تدشين كتاب «مدرسة الدراسات الثقافية العربية المقارنة» بـ أتيليه القاهرة

شهدت اللجنة الثقافية بأتيليه القاهرة «جماعة الفنانين والكتاب»، برئاسة الكاتب الصحفي إبراهيم السخاوي، مقرر اللجنة وعضو مجلس إدارة الأتيليه، أول أمس، تدشين كتاب «مدرسة الدراسات الثقافية العربية المقارنة» بحضور مؤلفه الدكتور حاتم الجوهري.
وقال الكاتب حزين عمر، إن الكتاب له أهمية كبرى، ويتصدى لموضوعات مهمة في لحظة تاريخية فارقة، موضحًا أإن المؤلف بذل فيه جهدا واضحا ليخرج بهذا الشكل.
واستعرض الدكتور حاتم الجوهري، مؤلف كتاب مدرسة الدراسات الثقافية، ظروف خروج الكتاب وعلاقته بالنظرية المعرفية التي تهيمن في المشهد العربي، مشيرا إلى أزمة كبرى لدى الذات العربية وهي العجز عن إنتاج معرفة بديلة تقف على أرضية ثابتة في مواجهة معرفة تم إنتاجها لتواكب ظروف ذوات أخرى.
واستشهد بحديث البعض عن رفض سرديات الهيمنة الثقافية التي يسعى الغرب لفرضها علينا، لكن في الوقت نفسه قبوله بتبعيته وتلقيه السلبي لنظريات معرفية، موضحًا أنه يقف على قدم المساواة مع سرديات الهيمنة الثقافية تلك التي يرفضها.






وعن مشروع الكتاب وأطروحته، قال: «إن مدرسة الدراسات الثقافية الغربية خرجت بفلسفة تنتصر للهوامش يأسا من قدرتها على التصدي لمتون الليبرالية الغربية في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، بينما يجب أن تسعى مدرسة الدراسات الثقافية العربية للاهتمام بالمتون العربية وكيفية استعادتها، في لحظة تم تفجير التناقضات واستخدام ما يسمى بالهوامش العربية والثقافات الفرعية لتفكيك الوجود العربي.»
وفي سياق متصل، قدم الدكتور شريف الجيار، مداخلة مطولة طوف فيها في الفضاء المعرفي للكتاب، وفي أبعاده الفلسفية والسياسية والثقافية التي تأتي ضمن طبقات ومستويات للتلقي داخل الكتاب، قائلا إن حاتم الجوهري يقدم فلسفة التمفصل الثقافي في مواجهة مشاريع التبعية، وأن بعضا من جوانب الكتاب وأطروحته تذكرنا بأطروحات د.عبدالعزيز حموده ومعاركه في مواجهة بعض النقاد وأطروحاتهم.








وتعرض لما قدمه الكتاب في نقده للتلقي العربي لمدرسة الدراسات الثقافية الغربية، وتحديدا في بعض النماذج العربية الشهيرة وفي بعض النماذج المصرية، وانتقل إلى تناول المشروع العام للكتاب موضحا أن حاتم الجوهري يطرح بالفعل مدرسة علمية ذات ملامح محددة، وأنه جاد في هذا الطرح ويسعى لمواجهة المركزية المعرفية التي تأتي المركزية السياسية محمولة عليها.
وأشار إلى قراءة الجوهري المدققة للغاية للمنجز المعرفي الغربي، قبل أن ينتقل لطرح بديل عربي يناسب اللحظة التاريخية القائمة، مبرزا اهتمام أطروحة الكتاب بنقد مقولات ما بعد الحداثة العامة، وكيف استطاع المؤلف تفكيك بنيتها ليصل إلى فكرة الازدواج والهيمنة الكامنة في المتون الرسمية في الغرب.
وفي ختام حديثه، أكد أن كتاب مدرسة الدراسات الثقافية ليس مشروعا فرديا أبدا، بل هو مشروع مؤسسي ويجب أن يحظى برعاية مؤسسية أيا كان نوعها، لأنه يؤسس لمشروع عام ومدرسة علمية عربية حقا.
ومن جانبه أشاد الدكتور حيدر الجبوري بالكتاب باعتباره مشروعا يصلح لأن يكون أساسا مهما لبناء عربي جديد، وأن الكتاب في جانبه التطبيقي الذي شغل الجزء الأخير من الكتاب، اهتم بمشروع المشترك الثقافي العربي بينيا بين مصر ومجموعة من الدول العربية كل على حده، لكنه أشار إلى ضرورة التحرك على مستوى موازٍ يتناول المشترك الثقافي العربي في عمومه وبين كل الدول العربية.






قال «الجبوري»: أن حاتم الجوهري يقدم مشروعا مؤسسيا وليس مشروعا فرديا، ويجب أن تتبناه المؤسسات العربية لأن هناك جانبا مهما من مشروع جامعة الدول العربية كان يركز على الجانب الثقافي وفعالياته، لم يتم الاهتمام به بعد، وأن كتاب مدرسة الدراسات الثقافية العربية المقارنة يصلح أساسا ممتازا في هذا الجانب.
وشهدت الندوة حضور حشدا كبيرا من المثقفين ضم السفير الليبي الأسبق عمر الحامدي، والمهندس أحمد بهاء شعبان، والكاتب صبحي موسى، والناقد دكتور أحمد الصغير، والإعلامي معتز العجمي، ودكتور عبدالعظيم الصلوي ممثلا عن دار أروقة ناشر الكتاب، والفنان أحمد الجنايني رئيس الأتيليه، والكاتب محمد شمروخ، والشاعر الدكتور أحمد الجعفري، والكاتب والشاعر الكبير شعبان يوسف والشاعره عزه رياض مقررة لجنة الادب وعضو مجلس إدارة الاتيليه، بالإضافة إلى حشد واسع من الحضور.