«زي النهارده».. اختطاف رئيس وزراء إيطاليا «ألدو مورو» على يد «الألوية الحمراء» 16 مارس 1978
«ألدو مورو» رجل دولة إيطالى مولود في 21 سبتمبر 1916 في مدينة (بارى) في جنوبى إيطاليا، وكان والده موظفًا بوزارة التعليم وقد نشأ نشأة دينية صارمةوفى 1945 انضم إلى الحزب الديمقراطى- المسيحى، وانتخب نائباً عن مدينته، وحافظ على هذا المنصب طوال حياته وقد ترأس مورو حكومة بلاده مرتين، الأولى من 1963 إلى 1968، والثانية من 1974 إلى 1976، كما شغل منصب وزير الخارجية مرتين، الأولى من 1969 إلى 1970، والثانية من 1973 إلى 1974.وحينما كان العالم في أوج الحرب الباردة حاول ألدو مورو التقارب مع الشيوعيين الذين يمثلون ثلاثين في المائة من الناخبين في مشروع «تسوية تاريخية» ليواجهوا سويا وضعا اقتصاديا صعبا ومكافحة الإرهاب، وفى 1971 فتح باب الحوار مع الحزب الشيوعى الإيطالى، وتوصل معه إلى اتفاق يمتنع بموجبه الحزب الشيوعى عن معارضة الحكم في البرلمان، ودون أن يؤيده.
وفى 1978 كان لمورو لقاءان مع الشيوعيين كان يفترض أن يؤديا إلى وضع سياسة الحزب الشيوعى المعروفة باسم(المساومة التاريخية) موضع التنفيذ، أي أن يفتحا الباب لمشاركة الشيوعيين في الحكم، لكن اليسار المتطرف في إيطاليا،المعارض لسياسة الحزب الشيوعى، حال دون ذلك، فأقدم رجال الألوية الحمراء (وهى منظمة سرية إيطالية) «زي النهارده»في 16مارس 1978على اختطاف ألدو مورو واغتيال خمسة من حراسه وقامت الألوية الحمراء بمحاكمته وحكمت عليه بالموت وحينما كان فى «سجن الشعب» كتب مورو مئات الرسائل إلى عائلته ورئيس الحكومة الديمقراطية المسيحية جوليو أندريوتى والبابا بولس السادس والأمين العام للأمم المتحدة كورت فالدهايم مطالبا بالتفاوض مع الألوية الحمراء التي كانت تطالب باعتراف سياسى والإفراج عن 13سجينا،ولكن لم يستجب أحد لمطالب المنظمة فقامت بإعدامه في التاسع من مايو من نفس العام،وكان مورو يوم ذاك يشغل منصب الأمين العام للحزب الديمقراطى المسيحى، وتم العثور على جثته في صندوق سيارة في شارع كايتانى في قلب روما ومازال إعدامه على يد الألوية الحمراء يمثل جرحا غائرا في إيطاليا وبخاصة حين تعنت المسؤولون السياسيون وقت اختطافه في عدم التفاوض باسم المصلحة العليا للدولة، ومازال الأمر مثار تساؤلات حتى إن إيطاليا قررت أن تكون ذكرى اغتياله في التاسع من مايو يوما لضحايا الإرهاب بكل انتماءاتهم يمينا ويسارا.