«زي النهارده».. سقوط حصن بابليون على يد عمرو بن العاص 16 أبريل 641
كان هذا في عهد الخليفة عمر بن الخطاب حين ضم عمرو بن العاص مصر لدولة الخلافة الإسلامية فيما عرف فيما بعد بالفتح الإسلامى لمصر وكان الخليفة عمر بن الخطاب يخشى على الجيوش الإسلامية من الدخول لأفريقيا ووصفها بأنها مفرقة أما القائد عمرو بن العاص فكان مغرما بمصر قبل الإسلام، وبعد أن حقق انتصارا على الروم في معركة أجنادين استأذن الخليفة في غزو مصر الذي أبدى الرفض في البداية وما لبث أن وافق وكانت هناك دوافع أغرت المسلمين بدخول مصر ومنها الرغبة في نشرالإسلام في مصر وأفريقيا، كما كانت مصر تمثل مكانة كبيرة لدى المسلمين بسبب ذكرها في القرآن الكريم وتبشير النبى محمد للمسلمين بفتحها وتوصيته بأهلها خيرا ومن الدوافع الأخرى الدافع العسكرى أو ما يمكن وصفه بالعمق الاستراتيجى حيث تمثل مصر الامتداد الطبيعى الجنوبى لفلسطين التي سيطر عليها المسلمون كما رغب المسلمون في الاستيلاء على ما في مصر من ثغور مما يمكّن المسلمين من إخضاع مدن الشام الشمالية الواقعة على البحر المتوسط،أما الدافع الثالث فكان اقتصاديا حيث كانت تذهب ثروات مصر إلى روما فيما كانت الأوضاع الاقتصادية في مصر متردية وكان عمر بن الخطاب في 20 هـ ديسمبر 639م قد وافق على مضض بعد إلحاح عمرو بن العاص عليه بالزحف إلى مصر وتحرك عمرو بن العاص بجيش قوامه 4000 جندى صوب مصر عبر الطريق الحربى البرى مجتازا سيناء مارا بالعريش والفرما إلى مصر التي كان يحكمها الرومان وكان عمرو أثناء زحفه إلى مصر قد جاءه رسول برسالة من عمر بن الخطاب فعرف ما فيها،وخمن أن الخليفة قد عدل عن فكرة الزحف إلى مصر فلم يأخذ الرسالة من الرسول حتى عبر مهبط السيل الذي ربما كان الحد الفاصل بين أرض مصر وفلسطين، وبلغ بسيره الوادى الصغير الذي عند العريش ،وهناك أتى له بالكتاب فقرأه ثم سأل من حوله أنحن في مصر أم في الشام؟ فقيل له نحن في مصرفقرأ على الناس كتاب الخليفة ثم قال: إذن نسير في سبيلنا كما يأمرنا أمير المؤمنين، وكان الخليفة يأمره بالرجوع إذا كان بعد في فلسطين، فإذا كان قد دخل أرض مصر فليسر على بركة الله وأمكن لعمرو الاستيلاء على بلوز وحصن بلبيس وتحصن الروم في حصن بابليون، فحاصرهم عمرو بن العاص حتى استطاعوا اقتحامه، «زي النهارده» في 16 أبريل 641 بعد أن ارتقى الزبير بن العوام أسوار الحصن.