«زي النهارده».. توقيع اتفاقية لندرة «لندن» 15 يوليو 1840

«زي النهارده».. توقيع اتفاقية لندرة «لندن» 15 يوليو 1840


كان انتصار الجيش المصرى في معركة «نصيبين» قد وضع المسألة المصرية والشرقية ومسألة توازن القوى والمصالح الأوروبية موضع إعادة بحث ونظر وتفاوض بعدما استرعت الانتصارات المتواصلة لمصر أنظار أوروبا، خاصة مع تداعى أركان السلطنة العثمانية وتجدد أطماع الدول المختلفة في اقتسام تركة رجل أوروبا المريض «الدولة العثمانية» وقد شعرت أوروبا بالقلق من تعاظم قوة مصر بعد انتصارها على الجيش التركى في «نصيبين»، وفى حين دعمت اليونان في ثورتها على تركيا فإنها لم تدعم مصر في سعيها إلى الاستقلال عن الباب العالى،وتخوفت على مصالحها وحضورها في البحر المتوسط، ورأت الدول الأوروبية وجوب تقليم أظافر الجيش المصرى.

وجاهرت إنجلترا بعدائها لمصر ورأت إخضاع محمد على بالقوة، وألّبت عليه دول أوروبا، وعمدت إلى إبقاء مصر تحت السيادة التركية، فيما جنحت تركيا للسلم والمفاوضة مع محمد على، ثم قدمت دول أوروبا مذكرة إلى الباب العالى في 27 يوليو 1839 تطلب فيها باسم الدول الخمس «النمسا وروسيا وإنجلترا وفرنسا وبروسيا» ألا يبرم أمر مع مصر إلا باطلاعها، إلى أن أبرمت معاهدة لندرة «زي النهارده» فى 15 يوليو 1840 بين هذه الدول، التي خولت لمحمد على وخلفائه حكم مصر الوراثى، وأن يكون له حكم المنطقة الجنوبية من سوريا المعروفة بولاية عكا «فلسطين» بما فيها مدينة عكا ذاتها وقلعتها، وأن يعيد لتركيا أسطولها ويدفع جزية سنوية للباب العالى، واعتبار قوات مصر البرية والبحرية جزءًا من قوات السلطنة العثمانية، وقد وقعت هذه الاتفاقية في العاصمة البريطانية لندن ووقع عليها اللورد بالمرستون، الإمبراطورية النمساوية البارون نومان السفير النمساوي في انجلترا، ومن بروسيا البارون بيلوف، الإمبراطورية الروسية البارون برينوف، ومن الدولة العثمانية شكيب افندى وزير تركيا المفوض في لندن للحد من توسعات محمد على باشا حاكم مصر على حساب أراضي الدولة العثمانية والتي أيضا كانت سببا في تقليص صلاحياته.




Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *