بات المشهد شبه مُعتاد، الهلال يصعد إلى نهائي دوري أبطال آسيا بعد أن حقق فوزاً عريضاً أمام الدحيل القطري بسباعية نظيفة في دور نصف نهائي البطولة ليضرب موعداً نارياً مع أوراوا الياباني في النهائي المرتقب المقرر في أواخر أبريل (نيسان) المقبل ذهاباً ومطلع مايو (أيار) إياباً.
صعود خامس لنهائي البطولة القارية منذ انطلاقها بشكلها الجديد، وترجم الهلال أفضليته كأكثر الأندية مشاركة في قارة آسيا ببطولة دوري الأبطال إلى أفضلية جديدة كأكثر الفرق تحقيقاً للقب، وبات على مشارف لقب جديد سيمنحه تفوقاً جديداً عن أقرب منافسيه.
وعانى الهلال قبل ذلك من خروج متكرر من البطولة القارية لازمه حتى باتت البطولة الآسيوية أشبه بالعقدة التي ترسم ملامح موسمه من حيث النجاح والفشل.
ويملك الهلال حالياً أربعة ألقاب على صعيد بطولة دوري أبطال آسيا، في حين يحضر خلفه بوهانغ الكوري الجنوبي الذي يملك ثلاثة ألقاب، بينما يحضر كل من الاتحاد السعودي، والسد القطري، وأولسان الكوري الجنوبي، وأوراوا الياباني، وغوانزو الصيني، وسيونغنام وسون سامسونغ وتشيونبوك الكورية، بالإضافة إلى استقلال طهران الإيراني ونادي تاي فارمز التايلندي بواقع لقبين لكل منهما.
إيغالو قاد الهلال لسباعية في شباك الدحيل (تصوير: مشعل القدير)
حيث ينافس أوراوا الياباني على تحقيق لقبه الثالث في النهائي المرتقب ليقلص الفارق بينه وبين الهلال إلى لقب وحيد، أما الهلال فيقف أمام تحقيق اللقب الخامس، حيث يملك حالياً أربعة ألقاب قارية.
ومنذ انطلاق البطولة بهوية جديدة 2003 واصل الهلال حضوره في المشاركة في النُسخ كافة باستثناء نسختي 2005 و2008، حيث غاب عن تمثيل السعودية في البطولة القارية، في حين ألغيت نتائجه في نسخة 2020 واعتبره الاتحاد الآسيوي مُنسحباً بسبب عدم اكتمال العدد للفريق الذي كان حينها يعاني من إصابات متعددة بفيروس كورونا.
وخلال هذه المشاركات بلغ النهائي خمس مرات وحقق اللقب «مرتين» وكذلك خسر مرتين، بينما يقف أمام النهائي الجديد الذي سيقام في أبريل ومايو المقبلين بنظام الذهاب والإياب.
وبلغ الهلال دور نصف النهائي مرتين وودّع عبر هذا الدور وذلك في نسختي 2015 وكذلك نسخة 2010، أما دور ربع النهائي فقد بلغه الهلال مرتين كذلك في نسختي 2007 و2012، وودع الفريق الأزرق من دور الستة عشر في أربع نسخ آسيوية، وكان خروجه من دور المجموعات في أربع مرات كذلك، وهي 2003 و2004 و2006 وأخيراً 2018.
دياز صنع تحولاً كبيراً في أداء الهلال خلال الأسابيع القليلة الماضية (أ.ف.ب)
دياز من الإقالة إلى بلوغ نهائيين
تحول عجيب صنعه الأرجنتيني رامون دياز الذي يتولى مهمة تدريب فريق الهلال السعودي، من مطالبة برحيله قبل أسابيع عدة إلى مدرب حقق مُنجزاً غير مسبوق في تاريخ النادي العاصمي بالوصول لنهائي كأس العالم، علاوة على نهائي دوري أبطال آسيا، ليعيد علاقته بصورة مثالية مع المدرج الأزرق.
كان الأرجنتيني دياز الذي يعرفه الهلاليون جيداً يعيش مرحلة حرجة تمثلت بخروج الفريق من أولى بطولات الموسم (كأس السوبر السعودي) بعد خسارته أمام الفيحاء في دور نصف النهائي، بالإضافة إلى سلسلة من النتائج السلبية في دوري روشن السعودي.
اعتلت أصوات الجماهير المطالبة برحيله قبل بدء شهر فبراير (شباط) الذي يشهد منافسات كأس العالم للأندية وبعدها دوري أبطال آسيا، إلا أن الإدارة الزرقاء بقيادة فهد بن نافل استمرت في نهجها بمنح الفرصة للمدربين حتى الرمق الأخير.
كانت التوقعات تصاحب الهلال بخروج مبكر من المونديال حينما يلاقي الوداد المغربي في الدور الثاني من البطولة، أو في أقل الأحوال التأهل لنصف النهائي، إلا أن الهلال تجاوز الوداد ثم أسقط فلامنغو البرازيلي وعبر لنهائي الأحلام ليخسر أمام ريال مدريد بنتيجة 5 – 3 ويتوج بالميدالية الفضية كأول نادٍ سعودي يحقق ذلك.
لم يكتفِ الهلال تحت قيادة دياز بالنجاح العالمي، حيث تمكن من تسجيل بداية مثالية في الأدوار الإقصائية من البطولة الآسيوية أمام شباب أهلي دبي في دور الستة عشر، ليعبر بعدها بصعوبة بالغة فولاذ الإيراني بهدف وحيد دون رد، إلا أن مواجهة الدحيل رسمت ملامح مختلفة للهلال ومدربه دياز الذي أتقن قراءة المواجهة وقاد فريقه لتحقيق فوز عريض بنتيجة 7 – 0.
الفرج… عودة تعزز قوة الهلال
لم يظهر سلمان الفرج قائد فريق الهلال منذ نهائيات كأس العالم في قطر 2022 بسبب الإصابة التي تعرض لها، إلا أن عودته تزامنت مع انطلاق البطولة الآسيوية، وحينها أوضح دياز أنه لن يجازف بإشراكه كونه مبتعداً عن المباريات.
لكن تقدم الهلال بثلاثية أمام شباب أهلي دبي الإمارات قاد دياز للزج بالفرج كلاعب بديل، قبل أن يبدأ به في المواجهة الثانية كلاعب أساسي لم يقدم المستوى المعروف عنه، لكن دياز واصل إشراكه في المباراة الثالثة أمام الدحيل التي شهدت تميزاً كبيراً للفريق.
عودة الفرج لا تعنى جانباً فنياً فقط، بل يملك الفرج كاريزما قيادية مختلفة مع فريقه أو حتى منتخب بلاده، وحديثه مع اللاعبين في غرفة تبديل الملابس قبل انطلاق اللقاء.
إيغالو… أمام مُنجز جديد
بعد أيام عصيبة عاشها المهاجم النيجيري أودين إيغالو من انخفاض في الأداء وابتعاد عن زيارة الشباك كما اعتاد عليه الهلاليون، إلا أن مواجهة الدحيل القطري شهدت انفجاراً للاعب مانشستر يونايتد السابق الذي نجح بتسجيل رباعية «سوبر هاتريك» قادته للمنافسة بقوة على صدارة الترتيب العام للهدافين في البطولة.
ويملك إيغالو سبعة أهداف في البطولة القارية، في حين يتصدر الترتيب العام البرازيلي إدميلسون مهاجم الدحيل القطري الذي غادر فريقه البطولة، ويبدو أقرب المنافسين له على الصدارة يوسوكي ماتسوو لاعب فريق أوراوا الياباني الذي يملك ستة أهداف ويحضر خلفه زميله في الفريق الياباني المهاجم السويدي ديفيد كارلسون.
ويقف النيجري إيغالو أمام تكرار مُنجز الفرنسي غوميز مهاجم الهلال السابق الذي توج بلقب هداف بطولة 2019، وذلك بعدما سجل 11 هدفاً في تلك النسخة التي حقق الهلال لقبها بعد فوزه على أوراوا الياباني.