأثير كبير على الثقافة الشعبية في جميع أنحاء العالم.
كان ذلك الاكتشاف بمثابة أحد أهم الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين.
لقد ظلت مقبرة توت عنخ آمون لنحو 3000 عام دون أن يمسها أحد، حتى اكتشفها عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر في عام 1922، بعد سنوات من عمليات تنقيب مولها اللورد كارنارفون.
“هل ترى شيئا ؟” كان ذلك هو سؤال كارنارفون لعالم الآثار كارتر الذي كان يفتح المقبرة في وادي الملوك في مصر.
وأجاب كارتر: “نعم، أشياء رائعة.”
هذه الكلمات التي لا تنسى لا تزال محفورة على أحد الحوائط في مدخل معرض “اكتشاف توت عنخ آمون” في متحف أشمولين في أوكسفورد.
ولأن معظم كنوز توت عنخ آمون لا تتحمل السفر من القاهرة إلى بريطانيا، كانت الأشياء الوحيدة في المعرض المأخوذة من تلك المقبرة هي بعض بذور البطيخ واللوز التي تركت لإطعام توت عنخ آمون في رحلة الخلود.
وقال باول كولنز، أحد منسقي المعرض: “لقد نظرنا إلى الذهب، لكن هناك المزيد والمزيد مما يخفيه وراءه.”
ويركز معرض أشمولين على قصة اكتشاف كارتر وكيف أنها صنعت موجة من الهوس بتوت عنخ آمون في مناطق مختلفة من العالم.
ومن الأمثلة الأولى للصحف التي دفعت من أجل الحصول على سبق صحفي لحضور أعمال التنقيب، كانت صحيفة التايمز البريطانية التي دفعت 5000 استرليني إلى اللورد كارنارفون من أجل ذلك الغرض.
ولم تكن الصحف المنافسة سعيدة بذلك، وكانت هناك منافسة شرسة بين الصحفيين لنشر أخبار الاكتشاف الجديد والعديد من جوانب الغموض التي كانت تكتنف تلك المقبرة، مثل موضوع لعنة الفراعنة الشهير.
ويضم المعرض صورا متميزة للصحفي هاري برتون التقطها لصحيفة التايمز، بالإضافة إلى السجلات الأصلية لكارتر ورسوماته وصوره.
كما ستُعرض العديد من الأشياء التي تظهر كيف أن الهوس بمقتنيات توت عنخ آمون كان له تأثير كبير على الفنون والثقافة في فترة العشرينيات.
وظهرت الزخارف المصرية على الملابس، والمجوهرات، وتسريحات الشعر، والأقمشة، وقطع الأثاث، وفي الهندسة المعمارية.
ويقول كولنز: “أصبح توت عنخ آمون، واللورد كارنارفون، وهوارد كارتر نجوما سينمائيين تقريبا…كان هناك ظهور غير عادي للألعاب والسيراميك والملابس والملصقات، فالجميع يريد جزءا قليلا من توت عنخ آمون”.
“كارتر العظيم”
وجاء اكتشاف المقبرة، في بداية العشرينيات من القرن الماضي، في أعقاب الاضطرابات العالمية المتعلقة بالحرب العالمية الأولى.
وكانت وسائل الإعلام قادرة على جلب الأخبار المتعلقة بالمقتنيات المستخرجة من المقبرة لجمهور أوسع، وبشكل أسرع من أي وقت مضى.
وأصبحت الولايات المتحدة، على وجه الخصوص، أكثر هوسا بـ “الملك توت”، كما أصبح معروفا حينها. وحتى الرئيس الأمريكي هربرت هوفر أطلق على كلبه ذلك الاسم.
وأعاد المسرحي الأمريكي تشارلز كارتر تسمية نفسه بـ “كارتر العظيم” على الإعلانات الخاصة به والتي يضفي عليها طابعا مصريا قديما.
وفي الوقت نفسه، كان كاتب الأغاني هاري فون تيلزر قد حقق نجاحا كبير من خلال أغنيته عام 1923 “الملك توت القديم”.
وتظهر في ذلك المعرض تلك النوته الموسيقية وشريط الباكليت القديم للأغنية. وقد أُديت الأغنية في حفل الافتتاح بمتحف أشمولين هذا الأسبوع، وصاحب ذلك عرض راقص على غرار رقصات العشرينيات.
وقال كولنز: “كان الملك توت القديم واحدا من أعظم نجاحات التاريخ، وكذلك كانت رقصة تشارلستون التي أصبحت حينها الأكثر شهرة. كانت تلك توليفة عظيمة.”
ولا يزال توت عنخ آمون يمثل أيقونة مهمة إلى اليوم، “حتى أنه في الثورة الحديثة في ميدان التحرير كانت هناك لوحة جدارية (غرافيتي) تظهر قناع توت عنخ آمون كرمز للهوية المصرية.”
وقال جورج هيربت، أحد أقارب اللورد كارنارفون، في حديثه في متحف أشمولين هذا الأسبوع: “سيشعر جدي الأعظم بالإعجاب بأن اكتشافه هو وكارتر لا يزال مستمرا حتى الآن.”
ويعتقد أن توت عنخ آمون هو ابن إخناتون، وكان متزوجا من عنخ إس إن با آتون.
وكان توت عنخ آمون يبلغ من العمر 17 عندما توفي.