طارق الطيب: قلة تأثير الأدب العربي في المجتمع سببها منع الكتب لأسباب أخلاقية أو سياسية
قال الأديب السوداني الدكتور طارق الطيب، إنه لا يستطيع وصف الأدب العربي بأنه غير مؤثر وإنما تأثيره ضعيف مقارنة بالأدب الغربي الذي لمس أثره على المجتمع من خلال انتقاله للحياة في النمسا منذ 40 عامًا، مشيرًا إلى أن الأدب العربي يطبع ويوزع بكميات قليلة جدا وقراءه أيضًا قلة، ولكن عندما يتحول إلى وسيط آخر غير الكتابة، مثل التليفزيون يزداد تأثيره، بسبب وجود عدد كبير من غير المتعلمين.
وأضاف «الطيب» في تصريحات لـ«المصري اليوم» عقب جلسة «دور الرواية في تشكيل المجتمع»، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب الـ 42 والتي أدارها عبدالحكيم حنيف، أن أحد أسباب قلة تأثير الأدب العربي في المجتمع أيضًا ظاهرة منع الكتب والتي قد تكون لأسباب أخلاقية أو سياسية، وبالتالي هذه أسباب لا تضع الكتاب في المقدمة أمام عدد كبير من الناس مقارنة بالكتب الأجنبية التي تطبع بأعداد كبيرة كما لا يوجد لديهم تابوهات كالتي نخاف منها؛ لذلك فنحن على مسافة بعيدة من أوروبا فيما يتعلق بعدد الكتب وما يصل للجمهور هناك.
وخلال مشاركتها في الجلسة، قالت الكاتبة الكويتية بثينة العيسي أنها تفهم الأدب بصفته من قوى التغيير في المجتمع؛ فهو مشاغب ودوره استنطاق المسكوت عنه وإثارة نوع حميد من أنواع القلق لأن الطمأنينة الزائدة عن الحد أيضًا قاتلة، مشيرة إلى أن الأدب في سياق معين يكون في صف التغيير وفي سياق آخر يكون في صف مقاومة التغيير؛ فعندما يكون هناك مشروع لاجتثاث للذاكرة فدور الأدب هنا تثبيت الذاكرة كما رأينا في زمن الخيول البيضاء لإبراهيم نصرالله والطنطورية لرضوى عاشوري.
وأشارت «العيسى» أنها منذ سبع سنوات تجد صعوبة في الكتابة عن التجارب المباشرة، وقالت: «كلما كان الأمر ظاهريا بعيدا أجد نفسي أكثر فضولا ورغبة في الكتابة عنه، كلنا نبدأ الكتابة انطلاقا من نصيحة ماركيز»اكتب عما تعرف «وهذه الذخيرة نغرف منها في بداياتنا وهي التمارين الأولية التي نخرج منها لشكل أكثر نضجا لمشروعنا الأدبي، ولكن في أحد الأيام كنت أقدم ورشة عمل عن الكتابة وقلت»ماركيز يقول من الذكاء أحيانا أن تكتب عما تعرف لكن أحيانا المغامرة الحقيقة والشجاعة أن تكتب عما لا تعرف«واكتشفت أن حتى تلك اللحظة عام 2013كنت اكتب عما أعرف، وأريد الآن أن أكتب عن شيئا لا أعرفه لكن لا أعرف كيف أبدا المغامرة وفى نفس الأسبوع جاءت الفكرة ووجدت نفسي أبحث عن موضوع الاتجار في البشر وبعد عامين صدرت رواية»خرائط التيه«ومن بعدها شعرت أنى لا أريد العودة للكتابة عما أعرف».
ومن جانبها قالت الكاتبة فتحية النمر: «أؤمن أن للأدب دور كبير في تشكيل المجتمعات وهناك مقولة لألبير كامو مؤلف رواية الغريب والطعون عندما سألوه هل تستطيع تغيير المجتمع قال إنه»لا يمتلك القدرة على تغيير المجتمع لكنه يحاول التأثير في المنظومة القيمية الموجودة فيه«، وأجد أن الكاتب لو استطاع الوصول لتلك المرحلة يكون بالفعل قد نجح».
وأضافت: «الكاتب لا يكتب لمجرد المتعة فهو لديه أهداف، وفى بدايتي كنت أتحدث عن قضايا الإنسان المعاصر مثل القلق والخوف من المستقبل، وبعد ذلك اتجهت من 2018 إلى التراث، وأتمنى أن أكون من الكتاب الذين يفتحون عيون الناس وآذانهم وأن أكون ممن يضعون أيديهم على جروح المجتمع وصوت من لا صوت لهم».