“أدوات التمرد” في معرض بمتحف بريطاني
تتميز حركات الاحتجاج في مختلف الأزمنة والمناطق بإنتاج أدوات فريدة مصممة لتحدي الأوضاع القائمة.
ولأول مرة، يجري جمع “أدوات التمرد” تلك في معرض يستضيفه متحف “فيكتوريا وألبرت” في العاصمة البريطانية لندن.
وقال غافين غريندون، الأمين المساعد للمعرض، إن مثل هذه الأدوات غالبا ما كان يتم تجاهلها في المتاحف.
وتضم تلك الأدوات إنسانا آليا متخصصا في رسوم الغرافيتي، وأقنعة بدائية للوقاية من الغاز.
وقال غريندون إن “الفكرة كانت أن نجمع أدوات الفن والتصميم التي ابتكرتها حركات النشاط الاجتماعية على مدار الأعوام الثلاثين الماضية.. فهي تمثل جزءا من مساحة هامة ينبغي لنا أن نهتم بها.”
وتظهر ابتكارات القرن الحادي والعشرين – كالإنسان الآلي الذي يقوم برسم الغرافيتي – كيف أن التكنولوجيا تساعد النشطاء على تطوير أساليب جديدة.
غير أن أطقم الأواني الخزفية التي أنتجتها حركة بريطانية للمطالبة بحق المرأة في التصويت – وكانت تحمل شعار الحركة – تشرح الأساليب التي كانت مستخدمة لنقل النزاع إلى غرف الرسم في ذلك العهد القديم.
وقُسّم المعرض إلى عدة أقسام يظهر كل منها استراتيجية مختلفة من طرق الدعاية للتغيير الاجتماعي، مثل التحرك المباشر والتضامن والتعبير عن الرأي.
وقال غريندون إن بعض الأدوات التي جرى جمعها من معسكرات احتجاج “عملية جدا لكنها في الوقت نفسه مثالية للغاية”.
وأضاف أن أدوات مثل أقنعة الغاز البدائية التي صنعها المحتجون المناهضون للحكومة التركية في متنزه غيزي في اسطنبول تظهر “الأساليب البسيطة” و”الشكل النهائي الجيد” للأدوات.
وأضاف أن “المحتجين واجهوا الغاز بأقنعة من الزجاجات البلاستيكية محشوة بالكمامات الجراحية، حيث أن قوات الأمن تستخدم أثناء الاحتجاجات كميات كبيرة جدا من الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.”
وتابع غريندون “لذا بدأ الناس في ارتجال طرق جديدة لمقاومة ذلك ودعم بعضهم البعض. الكثير من تلك الأدوات لها منشئ محدد.. لقد صنعت في لحظة محددة.”
وأكد غريندون أن هناك “نقاطا مشتركة تثير الاهتمام بين تلك الأدوات المصنوعة يدويا وبين اللافتات التي يصنعها كل فرد بنفسه. فإذا ما نظرت إلى المظاهرات في السابق، ستجدها في الغالب تضم الكثير من اللافتات الموحدة، التي تظهر تضامن المجموعة وتظهرهم وكأنهم حشد موحد”.
وأضاف قائلا “إلا أن الوضع بدأ يتغير تقريبا منذ عام 2009. وفي غالبية الأحيان أصبح هناك تنوع في اللافتات التي يصممها المتظاهرون بأيديهم ويرفعونها في المظاهرات.”
وتصمم بعض هذه الأدوات لإرباك قوات الأمن وتشتيتهم، مثل مجسم حجر الرصف القابل للنفخ والذي استخدمه محتجون في برلين وبرشلونة في عام 2012.
غير أن البعض الآخر من هذه الأدوات يصمم لجذب انتباه الإعلام، حيث “يعرف الكثيرون أنه سيجري تصويرهم وهم يحملون تلك الأدوات ومن ثم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي كتويتر.”
ويعتبر تشويه العملات والأوراق النقدية – بهدف نشر رسالة ما – من الطرق المعروفة في الاحتجاجات.
ويضم المعرض عددا من الأوراق النقدية التي صممتها حركات احتجاج، من بينها عملات صممها محتجون في الولايات المتحدة، وأخرى من تصميم محتجين في بورما ترجع لعام 1989.