فيفا تواجه غضب الجماهير بسبب أزمة تذاكر كأس العالم 2026

فيفا تواجه غضب الجماهير بسبب أزمة تذاكر كأس العالم 2026


اتهم عدد من مشجعي كرة القدم حول العالم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بإجبارهم على ما وصفوه بـ«الإنذار الجائر» بشأن تذاكر كأس العالم 2026، بعد شرائهم ما يُعرف بـ«حق الشراء» من منصة فيفا كولكت، دون أن تُعلن الجهة المنظمة الأسعار الفعلية للتذاكر حتى اللحظة الأخيرة، وذلك وفقاً لما نشرته شبكة «The Athletic».

وأوضحت الشبكة أن آلاف الجماهير اشتروا خلال العام الماضي رموزاً رقمية أطلقتها «فيفا» بالتعاون مع شريكها في تقنية العملات المشفّرة موديكس، تتيح لحامليها «حق شراء تذكرتين» لكأس العالم بسعر يُحدد لاحقاً. وقد بلغت قيمة كل رمز مئات الدولارات، وعدّها المشجعون وسيلة لتجنّب السحب العشوائي أو مواجهة الأسعار المتغيرة والمضاربة في السوق الثانوية.

لكن الحماس تحوّل إلى غضب واسع بعدما منحت منصة فيفا كولكت الجماهير مهلة حتى الخميس 13 نوفمبر (تشرين الثاني) لاتخاذ قرارهم بشأن تفعيل «حق الشراء» أو بيعه في السوق الثانوية، من دون أن تعلن «فيفا» حتى مساء الإثنين عن أسعار التذاكر. وبحسب المنصة، فإن الرموز ستصبح بلا قيمة بعد الأول من ديسمبر (كانون الأول)، إذ لا يمكن بيعها بعد فتح نافذة الشراء، ولن تتيح أي حق متعلق بالتذاكر بعد إغلاقها.

وأشارت «The Athletic» إلى أن خيار إعادة بيع الرموز قبل المهلة المحددة قد يخفف الخسائر على بعض المشجعين، لكنه يتم بأسعار أقل بكثير من سعر الشراء الأصلي، بعدما تراجعت قيمتها بشكل حاد منذ مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في أعقاب تقارير كشفت عن أن أسعار تذاكر كأس العالم 2026 ستكون الأعلى في تاريخ البطولة، وأن معظم حاملي الرموز سيُسمح لهم بشراء تذاكر من الفئتين الأولى والثانية فقط، وهما الأغلى.

ونقلت الشبكة عن موقع «فيفا كولكت إنفو» – وهو موقع مستقل يتتبع معاملات المنصة – أن أسعار إعادة بيع الرموز الخاصة بجميع مباريات كأس العالم الـ104 تراجعت في معظم الحالات بأكثر من 100 دولار، لتصبح أقل من سعر الشراء الأساسي. ونتيجة لذلك، يشعر العديد من المشجعين بأنهم وقعوا ضحية «خداع» أو «استغلال»، على حد وصفهم.

وقال رافائيل باكيرو، أحد حاملي الرموز ورئيس مجموعتين دوليتين لمشجعي كأس العالم، إن الجماهير تواجه حالة من «الاستياء الكبير والإحباط المالي»، مضيفاً في رسالة بريد إلكتروني للشبكة: «فيفا تجبر المشجعين على الالتزام بدفع آلاف الدولارات مقابل تذاكر لا يعرفون أسعارها بعد، وفي مباريات لم تُحدد أطرافها حتى الآن».

وأوضح باكيرو، وهو مشجع مكسيكي مقيم في تورونتو، أنه يفكر بين خيارين أحلاهما مرّ: إما دفع المبالغ الضخمة للحصول على التذاكر، أو بيع الرموز بخسارة كبيرة.

وبينما لم تصدر «فيفا» أي بيان يوضح أسباب غياب الشفافية في الأسعار، كتب أحد مسؤولي منصة «فيفا كولكت» عبر تطبيق «ديسكورد» يوم الجمعة الماضي: «الوضع الحالي هو أننا لم نتلقَّ الأسعار من إدارة التذاكر في فيفا بعد… نحن نفهم أن هذا محبط، لكن الأمر لا يعتمد علينا».

ورفضت «فيفا» الرد على أسئلة الصحافيين بشأن الجدول الزمني أو السياسة التسعيرية، رغم تحقيقها – وفقاً للتقرير – عشرات الملايين من الدولارات من مشروع فيفا كولكت.

وأشارت الشبكة إلى أن المنصة كانت قد أطلقت عام 2022 لترويج ما وصفته «فيفا» آنذاك بأنه «نظام رقمي آمن ومبتكر لجمع المقتنيات الكروية»، قبل أن تتحول في عام 2024 إلى شراكة تجارية كاملة مع موديكس. وخلال عام 2025، باعت المنصة ما يزيد على 30 مليون دولار من الرموز الرقمية، معظمها مرتبط بحق شراء تذاكر كأس العالم.

لكن مع اقتراب الموعد النهائي هذا الأسبوع، شعر المستخدمون بأنهم تعرضوا لمعاملة «غامضة وغير عادلة»، إذ قال أحدهم عبر المنصة: «كيف يمكن اتخاذ قرار مناسب ونحن لا نعرف الأسعار قبل ستة أيام فقط من إغلاق النظام؟ نحن بحاجة إلى الأسعار الآن!».

وفي محاولة لتخفيف الانتقادات، أعلن القائمون على المنصة أن 20 في المائة من عائدات بيع الرموز ستُخصص لصندوق فيفا العالمي للتعليم المدني، الموجه لدعم تعليم الأطفال في أكثر من 200 دولة، مؤكدين أن المشروع جمع حتى الآن نحو 3.1 مليون دولار لصالح هذا الصندوق.

وفي تطور منفصل، كشفت «The Athletic» عن أن السلطات السويسرية فتحت تحقيقاً رسمياً ضد «فيفا» بسبب جزء آخر من المشروع، يتعلق ببيع رموز «الحق في النهائي» التي كانت تتيح للمشجعين شراء تذكرة لنهائي كأس العالم في حال تأهل منتخب معين. وخلصت هيئة جيسبا المشرفة على المقامرة في سويسرا إلى أن هذا النظام «يُعد شكلاً من أشكال اليانصيب أو المراهنات الرياضية غير المرخّصة»، وقدمت شكوى جنائية ضد المنصة في 17 أكتوبر الماضي.

وفيما يبدو أنه رد مباشر على التحقيق، قامت فيفا كولكت مؤخراً بتعديل شروط تلك الرموز بهدوء، حيث ألغت العبارة التي كانت تنص على «عدم استرجاع المبلغ في حال عدم تأهل الفريق» واستبدلت بها تعهداً «برد المبلغ كاملاً في حال فشل المنتخب المعني في بلوغ النهائي».

وامتنعت كل من «فيفا» وشركة موديكس عن التعليق على توقيت التعديل أو أسبابه، في وقتٍ يواجه فيه المشروع انتقادات واسعة من جماهير تعدّه «رهاناً رقمياً غير منصف»، يهدد ثقة المشجعين قبل انطلاق كأس العالم 2026 المقرر في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

قد يهمك أيضــــــــــــــا

فيفا يكشف عن تميمة كأس العالم تحت سبعة عشر عاما في قطر

المغرب يستضيف بطولة نسائية بمشاركة تاريخية لأفغانستان





Source link

إعلانات مجانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *