التاريخ غير المكتوب وتوثيق الأحداث الهامة على طوابع البريد في معرض PioPEx25 بالهناجر

شهد مركز الهناجر بدار الأوبرا المصرية معرض PioPEx 25 الأول لهواة جمع طوابع البريد، والذي ينظمه نادي الرواد المصري، تحت رعاية مصلحة البريد المصري، ومتحف الحضارات، والاتحاد العام للكشافة والمرشدات. ويستعرض المعرض مجموعات مختلفة من الطوابع البريدية التي توثق أبرز الأحداث والشخصيات الهامة في التاريخ.
ويأتي المعرض بمشاركة 8 دول عربية هي: المغرب وفلسطين والجزائر ومصر وعمان والسودان والعراق بالإضافة إلى الأردن ضيف الشرف.
ويضم المعرض مجموعة مختلفة من الطوابع والمقتنيات البريدية التي تحكي التاريخ غير المكتوب، بالإضافة إلى الكثير من العادات التي تراجعت كثيرا خلال السنوات الماضية، ويضم العديد من المعروضات الخاصة بالبريد مثل الرسائل والأظرف والبطاقات البريدية، والكاميرات، والتي يعود تاريخ بعضها إلى عام 1866 وهو تاريخ أول صدور طابع بريد مصري.
ويقول جليل طنوس رئيس جمعية هواة جمع الطوابع الأردنية في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»: «تشارك المملكة الأردنية في المعرض عبر جهتين: شركة البريد الأردنية، وجمعية هواة الطوابع الأردنية، ويعتبر طابع البريد هو أصغر وثيقة تاريخية متداولة منذ العصر العثماني، وفي فترة الانتداب البريطاني، بدأ استخدام الطوابع في فلسطين وسوريا ولبنان والأردن عام 1920 حيث كانت تحمل عبارة EEF أي قوات الاستطلاع الإنجليزية المصرية، وفي عام 1921 عندما تأسست الدولة الأردنية صدرت نفس مجموعة الطوابع لكن مكتوبا عليها حكومة الشرق العربي، وفي الفترة من عام 1923 وحتى 1925 استعانت حكومة شرق الأردن بحكومة الحجاز لاستعمال طوابع الحكومة الهاشمية وكتب عليها عبارة حكومة الشرق العربية، بعدها أعيد استعمال طوابع الانتداب وتغيرت العبارة المكتوبة على الطوابع إلى «شرق الأردن»، وكان التغير في العبارات المكتوبة على مجموعة الطوابع يشير إلى الوضع السياسي وتغير موازيين القوى، ومثلا من عام 1920 وحتى 1927 كانت قيمة الطابع مكتوبة بالمليم المصري، وفي هذا العام صدرت أول مجموعة طوابع تحمل صورة الأمير عبدالله بن الشريف حسين والتي عرفت باسم»العلامة المزدوجة«، وكانت قيمتها بالمليم الفلسطيني، وفي عام 1952 تغيرت إلى الفلس الأردني».
ويضم المعرض أيضا مجموعات من الطوابع تحكي تاريخ الشخصيات والأماكن والوقائع المصرية، مثل مجموعة كوكب الشرق أم كلثوم، وكذلك المجموعة البريدية التي تحكي تاريخ مونديال كرة القدم منذ انطلاق أول بطولة عام 1930، وكذلك مجموعات طوابع تحكي الكثير من التاريخ السياسي والاجتماعي لمصر والمنطقة العربية، مثل المجموعة المصرية التي كانت تُطبع فوقها بالآلة الناسخة كلمة السودان ليتم تداولها في السودان في فترة الولاية المصرية على السودان، وكذلك مجموعات الطوابع التي تحكي تاريخ أسرة محمد على التي كانت تحكم مصر وغيرها.
ومن أبرز المجموعات المعروضة، كانت مجموعة توثيق تاريخ المونديال. ويقول المهندس حسام حسن، أحد العارضين والمنظمين للمعرض، إن قيمة الطوابع البريدية تأتي من قدرتها على توثيق الأحداث، وأنه يشارك في المعرض بمجموعة كاملة من 80 صفحة تسرد تاريخ كأس العالم لكرة القدم، منذ البطولة الأولي في أورجواي عام 1930 وحتي بطولة قطر 2022.
ويري «حسن» أن المتابع العادي ربما لا يستطيع أن يرى كل ما يحمله الطابع من توثيق للتاريخ، على العكس من جامع الطوابع المتخصص الذي يطارد الموضوع الذي يهتم به، ويتابع الأسواق وتجار الطوابع، ويشير إلى أن سوق ديانا في وسط البلد من أهم الأماكن التي يجتمع بها الهواة أسبوعيا لتبادل الطوابع وشراء المجموعات الجديدة من الدول المختلفة.
وخلال فعاليات المعرض، تم عقد العديد من الندوات التي تربط بين الطوابع البريدية والوقائع التاريخية، ومن أبرزها الندوة التي عقدتها مبادرة «سيرة القاهرة» حول تاريخ القاهرة الإسلامية من خلال إصدارات طوابع البريد المختلفة والتي حملت عنوان «القاهرة على طابع بوستة»، وذلك من خلال جولة تناولت مآذن الأزهر، والقلعة وبوابة الرميلة، وخان الخليلي والمقريزي كما ظهرت في الطوابع المصرية، والأحداث التاريخية المرتبطة بهذه المواقع. كما عقدت ندوة أخرى عن «طوابع البوستة عن حركة الكشافة المصرية».
وخلال فعاليات المعرض شاركت فلسطين من خلال رابطة هواة الطوابع، ويقول الدكتور محمد حامد مؤسس الرابطة أن طابع البريد رسول لبلده ويحمل تاريخها وثقافتها، وبالنسبة لفلسطين فإن طوابع البريد لها قيمة خاصة للغاية، حيث تبقي وثائق دامغة ضد محاولات طمس التاريخ الفلسطيني العريق، وأنه رغم الاحتلال فإن فلسطين تحاول إخراج إصدارات بريدية تظهر ما يشتهر به الشعب من العادات والتقاليد والتفاصيل، في رسالة للعالم بأن هناك شعب فلسطيني يستحق الحياة.
وأضاف «حامد»: «الطوابع الفلسطينية صدرت عام 1994 وحملت شكل العلم الفلسطيني وكانت صادرة عن السلطة الفلسطينية، وتاريخيا فلسطين- كحال دول المنطقة- كانت تستخدم الطوابع العثمانية بعدها صدرت الطوابع في العشرينيات من القرن الماضي تحت الانتداب البريطاني، وكان الطابع يحمل اسم فلسطين وكانت تعرف باسم «خالص الأجرة» وقيمتها بالمليم الفلسطيني، وبعد عام 1948 رفع الاحتلال الاسم الفلسطيني ووضع اسمه عليه، وظل الطابع يحمل اسم السلطة الفلسطينية حتى عام 2018 حينما أصبحت فلسطين عضو مراقب في الأمم المتحدة وأصبح الطابع يحمل اسم دولة فلسطين بدلا من السلطة الفلسطينية.
كان هناك خطين للإصدار في فلسطين أحدهما في قطاع غزة والآخر في الضفة الغربية وفي مشاركتنا نوثق التاريخ البريدي والمراسلات والأختام بين فلسطين والدول الأخرى، وأشار»حامد«إلى أن الطوابع عادة تحمل صور الشخصيات الفلسطينية البارزة من الأدباء والعلماء، الفاكهة الفلسطينية والآثار والأماكن الدينية، في الوقت تمنع سلطات الاحتلال بعض الإصدارات للطوابع خاصة تلك التي تحمل العالم الفلسطيني.