حذر رؤساء أكبر 10 شركات طيران أميركية من اضطرابات كارثية في قطاعي النقل والشحن في حال تشغيل شبكات الجيل الخامس الأربعاء، كما هو مقرر دون وضع ضوابط لمحطات الإرسال الواقعة قرب مطارات الولايات المتحدة.
كما حذرت الشركات من أن تشغيل شبكات الجيل الخامس للهواتف المحمولة، سيسبب “تخريبا ضخما” لرحلاتها”.
فماذا نعرف عن شبكة اتصالات الجيل الخامس؟
حذرت رسالة موجهة الى وزير النقل بيت بوتيدجيج ومسؤولين حكوميين من “كارثة اقتصادية” في حالة استمرار شركتي “فيرايزون” و”آي تي أند تي” بنشر التقنية الجديدة قبل إجراء التحديثات والتغييرات اللازمة على معدات الطيران.
وجاء في الخطاب “نحن بحاجة ماسة لتدخل عاجل، لتجنب خلل عملياتي قد يؤثر على المسافرين، وسلاسل الشحن وإمدادات الأدوية والمنتجات الطبية”.
وتطالب شركات الطيران بإبعاد شبكات الجيل الخامس لنحو “ثلاثة كيلومترات عن مدارج المطارات التي ستتأثر بها، حسب ضوابط أصدرتها هيئة الطيران الاتحادي” قبل تدشين الخدمة الأربعاء.
وجاء في الخطاب “نطالب هيئة الطيران الاتحادي بتحديد مواقع الأبراج الخاصة بشبكة الجيل الخامس، القريبة من المطارات، والمدارج، والتي ستكون بحاجة للنقل إلى مسافة أبعد، لتأمين السلامة للركاب، وتجنب تخريب الرحلات”.
وقالت الشركات العشر في رسالتها، إن “شركات تصنيع الطائرات أعلمتنا أن جزءاً كبيراً من أسطول الطيران العامل حالياً، قد يصبح خارج الخدمة”.
وواصلت “إضافة لهذه الفوضى على المستوى المحلي، يمكن لنقص الطائرات التأثير على الرحلات، وترك عشرات الآلاف من الأميركيين عالقين في مختلف دول العالم”.
وكانت شركتا “فيرايزون” و”آي تي أند تي” قد أرجأتا إطلاق خدمة “الجيل الخامس سي-باند” الجديدة مرتين بسبب تحذيرات شركات الطيران ومصنعي الطائرات المتخوفين من تداخل نظام الاتصالات الجديد مع الأجهزة التي تستخدمها الطائرات لقياس الارتفاع. بمعنى أنها تخشى من تداخل إشارات 5G، التي تستخدم حيز التردد “سي” لموجات الراديو، مع موجات التردد المستخدمة في أجهزة الملاحة الجوية، خاصة أثناء الظروف الجوية السيئة.
من المقرر أن تنشر شركتا الاتصالات شبكة الجيل الخامس في نطاق 3.7 إلى 3.98 غيغاهرتز على الطيف المعروف باسم النطاق “سي”، في حين تعمل أجهزة قياس الارتفاع في نطاق 4.2 إلى 4.4 غيغاهرتز.
خلافات بين شركات الطيرات والاتصالات
وما يقلق شركات الطيران أن الترددات التي ستنتشر في نطاقها شبكة الجيل الخامس، قريبة من الترددات التي تعمل عليها أجهزة قياس الارتفاع التي تقيس المسافة التي تقطعها الطائرة فوق سطح الأرض، مما يسهل من عمليات الهبوط الآلي والمساعدة في رصد تيارات الرياح الخطرة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة الطيران يونايتد إيرلاينز، سكوت كيربي، الشهر الماضي، إن توجيهات تشغيل شبكة الجيل الخامس ستمنع استخدام أجهزة قياس الارتفاع الراديوية في حوالي 40 مطارا من أكبر المطارات الأميركية.
وحذرت شركات الطيران الأميركية من أن التوجيهات قد تعطل ما يصل إلى أربعة في المئة من الرحلات اليومية.
وقال كيربي إنه “إذا تُركت المسألة دون حل، فقد يعني ذلك أنه في المطارات الأميركية الرئيسية، في حالة سوء الأحوال الجوية أو الغطاء السحابي أو حتى الضباب الدخاني الكثيف، فإنه لا يمكنك القيام بذلك إلا بالطرق البصرية بشكل أساسي”.
لكن شركتي الاتصالات اللتين حازتا عقود نشر شبكة الجيل الخامس، تجادلان بأن النظام تم نشره في نحو 40 دولة أخرى، دون مشكلات بشأن تداخل الطيران.
مناطق عازلة حول المطارات
وقالت الشركتان إنهما وافقتا على مناطق عازلة حول 50 مطارا في الولايات المتحدة، على غرار تلك المستخدمة في فرنسا، لمدة ستة أشهر لتقليل مخاطر التداخل.
لكن شركات الطيران تقول إن الترددات التي ستنتشر عليها شبكة الجيل الخامس في أوروبا أقل من المعروضة في الولايات المتحدة.
واستثمرت شركات الاتصالات الأميركية مليارات الدولارات في تطوير شبكات خدمات المحمول، والإنترنت، المتوافقة مع الجيل الخامس، الذي يتسم بسرعة أعلى، واتصال أوسع.
وتأخر عمل الشبكة عدة مرات، بسبب المخاوف التي أثارتها شركات الطيران، وبالتالي أجل تدشين شبكات الجيل الخامس، من نهاية العام الماضي، إلى مطلع الشهر الجاري، ثم مرة أخرى إلى الأربعاء، وقد يؤجل مرة أخرى.
وكان الاتحاد التجاري لقطاع الاتصالات اللاسلكية في الولايات المتحدة – المعروف باسم CTIA – قد قال إن شبكات الجيل الخامس آمنة، متهماً قطاع الطيران بإثارة مخاوف وتشويه حقائق.
وقالت المديرة التنفيذية للاتحاد، ميرديث أتويل بيكر، الشهر الماضي في تدوينة إن: “التأخير سوف يسبب ضرراً حقيقياً. تأجيل الطرح سنة واحدة سيسبب خسارة قدرها 50 مليار دولار في النمو الاقتصادي، في وقت يتعافى فيه بلدنا من آثار الجائحة”.