«السلفيون في مصر».. كتاب يرصد تحولات التيار السلفي بعد 2011

صدر حديثًا كتاب «السلفيون في مصر»، للباحثين كامل كامل وهشام النجار، والذي يتناول فيه المؤلفان التيار السلفي في مصر من زاوية تحليلية نقدية، مستعرضَين مساره الفكري والتنظيمي، وتفاعلاته مع السلطة والمجتمع، لا سيما في أعقاب ثورة 25 يناير 2011.
يأتي الكتاب ضمن تصنيف الدراسات الفكرية والسياسية، ويندرج ضمن أدبيات نقد الحركات الإسلامية، مركّزًا بشكل خاص على التيار السلفي باعتباره أحد أبرز الفاعلين في المشهد الديني والسياسي المصري المعاصر. ويؤكد المؤلفان منذ البداية أن هدفهما ليس إصدار أحكام نهائية أو تبني موقف منحاز، بل تقديم قراءة تحليلية تضع الوقائع أمام القارئ ليتأملها ويفكر فيها.
ينقسم الكتاب، الصادر عن منصة «كتبنا» للنشر، إلى ثلاثة محاور رئيسية، الأول الجذور الفكرية والتنظيرية: يناقش هذا الجزء الأسس الأيديولوجية للتيار السلفي، معتبرًا أن خطابه يتسم بالجمود النصي والعداء للمظاهر الحضارية، والثاني التحول من الدعوة إلى السياسة، حيث يرصد الكتاب مرحلة ما بعد الثورة حين قرر السلفيون دخول الحياة السياسية.
ويناقش المحور الثالث البنية الفكرية ومأزق المجتمع، يسلط المؤلفان الضوء على ما وصفاه بحالة من العزلة الشعورية التي يعانيها بعض المنتمين إلى التيار السلفي، والتي انعكست في خطاب ديني رافض للحداثة والعلم والفن والمشاركة المجتمعية.
وفي ختام هذا العمل، يطرح المؤلفان رؤية تحاول تفكيك بنية التيار السلفي دون التعميم، مع الإقرار بتعقيدات الواقع المصري وتعدد مستويات الانتماء داخل هذا التيار، في محاولة لتقديم فهم أعمق لتأثيراته في المشهد العام.