الإدارة واللاعبون يحتفلون مع الأنصار بالذكرى الـ79 لتأسيس النادي
الجزائر – احتفل لاعبو رائد شباب القبة بمعية الطاقم الإداري والفني مع الأنصار، سهرة الأربعاء، بساحة بلدية القبة، بالذكرى ال 79 لتأسيس النادي العاصمي، الذي يتصدر حاليا بطولة الرابطة الثانية لكرة القدم (مجموعة وسط-غرب)، ويتنافس مع ترجي مستغانم على ورقة الصعود إلى قسم النخبة.
ورغم الأمطار الغزيرة التي تهاطلت سهرة الأربعاء 28 فبراير، إلا أن العائلة الرياضية لمدينة القبة أبت إلا أن تجتمع في الساحة الكبيرة، بالقرب من المسجد العتيق (تأسس 1903) و مبنى مقر البلدية.
وتجمع عدد غفير من أنصار الرائد يمثلون مختلف أطياف المجتمع: شبان، كهول، شيوخ، لاعبون سابقون، رياضيون، وعائلات بأكملها، من أجل التعبير عن بهجتهم بهذه الذكرى الغالية على قلوبهم، وسط أجواء حماسية وهم ينتظرون قدوم “صناع الحدث” خلال هذا الموسم الكروي، وهم اللاعبون الذين ولوجوا وسط المدينة في حافلة النادي المكسوة باللونين الأخضر والأبيض وموسومة بشعار النادي و تسميته الرسمية : رائد شباب القبة.
وكان يتقدمهم القائد وإبن النادي ومدلل الأنصار، المهاجم سيد علي يحي شريف، الذي حيا المشجعين المتحمسين بمعية رفاقه الآخرين من نافذة الحافلة، داعيا إياهم “لمساندة الفريق إلى غاية آخر لحظة من أجل تحقيق هدف الصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى بعد غياب دام 15 سنة كاملة”.
والتف المشجعون الشبان المولعون بحب ألوان ناديهم المفضل على الحافلة لحظة توقفها في الشارع الرئيسي الذي يحمل إسم أحد أبناء المدينة: محمد فلاح، الذي استشهد في ساحة الوغى إبان الثورة التحريرية.
بدوره، وجه رئيس النادي، رياض لشهب، الذي حضر الاحتفالات بمعية أعضاء مكتبه التنفيذي، رسالة تهنئة عبر الصفحة الرسمية للفريق على فايسبوك، متقدما فيها بكل “الشكر والامتنان للأنصار والعائلات القباوية الذين صنعوا أجواء خيالية وسط مدينة القبة والتي نعتبرها دافعا معنويا للفريق من أجل تحقيق المبتغى في نهاية الموسم”.
وصدحت حناجر المشجعين الذين اكتظت بهم ساحة البلدية والشارع الرئيسي بالأهازيج الممجدة للنادي “القباوي” ، ليضيئوا ليلة ذكرى عيد الميلاد باللون الأحمر بفعل الألعاب النارية سيما الشماريخ و”الكراكاج”, التي زينت سماء القبة في أجواء احتفالية منقطعة النظير، ضاربين موعدا في نهاية الموسم “للاحتفال بالصعود إلى المحترف الأول” على حد تعبيرهم.
رائد القبة، 79 سنة من الوجود في خدمة الرياضة والجزائر
وتأسس نادي رائد القبة مع اقتراب نهاية الحرب العالمية الثانية (بداية الفكرة عام 1942) بحي “وادي كنيس” بالقبة يوم 28 فبراير 1945، تحت تسمية -رياضة نادي القبة- حيث تضمن فرعين (كرة القدم و الملاكمة) بمبادرة من شخصيات محلية مرموقة آنذاك، يتقدمها أول رئيس للنادي، مصطفى بن ونيش، الرئيس الشرفي مدى الحياة (ثاني رئيس للاتحاد الجزائري لكرة القدم، 1962-1969) والشهيد محمد بن حداد الذي يحمل الملعب البلدي للقبة اسمه، إثر توصيات من حزب الشعب (1937-1946)، ضمن سياق سياسي-ثوري دعما للقضية الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي.
وغداة استقلال الجزائر، صعد رائد القبة في موسمه الرابع إلى بطولة القسم الأول 1965-1966، بفضل لاعبين مميزين على غرار “الساحر” بوعلام عميروش، الذي ساهم في الصعود بتسجيله ل 40 هدفا. ليلتحق به قائد وأسطورة فريق جبهة التحرير الوطني، المدافع مصطفى زيتوني (1928-2014)، وهي التشكيلة التي نشطت نهائي كأس الجزائر-1966 أمام شباب بلوزداد (خسارة 1-3).
وعلى عكس الفرق الأخرى، بادر الرائد عام 1964 بفضل الرئيس الأسبق بن ونيش والمدرب مصطفى الكمال، الى بعث أول مدرسة كروية في الوطن أدرت اللاعبين الكبار على الكرة الجزائرية، مانحة أكثر من 120 لاعبا دوليا لمختلف الفرق الوطنية، منها من بزغ نجمه إفريقيا وحتى عالميا، من بينهم المبدع صالح عصاد، صاحب مراوغة “الغراف” الشهيرة.
وفي موسم 1980-1981، تمكن الرائد من التتويج بلقب البطولة الوطنية وكذا بأول طبعة للكأس الممتازة “السوبر”، بفضل ثلة من اللاعبين الموهوبين الذين تدرجوا في أصناف النادي إلى غاية معانقتهم للمجد الوطني مع هذا النادي، والدولي مع المنتخب الوطني، على غرار عبد العزيز صفصافي، محمد قاسي سعيد، محمد شعيب، رشيد صبار، يوسف قابول و الفقيد مهدي سرباح وآخرون، من الذين اكتسبوا الخبرة الكافية لمنح الرائد اللقبين الوحيدين في تاريخه، بالإضافة إلى بلوغ ربع نهائي كأس إفريقيا للأندية البطلة لنسخة 1981-1982.