انطلاق مهرجان “مساحات” في “الإسكندرية” المصرية كأولى محطاته
القاهرة – مصر اليوم
يُشكل الغرباء جزءًا مهمًا من هوية المدن والأقاليم المصرية المتنوعة، وتمتزج قصصهم مع حكايات الأهالي وثقافتهم وعاداتهم لتشكل هوية مُتفردة ومادة ثرية للتراث والفنون الشعبية، ففي مدينة الإسكندرية الساحلية (شمال مصر) حيث بدأ مهرجان «مساحات» الجوال للفنون التراثية محطته الأولى، لا يمكن الفصل بين شخصية المدينة وبين الغرباء الذين يأتون من محافظات ودول أخرى، ويسعى المهرجان من خلال جولاته إلى إعطاء أهالي المحافظات الإقليمية فرصة التعبير عن تراثهم وفنونهم الشعبية وشخصية مدينتهم عبر ورش تدريب متنوعة، ورواية حكاياتهم بما تحمله من خصوصية ثقافية يتداخل فيها التاريخ والجغرافيا مع الواقع والأساطير الشعبية.
ويهدف مهرجان «مساحات للفنون والتراث»، وهو مشروع ثقافي ممول من الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع المجالس الثقافية الأوروبية، إلى إعطاء الفرصة لسكان المحافظات الإقليمية للتعبير عن فنونهم التراثية، والحد من احتكار العاصمة للأنشطة الثقافية والفنية، وتطوير مهارات الفنانين المستقلين، بحسب طاهرة طارق، مؤسسة المهرجان، التي تقول ، إن «تجول المهرجان في محافظات مختلفة يساهم في إحياء الفنون التراثية الخاصة بكل مدينة، وما تحمله من مفردات تصوغ شخصيتها، ويثري التنوع الثقافي بها، وكذلك يدعم الحرف التراثية والصناعات الإبداعية، كما يهدف المهرجان إلى خلق مساحات للفنون والتعبير خارج العاصمة، لتمكين المجتمعات المحلية ثقافياً، وتشجيع أهلها على المشاركة والتعبير عن أنفسهم وثقافتهم وبيئتهم وتراثهم بالفن».
ويعتمد المهرجان على ثلاثة أشكال من الفنون… فن الحكي، وورش التعبير بالصورة، والحرف اليدوية التراثية، وما تحمله الفنون الثلاثة من دلالات ومساحات للتعبير عن خصوصية المدن والبشر، بينما جاء اختيار مدينتي الإسكندرية الساحلية لتصبح المحطة الأولى التي تستمر فيها الأنشطة خلال شهري سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) من العام الحالي، ومدينة أسوان «التاريخية»، وهي المحطة الثانية خلال شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) من العام الحالي أيضاً، لتشكل المدينتين معاً نموذجاً يسلط الضوء على خصوصية المدن وتفردها الثقافي، ودور الفنون التراثية في التعبير عن هذه الخصوصية، في حين يفتح القاسم المشترك بين المدينتين مساحات أوسع للتعبير عن شخصية كل منهما؛ إذ يشكل الزوار إحدى مفردات تراث المدينتين وثقافتهم وفنونهم، وهو ما يصوغ حكايات تتداخل فيها قصص الأهالي مع حكايات الغرباء، وتسعى الورش المختلفة إلى خروج هذه الحكايات الخفية إلى النور لتتحول من تراث شفهي إلى قوالب فنية تنقل نبض المدينة إلى العلن.
محمد عز الدين، مدرب الحكي في مهرجان «مساحات»، يقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «حكايات الغرباء تمثل مكوناً أساسياً من تراث وثقافة الكثير من المدن، ومن بينها الإسكندرية وأسوان، فلكل شخص في المدينتين حكاياته الشخصية التي يتقاطع الكثير منها مع حكايات وقصص وثقافة الزوار الغرباء، ولكل مدينة خصوصيتها وتراثها الذي يشكل فنونها، ونسعى في الورش المختلفة إلى تدريب المشاركين على التعبير عن أنفسهم فنياً، وخصوصاً ورش الحكي بما تمثله من خصوصية تراثية تتداخل مع خصوصية كل مدينة وأهلها وتراثها».مهرجان «مساحات» يعتمد على شركاء محليين من مؤسسات ثقافية إقليمية في المدن التي ينظم أنشطته فيها، للاستفادة من خبراتهم الفنية ومعرفتهم بالمكونات الثقافية لكل مدينة، وتضم ورش الحكي والتعبير بالصورة والحرف اليدوية تدريبات عملية على مبادئ وأساسيات هذه الفنون، يعقبها معرض مفتوح للأعمال الفنية التي تم إنتاجها خلال فترة التدريب.
وبجانب حكايات الغرباء، كان شاطئ البحر المتوسط أحد أهم المكونات الأساسية لشخصية مدينة الاسكندرية وأهلها، وهو ما ينعكس على حكايات المشاركين وفق عز الدين، الذي يقول «تمثل العلاقة مع البحر والصيد والمراكب والصيادين والترام والمعالم الأثرية الشهيرة بالإسكندرية موضوعات لورش الحكي تسلط الضوء على خصوصية المدينة وتفردها، وتطلق العنان لأهلها في التعبير عن قصص يتدخل فيها واقع مدينتهم مع أساطيرها التي يرتبط معظمها بعروس البحر والصيد».
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
السعودية عضوًا في لجنة التراث الثقافي في اليونسكو للمرة الأولى
“اليونيسكو” توافق على تسجيل “كناوة” المغربي ضمن التراث الثقافي اللامادي