مع نهاية مباراة الهلال التاريخية أمام فلامينغو البرازيلي؛ التي شهدت بلوغه نهائي مونديال الأندية لأول مرة في تاريخ المشاركات السعودية، بدأ الآلاف من جماهير الزعيم التخطيط فوراً للسفر إلى المغرب لحضور مباراة نهائي كأس العالم للأندية، التي ستجمع فريقهم بأحد أكبر وأعرق الأندية على مستوى العالم؛ نادي ريال مدريد الإسباني، الذي حجز هو الآخر مقعداً له في المباراة النهائية بعدما كسب مباراته مع الأهلي المصري في الدور نصف النهائي.
وشهد موقع «فيفا» الخاص ببيع التذاكر إقبالاً شديداً سعياً لشراء تذكرة هذه المواجهة التاريخية، كما توالت مئات الاتصالات والرسائل على جميع العاملين في نادي الهلال بحثاً عن أي تذكرة؛ إذ تمثل هذه المباراة حدثاً تاريخياً ليس على مستوى نادي الهلال فقط؛ بل حتى على مستوى الكرة السعودية التي توجد لأول مرة في نهائي كأس العالم للأندية عبر ممثلها نادي الهلال في مشاركته العالمية الثالثة، حيث انتهى به المطاف في المشاركتين السابقتين إلى تحقيق المركز الرابع بعد خسارته مباراة تحديد صاحب المركز الثالث أمام مونتيري المكسيكي في نسخة 2019، والأمر نفسه تكرر في نسخة 2022 عندما خسر كذلك من الأهلي المصري، لكن هذه المرة فاجأ الهلال الجميع بالفوز على الفريق البرازيلي في الدور نصف النهائي، بعدما تغلب أيضاً على الوداد البيضاوي المغربي بطل أفريقيا وصاحب الأرض والجمهور في الدور ربع النهائي.
وجاءت المفاجأة في هذه النسخة من أن أزرق العاصمة يعاني من جوانب عدة ساهمت في تذبذب مستواه في المنافسات المحلية التي سبقت المشاركة المونديالية؛ أبرزها إيقافه عن تسجيل لاعبين جدد لفترتين متتاليتين، وكذلك موجة الإصابات التي داهمت معظم لاعبي الفريق؛ أبرزهم قائده سلمان الفرج الذي لم يتمكن من الوصول للجاهزية التامة، وبذلك حدث غيابه عن مونديال الأندية، لكن ذلك لم يزد الهلال إلا إصراراً على تقديم أداء استثنائي، والظهور بشكل قوي أمام فلامينغو؛ الأمر الذي دفع بجماهيره للتسابق بحثاً عن رحلات سفر للمغرب، وتذاكر لحضور المباراة النهائية، ومع ذلك؛ فلن يكون أمر حضور الجماهير السعودية عائقاً في وجه الأزرق لإيجاد مساندة جماهيرية في المدرجات؛ لأنه تلقاها بالفعل من الجماهير المغربية، التي ساندته بكل قوة في «ملعب ابن بطوطة» بمدينة طنجة خلال المواجهة السابقة أمام فلامينغو، كما أن مساندة الهلال بدت واضحة في شوارع وأزقة العاصمة المغربية الرباط من مختلف الأجناس والأعمار، عبر بحثهم كذلك عن تذاكر تسهم في دخولهم المدرجات، لذلك؛ فإذا تمكن أنصار الهلال في السعودية من الحصول على تذاكر سفر وتذكرة المواجهة الختامية أم لا، فلن يكون هذا بالأمر الفارق بشكل كبير؛ لأن الهلال في الأساس يجد المساندة الجماهيرية في المدرجات من الجماهير المغربية المحبة والشغوفة بكرة القدم.
ويختتم الهلال تحضيراته اليوم الجمعة على «ملعب محمد السادس» في العاصمة الرباط، وسط جاهزية تامة من كامل أفراد بعثة الفريق من اللاعبين؛ يتقدمهم محمد كنو الذي غاب عن اللقاء الماضي بسبب حصوله على البطاقة الحمراء في مباراة الوداد البيضاوي، وذلك لخوض نهائي الحلم الذي سيجمعهم بفريق ريال مدريد، حيث سعت إدارة النادي العاصمي إلى توفير كامل الإمكانات والظروف لتجهيز الفريق بعيداً من أي ضغوط وفق ما صرح بذلك فهد بن نافل، رئيس نادي الهلال، عقب مواجهة فلامينغو التي انتهت بالصعود للمباراة النهائية، وسط أجواء حماسية من اللاعبين، الذين يترقبون خوض المواجهة التاريخية أمام ريال مدريد، حيث يأمل الهلاليون في تسجيل إنجاز تاريخي سيكون خالداً للأبد بالفوز على العملاق المدريدي والظفر بلقب كأس العالم؛ الذي يعدّ أكبر بطولة في العالم على مستوى الأندية، لكن هذا لن يكون بالأمر السهل؛ بل يتطلب الحضور للمواجهة بحالة بدنية وذهنية مميزة، وأسلوب فني استثنائي من الأرجنتيني رامون دياز مدرب الفريق للفوز على بطل أوروبا، حيث سبق أن واجه الهلال نادي تشيلسي الإنجليزي بطل أوروبا في النسخة الماضية، وخسر منه بهدف نظيف في الدور نصف النهائي.
من جهة ثانية؛ قرر البلد المضيف (المغرب) نقل مباراة تحديد صاحب المركز الثالث بين الأهلي المصري وفلامينغو البرازيلي المزمعة إقامتها غداً السبت من «ملعب الأمير مولاي عبد الله» في العاصمة المغربية الرباط، إلى «ملعب ابن بطوطة» في مدينة طنجة، وذلك للحفاظ على «ملعب الأمير مولاي عبد الله» الذي سيحتضن اللقاء النهائي بين الهلال السعودي وريال مدريد الإسباني في اليوم ذاته لضمان الجودة الرياضية للمباراتين للاعبين والجماهير.
وكان من المقرر مسبقاً أن تلعب المباراتين في اليوم ذاته على الملعب نفسه، على أن يكون الحضور الجماهيري مسموحاً به لحاملي التذاكر المزدوجة للمباراتين، إلا إن السلطات في المغرب رأت نقل مواجهة الأهلي المصري وفلامينغو البرازيلي لمدينة طنجة، وأفاد «الفيفا» بأنه سيجري إبلاغ المشجعين الذين اشتروا التذاكر المزدوجة بآلية فصل التذاكر وتحديدها وفق كل مواجهة، كما أكد أنه سيقوم بالمتابعة مع مشغل السكك الحديدية في المغرب، لتمكين أولئك الذين يرغبون في مشاهدة مباراة تحديد المركز الثالث في طنجة من القيام بذلك، حيث سيكون متاحاً لهم الاستبدال بتذاكرهم الحالية تذاكر جديدة لمباراة المركز الثالث، أو سيكون لديهم خيار التقدم بطلب لاسترداد التذاكر الحالية.