«زي النهارده».. وفاة ماركيز دي ساد 2 ديسمبر 1814

«زي النهارده».. وفاة ماركيز دي ساد 2 ديسمبر 1814


ولد دوناتا ألفونس فرانسوا دى ساد والمعروف باسم «ماركيز دي ساد»، في باريس في 2 يونيو 1740، والذي اشتق من اسمه وصف «السادية»، وكان أرستقراطيا ثوريا فرنسيا وروائيا وكانت رواياته فلسفية وسادية متحررة من كل الأعراف الأخلاقية تستكشف دواخل بشرية دفينة مثيرة للجدل وأحيانا للاستهجان مثل البهيمية والاغتصاب والعنف الجنسي وكان من دعاة أن يكون المبدأ الأساسي هو السعي للمتعة الشخصية المطلقة دون أي قيود تذكر سواء أخلاقية أو دينية أو قانونية وقد احتجز ساد في عدة سجون في فترات متقطعة لنحو 32 عاما من حياته (بينها 10 سنوات في الباستيل)، كما تم احتجازه في مصح للأمراض العقلية، ومعظم كتاباته تمت في أثناء سجنه مصطلح السادية تم اشتقاقه من اسمه ليصبح مرادفا في اللغة للعنف والألم والدموية.

ورغم كتابات دى ساد التي غاصت لأقصي ما يمكن تخيله من أفكار للنفس البشرية إلا أنه وكما تقول الكاتبة كلويه ديليس في كتابها «دي ساد معاد النظر ومُـلطّفـًا لبنات اليوم» وفي إحدى رسائله ذكر دى ساد «…نعم، أنا ركبت المعاصي وقد تخّيلت بكتابات كل ما يمكن تخيّله في هذا المجال، لكنني بالتأكيد لم أفعل كل ما تخيّلته ولن أفعل أبدا. أنا فاجر، لكنني لست مجرما أو قاتلا..».

ورغم هذا فقد اشتهر ساد بفضائحه وبأفعاله الماجنة كما عرف باستئجاره لخدمات العاهرات كما تم اتهامه بالكفر والتي كانت تهمة خطيرة آنذاك، كما تضمن سلوكه إقامة علاقة مع شقيقة زوجته والتي أتت لتعيش معه في قلعته في لاكوست بالجنوب الفرنسي كما أن فضيحة شهيرة سجلت في تاريخه ألا وهي جلد فتاة شابة وهي روس كيلر مع الإساءة إليها جنسيا وبدنيا وذلك في أحد الفصح في 1768.

ورغم أن كيلر أقامت عليه دعوة قضائية إلا أنها سحبت بعد ضغوط عائلية بينها «رسالة عفو» موقعة ملكيا، وفي بدايات 1763كان ساد يعيش في أو قرب باريس، وتذمرت وقتها العديد من العاهرات حول سوء المعاملة من قبله، ما أدى أن يوضع تحت مراقبة الشرطة التي أعدت تقارير حول تصرفاته.

وبعد فترات سجن قصيرة تم نقله إلى قلعته في لاكوست للإقامة بها جبريا في 1768وكانت الفضيحة الثانية في مرسيليا حيث اتهم وخادمه بالتسبب في تسميم 4 عاهرات بمثير للشهوة الجنسية محضر من مادة الكانثاريدين (الذبابة الإسبانية) وممارسة الجنس الجماعي بصور مختلفة تضمنت اللواط مع خادمه وفي تلك السنة صدر حكم غيابي على الرجلين بالموت بتهمة اللواط والتسميم.

وفر ساد وبرفقته شقيقة زوجته إلى إيطاليا إضافة إلى خادمه لاتور وتم اعتقاله وخادمه وأودعن في حصن ميولا في إقليم سافوي في 1772 لكنهما فرا بعد أشهر ليعود مجددا إلى قلعته حيث يغادره الخدم والخادمات بسبب سوء المعاملة والإساءة الجنسية لهم، ليجبر على الفرار لإيطاليا مجددا حيث يقوم بكتابة رحلة إيطاليا وعاد في 1776 إلى لاكوست حيث تم خداعه ليتمكن من رؤية أمه التي كانت تحتضر والتي كانت في الواقع قد توفيت حديثا، ويتم اعتقاله ليودع في قلعة فنسان شرق باريس لينجح في استئناف حكم الإعدام الصادر بحقه لكنه ظل مسجونا.واستمر في تلك الفترة في الكتابة وفي 1784 تم تحويله إلى سجن الباستيل الشهير وفي 2 يوليو 1789 سجل له صياحه من نافذة زنزانته قائلا «إنهم يقتلون السجناء هنا!» محرضا المارة على التمرد متسببا في بعض الشغب وبعد يومين يتم نقله إلى سجن مصحة شارنتون العقلية قرب باريس وتم اقتحام الباستيل في 14 يوليو 1789 مما شكل بداية الثورة الفرنسية وتم إطلاق سراحه من شارنتون في 1790 بعد إلغاء الجمعية الوطنية المؤسسة حديثا قرارات وأحكام ملكية سابقة.

وحصلت زوجته على الطلاق بعد وقت قصيروبعد الاستيلاء على قلعته في لاكوست ومن ثم بيعها لاحقا قام ساد بكتابة عدد من الروايات وسجن مرارا بينها عام 1794 حيث حكم عليه بالإعدام بتهمة «الانتماء إلى المعتدلين»، إلا أنه نجامن الحكم بسبب سقوط الحكومة وقتها إلا أنه دخل السجن مرارا وآخره كان في سجن مصح شارنتون وهنا وضعه وزير الداخلية بعد فترة في غرفة منعزلة ومنع تزويده بالحبر أو الورق ومنع إقامة أي مسرحية له في المصح، لتتدهور صحته في الوقت الذي عانى فيه من تحقيقات من قبل مسؤولين حكوميين لدرجةأن نابليون رأى وجوب بقائه بالمصح، حتي توفي «زي النهاردة» في 2 ديسمبر 1814.

ومن أعماله الروائية أيام سدوم المائة والعشرون أو«مدرسة الفجور» واعتبرت من أبرز رواياته وأكثرها إثارة للنفور وألين وفالكور وتعاسة الفضيلة و«يوجني دي فارفال» أو «جرائم الحب» و«خطاب مواطن باريسي إلى ملك الفرنسيين» و«الفلسفة في المخدع» و«جوستين» أو«نوائب الفضيلة» و«أيام فلورييل» و«الطبيعة المعراة».




Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *