«زي النهارده».. وفاة المؤرخ والمفكر اللبناني أسد رستم 23 يونيو 1965
أسد جبرائيل رستم مجاعص هذا هو اسمه كاملا ونعرفه اختصارا باسم أسد رستم وهو مؤرخ لبناني تميز بإنتاجه الغزير، ومنهجيته الموضوعية، وريادته في إرساء منهج البحث التاريخي، وتخلصه من الطائفية الضيقة إلى آفاق أرحب من الاعتدال والإنصاف وهو مولود في قرية الشوير اللبنانية في الرابع من حزيران سنة 1897م، ونشأ في أسرة مسيحية متدينة، ولما بلغ الخامسة من عمره التحق بالمدرسة الإنجليزية في بلدته- التي كان عمه حنا رستم معلمها الوحيد- ليتعلم القراءة والكتابة وشيئا من الحساب، التحق سنة 1905م بالكلية الشرقية في زحلة، وظل بها عامين، عاد بعدها إلى الشوير والتحق بمدرستها العالية التي كان يديرها طبيب أسكتلندي، وبعد عامين من الدراسة اجتاز أسد رستم امتحانات السنة النهائية بالمدرسة، ونال شهادتها سنة 1911م.
ثم التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت سنة 1912م، لينال شهادة البكالوريوس في العلوم سنة 1916.
واستكمل دراسته في التاريخ، حتى نال لقب أستاذ في التاريخ سنة 1919وفي 1922 سافر على نفقة باير دودج رئيس الجامعة الأمريكية في بيروت لأمريكا لمزيد من التخصص والتحق رستم بجامعة شيكاغو، ودرس التاريخ الشرقي القديم واللغات السامية، كما درس اللاتينية واليونانية، وقضى بها خمسة عشر شهرا نال بعدها درجة الدكتوراه في التاريخ الشرقي.
وعاد لبيروت في 1923م ليدرس التاريخ في كلية الآداب بالجامعة وبعد عشرين سنة من الاشتغال بتدريس التاريخ في الجامعة الأمريكية قدم استقالته وعمل مستشارا للسفارة الأمريكية ببيروت سنة 1943م ثم مستشارا في قيادة الجيش اللبناني وقد رجع أسد رستم إلى كتابة التاريخ، وعاد إلى تخصصه القديم في تاريخ الشرق القديم، وكانت البداية كتابه «الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب»، وصدر في مجلدين سنة 1955م.
وكان يرى أنه لا سبيل إلى فهم تاريخ العرب فهما كاملا إلا بالاطلاع على تاريخ الروم؛ لأن صلاتهم بالعرب ظلت قوية في أيام السلم والحرب وكان يرى أنه لا بد من تحكيم قواعد علوم الجرح والتعديل وعلوم الحديث التي وضعها العلماء المسلمون في الروايات التاريخية لكي يتسنى لنا معرفة ما هو صحيح ثابت من الروايات مما ليس بصحيح وثابت ثم وضع كتابا في تاريخ الكنيسة الشرقية للروم الأرثوذكس بعنوان «تاريخ كنيسة مدينة أنطاكية العظمى» في ثلاثة أجزاء، ونشره سنة 1958م ونال على أثره لقب مؤرخ الكرسي الأنطاكي وبعد أن كرمته الدولة بمنحه جائزة رئيس الجمهورية سنة 1964 لمجموعة آثاره توفي «زي النهارده» في 23 يونيو 1965 عن ثمانية وستين عاما ومن أعماله وكتبه وآثاره الفكرية مصطلح التاريخ وعصر أوغسطس قيصر وحلفائه ومخطوطات البحر الميت وجماعة قمران ،وآباء الكنيسة،و الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب،و الروم وصلاتهم بالعرب، والأصول العربية لتاريخ سورية في عهد على باشا،و لبنان في عهد المتصرفية، والمخطوطات الملكية المصرية، ولبنان في عهد الأمير فخر الدين المعني الثاني، وحروب إبراهيم باشا المصري في سوريا والأناضول، ولبنان في عهد الأمراء الشهابيين.