ضرب منتخب الجزائر موعداً نارياً مع نظيره التونسي في نهائي كأس العرب، السبت المقبل، وذلك عقب فوزه بهدفين مقابل هدف على قطر المضيفة للبطولة، وسجل المدافع الجزائري الهدف الأول في الدقيقة 59 قبل أن يدرك محمد مونتاري التعادل لقطر في الدقيقة السابعة من الوقت القاتل، لكن يوسف بلايلي نثر الفرح في صفوف الجزائريين بعد تسجيله هدف الفوز في الدقيقة 15 من الوقت الضائع.
وفي المباراة التي سبقتها، وبهدف عكسي قاتل في الرمق الأخير لقائد مصر عمرو السولية، بلغ منتخب تونس نهائي كأس العرب 2021 في كرة القدم، أمس (الأربعاء)، على إستاد 974 المونديالي في منطقة رأس بوعبود في ضواحي العاصمة القطرية الدوحة.
وسجّل السولية عن طريق الخطأ برأسه هدف المباراة الوحيد إثر ركلة حرة (90+5) لمصلحة تونس حاملة لقب النسخة الأولى في 1963، لتضرب موعداً مع الفائز من مباراة قطر بطلة آسيا، والجزائر بطلة أفريقيا.
وهذه المرة الأولى التي تبلغ فيها تونس المباراة النهائية، إذ أحرزت لقب النسخة الأولى عندما كانت بنظام دور المجموعات، ثم شاركت مرة ثانية في 1988.
ويغيب في هذه البطولة عن المنتخب التونسي لاعب وسط سانت إتيان الفرنسي وهبي الخزري، والأمر ينطبق على مصر حاملة لقب 1992 التي تفتقد نجم ليفربول الإنجليزي محمد صلاح ولاعب وسط آرسنال الإنجليزي محمد النني، ومهاجم غلطة سراي التركي مصطفى محمد.
وترك مدرب تونس منذر الكبيّر ظهير أيسر الأهلي المصري علي معلول، وظهير الزمالك المصري الأيمن حمزة المثلوثي، العائد من الإصابة بفيروس كورونا على دكة البدلاء، إلى جانب أمثال فخر الدين بن يوسف وياسين الشيخاوي ومحمد علي بن رمضان.
وأجرى البرتغالي كارلوس كيروش مدرب مصر 3 تغييرات على التشكيلة الأخيرة الفائزة على الأردن 3 – 1 بعد التمديد في ربع النهائي، بعودة قلب دفاع الاتحاد السعودي أحمد حجازي على حساب أحمد ياسين، واعتمد على الظهير الأيمن أكرم توفيق بدلاً من عمر كمال، فيما دفع بمحمد مجدي «أفشة» في مركز صناعة اللعب على حساب مصطفى فتحي. وأمام مدرجات شبه ممتلئة في إستاد 974 الذي يتسع لـ40 ألف متفرج، جاءت حماسة الجماهير الحمراء من الطرفين على المدرجات أعلى من منسوب الفرص في الشوط الأول.
من ركنية لحنبعل المجبري، حوّلها رأسية قوية المدافع منتصر الطالبي فوق عارضة الحارس محمد الشناوي (5)، حصلت تونس على فرصتها الخطيرة الوحيدة.
ولم يتمكن قلب الدفاع ياسين مرياح من إكمال المباراة بسبب إصابة عضلية في ساقه، ليدخل الشاب علي بن رمضان (40).
وباستثناء فرصة خطيرة أهدرها مروان حمدي أمام الحارس معزّ حسن اعتبرها الحكم تسللاً، لم يشهد هذا الشوط أي لمحة مثيرة (42). وبين الشوطين، أخرج كيروش أفشة دافعاً بزميله في الأهلي المهاجم محمد شريف، ليلعب الأخير بحوار مروان حمدي وحسين فيصل. احتسب الحكم الإيراني علي رضا فغاني ركلة جزاء لتونس اعترض عليها المصريون بعد دفع من حجازي على البديل بن رمضان، ثم ألغاها بعد الاستعانة بحكم الفيديو المساعد «في إيه آر» (58).
انتظرت مصر حتى الدقيقة 63 لتسدّد على مرمى تونس، من كرة بعيدة للبديل شريف احتضنها حسن بسهولة.
استحوذ نسور قرطاج على الكرة في آخر ثلث ساعة دون خطورة، وارتكب دفاعهم هفوة كبيرة مقدماً الكرة لمروان حمدي الذي كان يهم بالتسديد، قبل أن يضعها زميله البديل مصطفى فتحي يسارية صاروخية من مسافة قريبة منفرداً حلّقت عالية جداً فوق العارضة (75).
انتظر متصدر ترتيب هدافي البطولة سيف الدين الجزيري (4) حتى الدقيقة 89 ليصنع فرصة خطيرة أمام مرمى الفراعنة من رأسية خطيرة إثر ركنية مرت قوية فوق العارضة، ردّ عليها برعونة قائد مصر عمرو السولية فوق العارضة (90+1).
وفيما كانت المباراة تتجه للتمديد بشكل واثق، حصلت تونس على ركلة حرة إلى يمين منطقة الشناوي، لعبها البديل نعيم السليتي، حاول السولية تشتيتها، لكنها حلقت فوق الشناوي، وهبطت في المرمى (90+5). وانفجرت فرحة لاعبي تونس الذين اجتاحوا الملعب بعد الهدف وسط فرحة جماهيرية هستيرية وصدمة مصرية.
وشنّ كيروش هجوماً لاذعاً على الحكم الإيراني: «فاز الفريق الأكثر حظاً. حصلنا على فرص، ولكن لا أريد التعليق على هذا الحكم كي لا أنهي مسيرتي هنا. آمل في أن يقيّم (فيفا) كيف لهذا الحكم أن يعرّض فريقي لضرر نفسي بعد احتساب ركلة جزاء، بقرار كل من كان في الملعب أدرك أنها ليست ركلة جزاء».
بدوره، قال منذر الكبيّر مدرب تونس: «تحدى اللاعبون الظروف الصعبة وأظهروا معدنهم. فرضنا أسلوبنا ولعبنا بإيمان التسجيل. تقريباً 20 كرة ثابتة، ووصلنا لمنطقتهم كثيراً من المرات. هذا الفوز الثاني عشر لنا هذا العام».
وقال التونسي الصاعد حنبعل المجبري (18 عاماً) لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي: «كانت أجواء الملعب جنونية، وكأننا نخوض نهائي دوري أبطال أوروبا. هذه أول بطولة لي مع المنتخب الوطني، وأقدّم كل ما لدي حتى لو شاركت في مركز حارس المرمى».
وعن هدف السولية، قال فرجاني ساسي لاعب وسط تونس، الذي احترف سابقاً مع الزمالك: «السولية لاعب كبير وقائد لمنتخب مصر، لكن هذه هي كرة القدم. حاول إخراج الكرة، لكنها جاءت في المرمى، وهذا خطأ عادي، والشعب المصري يفهم كرة القدم ويعرف أن هذا خطأ ويحدث». من ناحية أخرى، أشاد المجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي بنجاح تنظيم بطولة كأس العرب 2021 التي تستضيفها دولة قطر خلال الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 18 من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وبالتنظيم المتميز والجهود التي بذلتها في إنجاح هذه البطولة، ويتطلع لمونديال كأس العالم 2022، مجدداً دعم دول المجلس لدولة قطر في كل ما من شأنه أن يؤدي إلى إنجاح استضافتها. جاء ذلك في البيان الختامي «إعلان الرياض» الصادر عن أعمال اجتماع الدورة الـ42 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في قصر الدرعية بمدينة الرياض.