تُعتبر مواقع التواصل الاجتماعي والوسائل الأُخرى المتوفرة على الإنترنت مفيدة على الصعيدين الاجتماعي والمهني في حال استخدمت بالطريقة الصحيحة والآمنة، ولكن الاستخدام الخاطئ للوسائل الإلكترونية قد يؤدي إلى عواقب غير مرغوب فيها، مثل التنمر الإلكتروني والتحرش والمطاردة والابتزاز وغير ذلك.
ما هو التحرش الإلكتروني؟
يُعرف التحرش الإلكتروني أيضاً باسم المطاردة الإلكترونية (Cyberstalking)، وهو استخدام الإنترنت أو غيره من الوسائل الإلكترونية لمضايقة فرد أو مجموعة أو مؤسسة، وقد تشمل هذه المضايقات الاتهامات الكاذبة والقذف والتشهير، بالإضافة إلى المراقبة أو سرقة الهوية أو التهديدات أو التخريب أو التماس الجنس أو جمع المعلومات التي يمكن استخدامها للابتزاز أو الإحراج أو المضايقة.
ويحدث التحرش عادةً وجهاً لوجه، ولكن الطريقة الإلكترونية تترك بصمة رقمية وسجلاً يمكن الاستفادة منه لتقديم الأدلة والمساعدة في إيقاف الإساءة. لذا فإن التحرش الإلكتروني يُعتبر جريمة جنائية على حسب قوانين كل دولة لمكافحة الملاحقة والقذف والتحرش.
كما يُمكن أن تؤدي الإدانة إلى أمر تقييدي أو إجراء امتحان أو عقوبات جنائية ضد المعتدي، بما في ذلك السجن أو دفع الغرامات المالية.
إلى ذلك، تتعدّد الوسائل التي يتم من خلالها التحرش الإلكتروني، بما فيها البريد الإلكتروني أو الهواتف المحمولة أو مواقع التواصل الاجتماعي أو تطبيقات المراسلة أو منصات الألعاب وغيرها من الوسائل الرقمية المنتشرة بشكل واسع في الوقت الحالي، وهو سلوك متكرر يهدف إلى إخافة أو استفزاز المُستهدفين أو تشويه سمعتهم.
أشكال التحرش الإلكتروني
ويُعد التحرش الإلكتروني من المشاكل السائدة التي يواجها عدد كبير من الضحايا حالياً، ويأتي بعدّة أشكال كالتي سنذكرها في النقاط التالية:
• الانتحال الإلكتروني (Catfishing): إنشاء ملفات تعريف مزيفة أو نسخ الملفات الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي للتحدّث مع الضحايا
• مراقبة عمليات تسجيل الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي: مراقبة أنشطة الضحايا على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتمكنوا من تتبّع نمط سلوكهم بدقة
• التجسس عبر خرائط جوجل (Google Maps): استخدام التجوّل الافتراضي ليتجسس الملاحقين على الضحية والعثور على موقعه من المنشورات أو الصور على مواقع
التواصل الاجتماعي
• قرصنة كاميرا الويب: اختراق كاميرات الويب عن طريق إدخال ملفات مرفقة ببرامج ضارة إلى جهاز الضحية كالهاتف أو الكمبيوتر
• تحميل برنامج (Stalkerware): يتيح هذا البرنامج للملاحقين إمكانية تتبّع الموقع، والوصول إلى النصوص وسجل التصفح، كما يقوم بتسجيلات صوتية وغير ذلك من دون
علم الضحية
• تحديد الموقع الجغرافي من الصور: تحتوي الصور الرقمية غالباً على علامات جغرافية مع وقت وموقع الصورة في البيانات الوصفية، ما يسهّل على الملاحقين الوصول إلى تلك المعلومات باستخدام تطبيقات خاصة
عواقب التحرش الإلكتروني
في موازاة ذلك، لا يقل التحرش الإلكتروني خطورةً عن التحرش في الواقع، إذ يتعرض ضحايا التحرش عبر الإنترنت لأضرار جسدية وعقلية متعدّدة، مثل الخوف والغضب والارتباك والغضب، بالإضافة إلى غيرها من المشاكل الصحية والنفسية.
وقد يؤثر التحرش الإلكتروني على الحياة الاجتماعية للضحايا بشكل عام، فغالباً ما يعانون من القلق والاضطراب والاكتئاب الذي قد يؤدي إلى التفكير بالانتحار.
كيف تحمي نفسك من التحرش الإلكتروني؟
هناك بعض الأمور التي يُمكنك القيام بها لتحمي نفسك من التحرش الإلكتروني، وفيما يلي بعض التوجيهات العامة التي يُنصح بها للحدّ من هذه المشكلة:
• استخدم بريد إلكتروني منفصل لمواقع التواصل الاجتماعي والأنشطة الأخرى عبر الإنترنت
• تجنّب مشاركة الأمور التي يجب عدم مشاركتها في مواقع التواصل الاجتماعي، كونها ستبقى داخل الإنترنت إلى الأبد ويمكن استخدامها لإيذائك لاحقاً
• تأكد من أن جميع منشوراتك مرئية للأصدقاء فقط حتى لا يتمكن الغرباء من رؤيتها
• الحدّ من المعلومات التي تنشرها على حسابك لا سيما التفاصيل الشخصية، مثل رقم الهاتف وعنوان السكن وأسماء الأقارب
• عدم قبول طلبات الصداقة إلا من الأفراد الذين تعرفهم شخصياً
• تحذير الأصدقاء والمعارف من نشر المعلومات الشخصية عنك
• عدم مشاركة صور قد تشير إلى موقع منزلك
• تأكد من ضبط إعدادات الخصوصية على تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بك
• إلغاء تفعيل إعدادات تحديد الموقع الجغرافي على جهازك
• الإبلاغ عن الحسابات المشبوهة أو المُهدِدة
• التأكد من الفصل بين الحسابات الشخصية والتجارية بشكل قطعي
• الحذر من المكالمات أو رسائل البريد الإلكتروني التي تطلب معلومات شخصية
يجدر بالذكر أنّ لكل دولة أو مدينة القوانين الخاصة بها لمعالجة الجرائم المعلوماتية والإلكترونية، ولكن بغض النظر عن المكان الذي كنت تعيش فيه، فإن التحرش عبر الإنترنت جريمة يجب أن يُعاقب عليها القانون، كما وينبغي الإبلاغ عنها في حال لم يأخذ الجاني الأمر على محمل الجد، واستمرّ في مضايقة ضحية التحرش.