أكّدت أضواء العريفي، وكيلة وزارة الرياضة للتخطيط والتطوير، أن الرياضة النسائية تنمو بخطوات ثابتة في السعودية، وكشفت عن ارتفاع نسبة ممارسة الرياضة النسائية إلى 19 في المائة في عام 2019 بدلا من 8 في المائة في عام 2015. لافتة إلى أن السعودية تملك 2400 لاعبة في 25 اتحادا رياضيا.
وقالت أضواء العريفي في حوار خاص لـ«الشرق الأوسط» إن التحول يعطي القطاع الرياضي بشكل عام، ووزارة الرياضة، بشكل خاص مسؤوليات أكبر، لكونها أحد القطاعات المهمة في «رؤية المملكة 2030». وأكّدت أن الفرص الاستثمارية في القطاع الرياضي كبيرة وواسعة جداً، إذ إنه يُثمر في كل أنحاء العالم زيادة في الناتج المحلي لاقتصاد الدول، كما يُعدّ الاستثمار في القطاع الرياضي جديدا في المملكة.
وأكدت العريفي أن انتماءها للرياضة كان منذ صغرها، حيث مارست عدة رياضات وأحبت كرة القدم لأنها تعلمت منها روح الفريق والتخطيط والممارسة المستمرة للعب، والسعي إلى تحقيق النجاح، وهو ما ساعدها كثيرا في دراستها وحياتها المهنية. وتابعت: «اخترت الطريق الصعب لأنه بالنسبة لي تحدٍّ للنجاح وروح العطاء والمشاركة المجتمعية، وهو ما دفعني مع زميلاتي لتأسيس فريق كرة قدم نسائي في جامعة اليمامة قبل نحو 14 عاما».
وأكّدت أن اتحاد الكرة السعودي، وهي عضو في مجلس إدارته، أصبح لديه 27 مدربة كرة قدم تحمل الرخصة «سي»، و63 حكم نساء عشب (مبتدئات)، و35 لاعبة في منتخب الصالات للسيدات، جميعهن مسجلات تحت مظلة الاتحاد السعودي لكرة القدم. وأضافت: «كما تمكنا من المشاركة باسم المنتخب السعودي للسيدات لكرة القدم للصالات في البطولة الخليجية بالكويت».
وفيما يلي أبرز ما ورد في الحوار:
> عاصرتِ التحول الإداري من «هيئة» إلى «وزارة»، ولا شك أنه كانت هناك فرص تقابلها مسؤوليات أكبر. كيف رأيتِ هذا التحول؟
– لا شك أن التحول يعطي القطاع الرياضي بشكل عام، ووزارة الرياضة بشكل خاص، مسؤوليات أكبر، لكونها أحد القطاعات المهمة في «رؤية المملكة 2030»، وتحظى بدعم لا محدود من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وما يحظى به وزير الرياضة من ثقة كبيرة، واهتمام بالقطاع الرياضي بشكل عام. لذا، فإن التحول سيحفّز القطاع الرياضي بشكل عام من خلال تطوير اللوائح الإدارية والمالية وحوكمة القطاع الرياضي، ويدفعنا في الوزارة إلى أن نقف مع وزير الرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل في تطوير وبناء القطاع الرياضي، والعمل على زيادة الاستثمار في جميع قطاعات الرياضة، وإشراك القطاعين الحكومي والخاص وكذلك غير الربحي، وتقوية البنية التحتية لتكون جميع المنشآت من ملاعب وصالات رياضية على أعلى مستوى لدعم جميع الرياضيين في كل الرياضات، للمشاركة إقليميّاً ودوليّاً والتنافس في جميع المحافل الدولية.
> كانت لديك تجربة عملية في مجال الاستثمار قبل الدخول في العمل الإداري الرياضي. حدّثينا عن الفرص الاستثمارية الرياضية الحالية، وهل ما زالت حاضرة في زمن «كورونا»؟
– الفرص الاستثمارية في القطاع الرياضي كبيرة وواسعة جدّاً، إذ إن القطاع الرياضي في كل أنحاء العالم يثمر عن زيادة في الناتج المحلي لاقتصاد الدول. وفي المملكة، يعدُّ الاستثمار جديداً في القطاع الرياضي. وفي ظل توجيهات سمو وزير الرياضة، نعمل على تطوير الاشتراطات والقوانين والتنظيم، لإعطاء الفرص للجميع لتطوير الاستثمار في القطاع الرياضي، ونكون منافسين مع القطاعات الرياضية في الدول الأخرى، بالإضافة إلى الإسهام بطرق فعالة في رفع الناتج المحلي في المملكة، بما يتماشى مع «رؤية المملكة 2030».
وفي ظل التحديات في مواجهة فيروس «كورونا»، وفّرت وزارة الرياضة فرصاً عديدة من خلال المبادرات التوعوية والحثّ على ممارسة الرياضة التي تبنتها عن طريق منصاتها الرسمية المتنوعة، التي أثمرت عدة فرص متنوعة مثل منافسات الألعاب الإلكترونية، والمشاركة مع المجتمع وإثراء الثقافة الرياضية، بما يتناسب مع جميع الأعمار والفئات، بالإضافة إلى الشراكات مع المراكز الرياضية.
> كيف ترين حظوظ الرياضة النسائية على الصعيد المحلي، وعلى صعيد المشاركات الدولية؟
– الرياضة النسائية بشكل رسمي وليدة بضع سنوات، ونحن في الوزارة بالتعاون مع اللجنة الأولمبية السعودية والاتحادات المحلية وجهود القطاع الخاص، نعمل على تطوير الرياضة النسائية التي أصبحت تنمو بخطوات ثابتة، بالإضافة إلى تطوير الكوادر التي تستطيع التنافس على مستوى دولي. ورغم كل التحديات، ارتفعت نسبة زيادة ممارسة الرياضة للعنصر النسائي من 8 في المائة في عام 2015 إلى 19 في المائة بحلول عام 2019. وأصبح لدينا 2400 لاعبة في 25 اتحاداً. فيما شهد عام 2020 مشاركة 72 لاعبة في دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات في الشارقة، والفوز بـ12 ميدالية برياضات مختلفة. قبل ذلك، شاركت 66 لاعبة في بطولة دول مجلس التعاون الخليجي في الكويت في عام 2019. وفزنا بـ11 ميدالية، ولدينا 21 لاعبة من ذوي الإعاقات الذهنية، شاركن في البطولة العالمية للأولمبياد الخاص في أبوظبي في 2019، وفزن بـ14 ميدالية. كما سبق أن فازت الحسناء الحماد، لاعبة المبارزة بالميدالية الذهبية خلال البطولة الآسيوية للمتدربين في عام 2019، والتي أقيمت في الرياض.
> بدأت علاقتك المهنية بالوسط الرياضي بدءاً بتأسيس نادي اليمامة في 2007… من كان يقف خلف هذه الفكرة؟ وهل سبقتها تجارب أخرى؟
– انتمائي للرياضة كان منذ الصغر ومارست رياضات عدة، أحببت كرة القدم لأنها علمتني روح الفريق والتخطيط والممارسة المستمرة للعب، والسعي إلى تحقيق النجاح، وهذا ما ساعدني كثيراً في دراستي وحياتي المهنية. اخترت الطريق الصعب، لأنه بالنسبة لي تحدٍّ للنجاح وروح العطاء والمشاركة المجتمعية، وهو ما دفعني مع زميلاتي لتأسيس فريق كرة قدم نسائي في الجامعة، والعمل على تمكين المرأة المنبثق من رؤية ولي العهد، والتشجيع والدعم المستمر من سمو وزير الرياضة. عملت مع فريق عمل متحمس جدّاً للعمل على تأسيس وتطوير منظومة متكاملة، وتوفير فرص مختلفة بخلاف الجانب الرياضي في القطاعين الصحي والإداري، وتنظيم الفعاليات الخاصة بالجانب النسائي.
> تم مؤخرا إنشاء إدارة لكرة القدم النسائية تحت إشرافك. ما الأهداف والطموحات في هذا المجال؟
– تم إنشاء إدارة تطوير كرة القدم النسائية تحت مظلة الاتحاد السعودي لكرة القدم مع مجموعة من السيدات المهتمات بها، وقادنا الشغف لتأسيس اللوائح والقوانين لكرة القدم النسائية بما يتوازى مع زيادة الممارسين الرياضيين، التي تعد من الأهداف الرئيسة لرؤية المملكة 2030. وأصبح لدينا 27 مدربة كرة قدم تحمل الرخصة «سي» و63 حكم نساء عشب (مبتدئات)، و35 لاعبة في منتخب الصالات للسيدات، جميعهن مسجلات تحت مظلة الاتحاد السعودي لكرة القدم. كما تمكنا من المشاركة باسم المنتخب السعودي للسيدات لكرة القدم للصالات في البطولة الخليجية بالكويت.
> نعرف شغفك برياضة كرة القدم. هل تجدين هذا الشغف لدى رياضة كرة القدم النسائية في السعودية؟
– كرة القدم ليست رياضة جديدة على المملكة، فالجميع كان يمارسها منذ الصغر من «الأولاد والبنات»، والآن نحن نؤسس للعبة بدعم من قيادتنا الحكيمة، ومتابعة من وزير الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم، وبتشجيع من أفراد المجتمع.
> كيف ترين فرص وحظوظ القيادة النسائية في المنظمات الرياضية السعودية؟
– جميع الفرص موجودة ومتاحة بدعم من القيادة الرشيدة في جميع القطاعات. أما القطاع الرياضي، فالفرص متاحة ابتداءً من وزارة الرياضة، ومن خلال اللجنة الأولمبية السعودية والاتحادات المختلفة، حيث يوجد أكثر من 35 سيدة يمثلن 30 اتحاداً في عضوية المجلس، ويوجد 86 موظفة من أصل 324 موظفاً مع نهاية عام 2020 في وزارة الرياضة واللجنة الأولمبية.
> من الهواية إلى الاعتراف الرسمي… كيف تصفين مراحل الرياضة النسائية في السعودية؟
– الهوايات لا تزال تمارس وفق ضوابط ومتابعة وبدعم من الأمير محمد بن سلمان، مروراً بمجهود الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، وتشجيع ومتابعة من وزير الرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وأصبحت جميع الاتحادات الرياضية تعد وتتبنى برامج للرياضة النسائية.
> ماذا ننتظر من السعوديات كنتائج في أولمبياد باريس 2024؟
– الهدف الأساسي هو المشاركة في هذا المحفل الدولي واكتساب الخبرة ونقلها إلى الجيل القادم، حتى يكون بناء الرياضيات على أسس تنافسية من بداية المشوار وصولاً للعالمية.
> قبل أيام، تم تزكية أريج مطبقاني أول سيدة ترأس اتحاداً أولمبياً سعودياً. ما دلالات ذلك؟
– هذا دليل على تمكين المرأة ودعم القيادة لها في المجال الرياضي، وإتاحة جميع المناصب والفرص للمرأة والجميع.
> تذهب بعض دول الخليج إلى تجنيس السيدات من أجل الفوز بميداليات في الأولمبياد والبطولات القارية. ما رأيك في ذلك؟
– كل دولة لها استراتيجية تسير عليها، ونحن هنا في المملكة العربية السعودية وتوجه قيادتنا الحكيمة والقائمين على القطاع الرياضي، نهدف إلى اكتشاف المواهب الشابة وتدريبها وصقلها، ونحن بصدد العمل على بعض البرامج من خلال الاتحادات والجهات الرياضية مثل أكاديمية مهد، ولقد تم قبل فترة وجيزة الانتهاء من العمل على اختبار مجموعة مواهب (من بناتنا وشبابنا)، والآن يتم تدريبهم.